ورقة.. تعني كل الأوراق
محسن الرملي
الكتابة.. تلك القَشة التي أوهمت الغريق بالإنقاذ.. أو ربما فَعلت في برهة حلم، لكنه أعمق منها وأثقل، وإن كانت تركب الماء سيدة أبدية على عرش التماعات سطحه وذرات الغرين والدود الميت وما تلفظه مدن الشواطئ... وسيدة عليه لأنها أعلى منه، أطول دواماً وإبحاراً. براها فيخالها في قبضته.. أو كادت أن تكون، ربما صورتها.. ربما هي، لكنها تمرق من بين أصابعه بنعومة السمك، إلا أنه سيظل أعمق منها وأسرع زوالاً.. إنه يغرق وكان لا يريد... لكنه الآن يريد، وهذه بعض محاولاته قبل الانعدام..
-------------------------
*من ضمن مجموعة (أوراق بعيدة عن دجلة) 1998.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق