الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

حوار مع الروائي محسن الرملي /أجراه: أحمد السالم

الحدث الأهم في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها

الروائي محسن الرملي: ثورة تشرين أوضحت قيمة الشباب المُحِب لوطنه 

 حاوره: أحمد السالم

شَغفَ القراءة مُنذ الطفولة فعاش معها حياتهُ الثانية، محبٌ للناس حتى أصبح رصيدهُ الذي يُفتَخر به، صنعَ من ابتسامته فأساً قاطعاً بأس العالم، عاشقاً للقلم جريئاً في طرح الكلمة، الوطن الحلقة المفقودة التي ينتظر اكتمالها بالعودة، شكلت ثورة تشرين الصدى الأهم في حياته فتصدرت عناوين يومياته في مواقع التواصل، أحزنه ُالعميق على استشهاد الهاشمي، حتى علقَ قائلاً: هذا ما يحدث دائماً يا صديقي، يواجهون الكلمة بالرصاص، اِتخذَ تشيخوف وغسان كنفاني مثله الأعلى، كاتبٌ وشاعرٌ ومترجم، محسن الرملي روائيٌ عراقي ولد في مدينة الشرقاط عام(1976) هاجر إلى الأردن ليستقر بهِ الحال في إسبانيا، يعمل أستاذً في جامعة(سانت لويس الأمريكية) حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة مدريد بكلية الفلسفة والآداب، هو شقيق الكاتب العراقي الراحل (حسن مطلك) ترجم العديد من الكتب باللغتين العربية والإسبانية، وحازت كتبهُ على العديد من الجوائز منها(جائزة مجلة الشرق الأوسط للقصة القصيرة عام 1989) وجائزة(آركانساس الأمريكية) عن الترجمة الإنكليزية لرواية الفتيت المبعثر) فيما أخذت رواية (حدائق الريس) صدى واسع وشهرة كبيرة في العالم، عَمِل في الصحافة كاتباً ومحرراً ثقافياً، دخل عالم السيناريو وحازَ على جائزة الدعم الأوروبي) أنجز الكثير من البحوث والدراسات النقدية في العديد من المؤتمرات والمنصات العالمية.

وللحديث معه أكثر، قمنا بإجراء هذا الحوار:

*لماذا بالتحديد كانت وجهتك للمغادرة نحو إسبانيا؟ وكيف ترى العراق حالياً؟ وهل تراودك الأحلام لزيارة الشرقاط يوماً ما؟

ــ ذهبت إلى إسبانيا لأنني كنت قد درست الإسبانية كتخصص أكاديمي في جامعة بغداد، وأردت أن أستثمر سنوات غربتي بمواصلة الدراسة. أوضاع العراق كانت سيئة وخانقة وخطرة في السابق وهي الآن أسوأ وأخطر… بالتأكيد حلمت ومازلت أحلم بزيارة الشرقاط والعراق، وأن أزوره برفقة أطفالي، ولكنني بانتظار أن يصبح أكثر أماناً واستقراراً وحرية.

*المرأة عندما تكون مساعداً على النجاح، الحب هو قِوام الحياة وميزانها، كيف ترى هذا في د. نهاد، كيف أثرَ دخولها إلى حياتك؟ وماذا أضافت لك؟

ــــ تجمعني بالدكتورة نهاد مشتركات كثيرة، عدا الحب والأطفال، ومنها، أنها متخصصة فيما أنا متخصص فيه، وهو اللغة والآداب الإسبانية، إضافة إلى كونها عربية عاشت في إسبانيا لسنوات طويلة، مما يعني أننا نعرف ونحب ونحسن التعايش في الثقافتين العربية والإسبانية، ولدينا تجارب مشتركة في الترجمة بين اللغتين.

*(أنا أفكر إذاً أنا موجود) كما قالَ ديكارت، ماذا تشكّل الفلسفة للرملي؟ وهل توافق الرأي الزمن الذي يخلوا من الفلاسفة سيكون متوقفاً فعلاً؟

ــــ أنا من محبي الفلسفة وقراءتها منذ سنوات مبكرة ومازلت، فهي تعينني على التبصر أكثر في تشكيل رؤيتي للعالم والحياة والإنسان، وهو ما أعتبره ضروري ليس على الصعيد الشخصي فحسب، وإنما حتى لكتابة أعمالي الأدبية. للأسف، نحن نعيش في زمن يخلوا من الفلسفات الكبيرة والفلاسفة الكبار، وهذا بالطبع يترك أثراً سلبياً على حياتنا عموماً ويفسح المجال لعودة الأفكار البائدة والتعصب والتناحر والانغلاق ويربك النضج المنطقي والأخلاقي الإنساني العام.

*عملت في الصحافة محرراً وكاتباً، بكل وضوح، كيف ترى واقع الصحافة العربية والعراقية على وجه التحديد مقارنة بأوروبا؟

ــــ أعتقد بأن الجميع يعرف الفرق بينهما، فالغربية أكثر مهنية وجدية واحترافية ومصداقية، لذا تستحق تسمية (السلطة الرابعة) بجدارة، فهي مؤثرة جداً في مجتمعاتهم وسياساتهم، بل وفي كل مفاصل حياتهم العامة والخاصة، وتعينهم على قراءة واقعهم بشكل أوضح، فيما صحافتنا العربية، ليست لها أية سلطة وإنما أغلبها أدوات بيد السلطة، تقوم بالتبرير والتضليل وبالتشويش أكثر من التوضيح. هناك نقطة إيجابية، جانبية، أسجلها لصالح الصحافة العربية، وهي أنها تفرد صفحات أكثر للثقافة والآداب والفنون، بما في ذلك نشر النصوص الأدبية.

*كتبتَ القصة، الشعر، الرواية، والنص المسرحي، وترجمت العديد من الكتب، فيضٌ واسع من المواهب، أين ترى نفسك مؤثراً؟

ــــ بالنسبة لي كلها واحد، لأنها كلها كتابة أدبية، وأنا ككاتب، أداتي اللغة وصنعتي الكتابة، بغض النظر عن تجنيساتها الداخلية، وعادة ما يفرض المضمون طبيعة الشكل، فبعض الأفكار لا تصلح إلا لقصة وأخرى لقصيدة وأخرى لمسرحية وأخرى لرواية.. وهكذا.

*القراءة حياةٌ ثانية! أشرت مرة أنَّ الروايات غيرت كثيراً منك، ما هي الرواية التي قلبت كل موازين حياتك؟ وفي أي عمر؟

ــــ القراءة بالنسبة لي ليست حياة ثانية، وإنما هي جزء جوهري من حياتي الأولى والوحيدة، لا أستطيع تخيل حياتي كيف كانت ستكون بلا قراءة، فأنا لم أتوقف عنها منذ أن تعلمت القراءة، ولا أستطيع التوقف حتى يتوقف نبض القلب أو يعجز النظر.. أما عن الروايات التي تأثرت بها، فهي أكثر من أن تُعد، وربما تأثرت بها كلها، وبكل ما قرأته بنسب وأشكال متفاوتة، بما في ذلك الروايات السيئة، فقد تعلمت منها ألا أكتب مثلها، على الأقل.

*كتبت هاشتاك (نريد وطن) وذكرتَ بأن لا خلاص للعراقيين إلا بانتصار ثورة تشرين، كيف ترى الثورة، وقد كنت فعلياً من الداعمين لها من خلال قلمك؟

-أرى بأنها أهم وأصدق وأنظف وأشجع حراك شعبي وطني واعي حدث في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية، وقد أعادت بعض الأمل لبلد يختنق بأزماته السياسية والاقتصادية ويعاني من شراسة الفساد والخيانات والعنف والفوضى، فجاءت هذه الثورة كأنها انتفاضة إنقاذ أخيرة لاستعادة أنفاس بلد يحتضر. قلبي يتفطر على الشباب والأطفال الذين لم يروا الراحة والاستقرار والاحترام في هذا البلد منذ ولادتهم.

*"الأدب تواصل فعّال بلا اتصال"، عزلة مع الكلمات وأنينها المرهف، ما هي الطقوس التي تتبعها عند القراءة أو الكتابة؟ وكيف ترى دورهُ في بناء المجتمع؟

ــــ ليست لدي طقوس للقراءة، فأنا أقرأ في كل مكان وزمان يتيح لي فرصة ذلك، أما الكتابة فنعم، أحتاج إلى عزلة ووقت لممارستها، لأنني أحتاج للتركيز والعيش في العالم الذي أشيده بالكتابة، وهذه العزلة لا تعد انفصالاً عن العالم، وإنما تواصلاً حقيقياً معه، تأملاً ووصفاً له ومحاورة معه، ولهذا تكون الكتابة جسر فهم وتفاهم بيننا، وسيلة لفهم أنفسنا وفهم محيطنا، وتكوين رؤية معينة للنظر إليه والتعامل معه. الأدب يؤنسن الإنسان أكثر ويجعله أكثر انفتاحاً وتقبلاً للآخر، وهو بخدمته هذه للفرد يخدم المجتمع.

*تمتلك مواهب أخرى منها (الرسم وكتابة السيناريو) وحزتَ على جائزة الدعم الأوروبي لتطوير كتابة السيناريو عام (2006) مع المخرج الاسباني (انطونيو كونيسا) كيف ترى هذا؟ وهل تفكر جدياً بكتابة سيناريو؟

ــــ كلها بالنسبة لي وسائل تعبير، وكما أسلفت، المضمون هو الذي يفرض الشكل الفني الأنسب للتعبير عنه، وكانت فرصة كتابة السيناريو مهمة لي في حينها، فهي وإن لم تكن التجربة الأولى، لكنها كانت الأهم، لأنها مع شركة إنتاج ومخرج محترفين، فتعلمت منها الكثير، على صعيد الكتابة، وإن لم يتم إنتاج الفلم لاحقاً بسبب تكلفته الباهظة وتتالي الأزمات الاقتصادية على إسبانيا، والتي أثرت على قطاع السينما بشكل كبير. كان الأمر بطلب منهم، وبالطبع، لا أفكر بكتابة سيناريوهات مستقبلاً، إن لم يكن بطلب وباتفاق مسبق. السيناريوهات لها محترفيها الذين هم أفضل مني فيها، دون شك. أما الرسم فهو رفيقي المريح منذ الطفولة، ألجأ إليه بين حين وآخر، على شكل تخطيطات، وأيضاً دون التفكير باحترافه، وربما سأعود إليه وأحتاجه أكثر عندما أكبر بالسن أكثر.

*من هو ملهم الرملي من الكتّاب العرب والعراقيين والغربيين، وكيف ترى واقع الكتاب في الوطن العربي مقارنة مع ما تشاهده في أوروبا وإسبانيا تحديداً؟

ــــ لست على يقين من دقة كلمة (إلهام)، ربما كلمة (تَعلّم) أدق، والذين تعلمت منهم كثيرين، أولهم وبشكل مباشر، هو أخي حسن مطلك.. كما أنه كان دليلي إلى كيفية التعلّم من الكتاب الآخرين. يصعب حصر كل الذين تعلمت منهم وماذا تعلمت، لكنني سأذكر لك بعض الأسماء: غسان كنفاني، يوسف إدريس، الطيب صالح، غائب طعمة فرمان، فؤاد التكرلي، كلكامش، ألف ليلة وليلة، الجاحظ، تشيخوف، فوكنر، كافكا، ثربانتس، دوستويفسكي، ماركيز، فارغاس يوسا، ساراماغو، بيسوا، فلوبير، دانتي، هيرمان هسه.. وغيرهم بالعشرات.

*الرأي كلمة، والكلمة أكثر فتكاً من الرصاصة، علقت على استشهاد هشام الهاشمي قائلاً: هكذا يواجهون الكلمة بالرصاص، كيف أثر بك الخبر؟ وماذا يعني لك هشام؟

ــــ أوجعني فقد هشام ومازال، فهو عدا كونه صديقاً وإنساناً نبيلاً، يمثل نموذجاً نادراً وفريداً في الثقافة العراقية، فهو يجمع بين معرفته بالسياسة والأمن والمجتمع والدين والآداب والفنون، وكانت له علاقات متوازنة وناضجة مع وفي كل هذه الميادين، لم نر كمثله من الأوساط المختصة بالسياسة والأمن قارئاً للأدب، ولم نر مثله نموذجاً مؤثراً في الرأي العام العراقي إلى هذا الحد، استطاع أن يقرب السياسة إلى الناس والناس إلى السياسة، بل وأن الكثير من الغربيين صاروا يتابعون ويعتمدون رؤاه وتحليلاته ويثقون بها. فقده.. خسارة كبيرة للعراق يصعب تعويضها.

*سارة وسلمى ومراد، أبناءك، كيف ترى شخصياتهم، وهل سيكونون امتداداً للرملي في عالم الكتابة؟

ـــ لا يهمني أن يكونوا امتداداً لي بالكتابة، بقدر اهتمامي أن يكون امتداداً لي بالطيبة وباحترام الناس وبالعطاء قدر الإمكان، فأنا أريدهم سعداء، وفي رأيي أن الذي لا يعطي لن يكون سعيداً أبداً. مراد وسلمى مازالا صغيرين، أما سارة فعمرها 13 سنة وهي قارئة نهمة وكاتبة جيدة، حازت على أكثر من جائزة في المدرسة على قصص ونصوص لها ونشرت قصة في مجلة المدرسة، لست متأكد فيما إذا كانت تريد أن تصبح كاتبة أم لا، فهي تميل للعلوم أكثر، ولكن الذي أنا متأكد منه ويهمني هو أنها قارئة جيدة.. وفي كل الأحوال، أنا سأدعم أولادي في أي مجال سيختارونه بكل حرية.

*في سجلك منجزات كبيرة بلا شك (حدائق الرئيس، بنت دجلة، أبناء وأحذية، ذئبة الحب والكتب، تمر الأصابع) والتي كانت ضمن القائمة الطويلة للرواية العربية، الفتيت المبعثر) التي حازت على جائزة أركانساس الأمريكية عام (2006) من الأقرب إليك؟ وكيف ترى واقع الجوائز للكتّاب حالياً؟

ــــ كل أعمالي قريبة إليّ، وهي جزء مني كونها تحمل مما أحمله في ذاكرتي ورؤيتي ومشاعري، وكل منها يتناول جوانباً وقضايا شغلتني وأردت قول شيئاً حيالها، وربما تكون (حدائق الرئيس) هي الأبرز لأنها تهم الناس أكثر. أما عن الجوائز، فهي أمور لاحقة على الأعمال وليست سابقة لها، لذا فتأثيرها ليس على طبيعة اشتغال العمل وإنما على المساعدة بالتعريف به أكثر والتوسيع من مساحة تلقيه وقراءته، ومن هذا الباب فكل الجوائز أمر جيد ويصب في صالح التعريف أكثر بالكتب، وكلما كانت كثيرة يكون أفضل.

*أنتَ تعمل أستاذً في جامعة (سانت لويس) الأمريكية، كيف تشاهد واقع التعليم مقارنة بالعراق؟ وماذا ينقصنا لنكون من أوائل الجامعات العالمية في التعليم؟

ــــ أنا بعيد عن الجامعات العراقية منذ أعوام طويلة، لكن ما أقرأه وما أسمعه من أصدقاء يعملون فيها، أمر مؤسف ومزري من حيث تأخر المواد التعليمة وأساليب التعليم وتدخل ما هو سياسي واجتــــماعي وتجاري فيها وفي شهاداتها دون ضوابط، أعتقد بأن الجامعات في العراق تحتاج إلى إعادة تأهيل جادة وصارمة وفق المعايير الدولية، فليس العبرة في أن تقوم بتخريج كم هائل من الطلاب بلا أية نوعية ولا كفاءة في تخصصاتهم. أما ما يحسب لها مؤخراً، وخاصة في أقسام اللغة والآداب، هو توجهها الكبير نحو دراسة الأدب العراقي، وإن كانت أغلب هذه الدراسات دون المستوى المطلوب.

*أنتَ من مواليد (1967) إلا أنك لم تدخل القفص الذهبي إلا في سن متأخرة ما؟ وبصفتك أكاديمي هنالكَ دراسة تقول أنَّ السن الحقيقي للزواج ما بينَ (28-35) معززين ذلك إلى النضج الفكري للإنسان في هذا السن، كيف ترى هذا؟

ــــ أعتقد بأن مسألة الزواج من عدمه، لا تخضع للسن، فبإمكان الشخص أن يتزوج في العشرين أو في الثمانين، وإنما تخضع للظروف الخاصة والمحيطة بكل شخص، وكذلك لطبيعته النفسية وكيفية رؤيته للحياة العامة ولحياته الخاصة، إضافة إلى التقائه بالشخص المناسب أم لا. أما عني، فقد كنت أؤجل الزواج لأسباب عديدة، منها إكمال دراستي وبعض المشاريع الشخصية وحل الصعوبات المادية، والتصبر على أمل العودة للعراق والزواج والاستقرار هناك، لكن العمر يمضي والعراق هو الذي لم يستقر ليتيح لي ذلك.

*حدثنا عن الجديد القادم بشكل حصري وتفصيلي في عالم الكتابة؟

ــــ لدي أكثر من فكرة ومشروع لرواية أواصل جمع المعلومات لها، لذا لا يجوز لي الحديث عنها ما لم أنجز مسودتها الأولى أو نصفها على الأقل، فيما أشتغل بموازاة ذلك على ترجمات من وإلى الإسبانية، وحال انتهائي منها، سأبدأ بكتابة الرواية.

*بصفتي بصرياً، الكثير من الكتّاب والشخصيات حضروا لمهرجانات في البصرة، منهم (سنان أنطون، نصير شمة…) هل تزور البصرة قريباً؟ وكيف ترى الثقافة البصرية؟ التي ينبع منها (السياب، أحمد مطر، محمد خضير، كاظم الحجاج…)؟

ــــ لقد وجِهت لي أكثر من دعوة، وأنا بشوق كبير جداً لزيارة البصرة وللقاء وعناق أصدقائي وقرائي الكثر الرائعين فيها، ولكن في كل مرة، يحول دون تلك الزيارة عائق أو ظرف طارئ يجبرني على تأجيلها. أحب البصرة بكل ما فيها، وذكرتها في العديد من أعمالي، ولي فيها ذكريات طيبة. في نيتي وأملي أن أزورها في أقرب فرصة مناسبة، ولا يهمني أن يكون ذلك بدعوة أو بدون دعوة.

*كتبتَ العديد من المقالات النقدية في الرواية والقصة، كيف تصف واقع النقد في أدبنا الحالي العربي والعراقي على وجه التحديد؟ وهل فعلياً النقد يساهم في نضج الكتّاب؟

ــــ لستُ بناقد، وإن كنت أكاديمياً بتكويني المهني وأنجزت العديد من البحوث وساهمت في مؤتمرات وكتبت متابعات ومراجعات وقراءات نقدية أحياناً، فالنقد مثل غيره من الاختصاصات، يتطلب من صاحبه تكريس جل أو كل جهده له، وأنا لم أفعل ذلك بحكم تكريس جهدي الأكبر للكتابة الإبداعية، ولكنني أحترم وأُقدر النقد، وأحب قراءته كثيراً وتعلمت منه الكثـــــــــير، وهو بالتأكيد يساهم في المزيد من تنـــــــوير الكاتب وإنضاجه، أما عن وضعنا النقدي الحالي، فلا بأس به، ولكنني أرى بأننا بحاجة إلى المزيد من النقاد ومن مختلف الأجـــــــيال، وخاصـــة في ميــــــــدان النقد الأدبــــــي، بعد أن أخذ منه النقد الثقافي والمشـــــــاريع التنظيرية الخاصة الكثــــــــير من اهتمام المشتـــــغلين في النقــــــد، والعــــــــديد من الذين كان بالإمكان أن يكونوا فاعلين ونافعــــــــين لنا أكثر فيما لو تخـــــصصوا بالنقد الأدبي ومتــــــــابعة هذا الــــــــــم المتزايد من الانتاج الأدبي وتنوعاته وتحولاته المتسارعة.

*لو أعطيت لك ورقة لكتابة نصيحة تغير شكل العالم، ماذا ستكتب؟

ــــ أيها الإنسان تجنب الكراهية والإيذاء، ولا تفكر بقتل أي إنسان لأي سبب كان.

-------------------

*نشر في صحيفة (الزمان) العدد 6829 بتاريخ 5/12/2020 لندن

http://www.azzaman-iraq.com/vrsfls/cntnt/file/79496.pdf

http://www.azzaman-iraq.com/content.php?id=44911 

ليست هناك تعليقات: