الأحد، 7 يناير 2024

عن الروائي محسن الرملي /جابر مدخلي

 

الروائي محسن الرملي.. بين الرصافة والجسر 

جابر محمد مدخلي

الأرض وحدها أو بمن عليها لن تجري علینا اختباراتها، ولن تُمضي علینا إلا ما یریده الله، نحیا أقدارنا كما هي بملامحها، ومؤجلاتها، وويلاتها، ولیس لدینا خیارات أكثر مما هي مقیّدة في ألواحنا المحفوظة منذ الأزل كل فیما یخصه ویعنيه ویُسر وقُدّر له، وضیفنا كان وسیظل حُلمه الوطن، سیره إليه حتى عبر الكتابة التي شقّها الله في صدره كبساتین لا یملك ما یبذره فيها غیر المداد، وفلسفة الحیاة، وتقاسیم العُمر التي حملته لبلدانٍ لم تكُن في خرائط توقعاته وإنما تسرّبت إليه كآخر الحلول وأولى الرحمات فتقبّلها وراح یبني عُمره في أحضانها خطوةً تلو خطوة، و"طوبةً" فوق "طوبة" حتى صار لدیه عمر من الاستقرار والإبداع الخاص به والقاموس الفرید من نوعه في السرد الروائي الحدیث، إنه الأكادیمي والروائي القدیر الدكتور #محسن_الرملي الذي الشفاف الصادق في تعابیره، المسترسل في تصوراته، و"ثیماته" وشغفه في بلوغ كل قرائه من شتى أقطار العالم..

محسن الرملي كاتب وشاعر وأكاديمي ومترجم عراقي، ولد في شمال العراق بقرية سديرة في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق (320 كم شمال العاصمة بغداد) عام 1967م، ويقيم في إسبانيا منذ 1995، حاصل على الدكتوراه بامتياز في الفلسفة والآداب من جامعة مدريد، مع درجة الشرف. وشارك في تأسيس وإدارة دار ومجلة "ألواح" الثقافية الفكرية في إسبانيا 1997. قدم ورشات لتعليم الكتابة الإبداعية والرواية في إسبانيا والمكسيك والكويت والإمارات. يعمل حالياً أستاذ في جامعة سانت لويس الأمريكية في مدريد.

يكتب باللغتين العربية والإسبانية، عمل في الصحافة كاتبًا ومحررًا ثقافيا منذ 1985، وله عشرات المواد المنشورة في الصحافة العربية والإسبانية واللاتينية. وله ما يزيد على 20 إصدارًا تنوعت بين القصة والشعر والمسرحية والترجمات والرواية، تُرجمت بعض أعماله إلى أكثر من لغة أعماله: الروايات الفَتيت المُبَعثَر تمر الأصابع حدائق الرئيس ذئبة الحب والكتب أبناء وأحذية الشعر: كلنا أرامل الأجوبة نائمة بين الجنود خسارة رابحة أحلى الألغاز، شعر للأطفال القصص: هدية القرن القادم أوراق بعيدة عن دجلة، ليالي القصف السعيدة برتقالات بغداد وحب صيني تحفة السهران تَرجم العديد من الأعمال الأدبية بين اللغتين العربية والإسبانية، ومنها: مجموعة (المسرحيات القصيرة) لميغيل دي ثربانتس، مختارات من الشعر الإسباني في العصر الذهبي، مختارات من القصة الإسبانية في العصر الذهبي، (كاتدرائيات مائية) لخوان ماسانا، مائة قصيدة كولومبية (صلاح نيازي وأغاني للشعوب التي بلا حمَام) شعر لآنا خوليا غوناليث، (مقاعد) قصائد لإبراهيم نصرالله

حصل على عدد من الجوائز منها: جائزة الطلبة والشباب للقصة القصيرة (تقديرية)/بغداد 1988. • جائزة الطلبة والشباب للقصة القصيرة (الأولى/مناصفة)/بغداد 1989. • جائزة مجلة الشرق الأوسط للقصة القصيرة، لندن 1996. • جائزة أركنسا/ أمريكا 2002 عن الترجمة الإنكليزية لروايته (الفتيت المبعثر). جائزة الدعم الأوربية لتطوير كتابة السيناريو1996 عن السيناريو الذي كتبه مع المخرج الإسباني أنطونيو كونيسا كرَّمته الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب بشهادة تقديرية سنة 2007

اقتباسات من أقواله:

*الرواية هي صورة الإنسان وعلاقته بنفسه وبمحيطه

*لا أهرب من المواجهة، إلا أنني أُفضل النجاة من الإبادة، لأواصل الكتابة عن معاناة الآخرين

*المرأة أكثر حساسية تجاه الكلمة من الرجل، وأكثر قُراء الروايات في العالم، هم من النساء

*لو كانت العولمة، التي يريدونها، تخدم الإنسان أولاً، وليس رأس المال، لما زاد تمسكنا بإبراز ثقافتنا وهويتنا الخاصة، وفي كل الأحوال، نحن نعتز بصفاتنا وقيمنا الأصيلة التي لا تُغيرها العولمة، وهي قِيم قادرة على الصمود أمام تأثيرات عولمة استهلاكية.

*لا نجيد غير تسويد الصفحات بحكايات حزينة، فيراودني الشك بأن مصانع تكرير الورق ستكفي لفيض آبار الحكايات في وطني

قال عنه الناقد المصري الكبير محمد سمير ندا: تتميز كتابات محسن الرملي بقوة الاستهلال، وانسيابية السرد، فالحكايات تتوالد، والمرويات تتناسل، كل حكاية تخبئ في رحمها أجنة حكايات أُخرى، والسطور عامرة بالتفاصيل والأماكن المشيدة على قمم الحروف، والواقع أن محسن الرملي حكّاء فريد من نوعه، إذ هو أقرب إلى عازف الربابة الجوال الذي عرفناه في قرى وصعيد مصر، وإن كانت معزوفاته الشجية مضفورة بالوجع، وحكاياته ومواويله حافلة بالخسارات والألم، لا تترك موضع قدم لأبطال السيرة الهلالية والحكايات الشعبية التي يعيش الناس على زهوها وفخرها الزائف.

قال عنه الكاتب والناقد علي حسن الفواز رئيس اتحاد الكتاب العراقيين: تضعنا سرديات محسن الرملي أمام واقعية الانتهاك الجسدي، مثلما تضعنا أمام سردية الانتهاك الرمزي، والفعلان يرسمان مخططا سيميائيا لفكرة «انتهاك الإنسان» بوصفه مجالا رمزيا يحيل إلى انتهاك المكان/ الوطن، والمعنى والذاكرة

يقول محسن الرملي في حوار مع علي يافع:

*لم أكف عن القراءة داخل الدبابة وتحت القصف

*واقعنا العربي جعل الواقعية تهيمن على الرواية

*لا بد من المحرر الأدبي في دور النشر

*الأدب وليد الذاكرة وحافظها

*لولا القراءة والكتابة لمتّ كمداً

*الرواية اليوم واحدة من أقوى أدوات التنوير

*في كتاباتي الأولى كنت أكثر حرية وتجريباً

*المعرفة ألذّ المتع وأكثرها نفعاً

وكتب الإعلامي والكاتب مجيد السامرائي: هيـام بطـلة مـتخيـلة في راويـة (ذئبـة الحُب والكُـتب) لـ محسن الـرملي، أمـا هو فـقد قدم، فوتـوغرافيـا بالألوان، عن سيرة حـياته بدقـة، من قريـته اسديرة الـشرقاطـية حتى عَمـان إلى إسـبانـيا، حـيث نـال الدكـتـوراه في دون كيـخـوته.. تقـول ذئـبة الـكتب: "الحروف في الـكتـاب رموز تجـريديـة تتكـلم وتعـبر عن كل شيء، أسـتشـعرهـا حيّة، وأرى أطراف الحـروف ونقاطها مثل ألسن وأيدٍ تتكلم. القصائد التي كنت أقرأها في رسائل أبي إلى أمي وكلمات الأغاني التي أطالب أمي بشرحها لي كشفت لي بأن الكلمات، هذه الأصوات، تعني الكثير، ولها امتدادات بعيدة وواسعة أكثر من ظاهرها.. إنها تمثيل لوجود أوسع.. هكذا قادتني الكلمات إلى الشغف بالكتب أكثر.."

إن تجربة الرملي لم تولد في البدء وإنما مرّت بمخاض عسير؛ لهذا خرجت لنا أكثر نضجًا وأثرًا وتأثيرًا وستظل كذلك...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشرت بتاريخ، في منصة اكس تويتر 7/1/2024م

https://twitter.com/JMadkhali/status/1743707091850637342/photo/1