السبت، 3 سبتمبر 2022

حوار مع محسن الرملي / جابر مدخل/ صحيفة الرياض

 

 حوار

الروائي محسن الرملي: الكتابة مُتنفّسي، لولاها لمُتُّ كمداً

الوجود الإنساني ينطوي على بعد مأساوي

يجب على المؤسسات العمل على تجديد التراث

حاوره: جابر محمد مدخلي

الأرض وحدها أو بمن عليها، لن تجري علينا اختباراتها، ولن تُمضي علينا إلا بما يريده الله، نحيا أقدارنا كما هي بملامحها، ومؤجلاتها، وويلاتها، وليس لدينا خيارات أكثر مما أكثر مما هي مقيّدة، في ألواحنا المحفوظة منذ الأزل، كل فيما يخصه ويعنيه ويُسّر وقُدّر له، وضيفنا كان وسيظل حلمه الوطن، سيره إليه حتى عبر الكتابة التي شقها الله في صدره كبساتين، لا يملك ما يبذره فيها غير المداد، وفلسفة الحياة، وتقاسيم العمر التي حملته لبلدان لم تكن في خرائط توقعاته، وإنما تسربت إليه كآخر الحلول وأولى الرحمات، فتقبلها وراح يبني عمره في أحضانها، خطوة تلو خطوة، و"طوبة فوق طوبة" حتى صار لديه عمر من الاستقرار والإبداع الخاص به والقاموس الفريد من نوعه في السرد الروائي الحديث، إنه الأكاديمي والروائي القدير الدكتور محسن الرملي، الذي تلتقيه (الرياض) في حوار معاصر في شفافيته وصادق في تعابيره وراق في استقراءاته، ومسترسل في تصوراته و"ثيماته، وشغفه في بلوغ كل قرائه من شتى أقطار العالم.. فإلى نص الحوار:

*في إحدى محاضراتكم حول "الأدب وتمظهرات الأوبئة" قُلتم كلمةً جميلةً جدًا:" الأدب الحقيقي هو الذي يمتحنه الزمن..." وبالعودة إلى أدبين ظاهرين، نهل الرملي منهما أولهما "الأدب العراقي" وثانيهما باعتبار استقراركم بإسبانيا "الأدب الأندلسي" سابقًا "الإسباني" حاليًا.. وتساؤلاتي حول هذا كله:

بنظركم ما هي الأعمال التي امتحنها الزمن بالأدب العراقي، وتستحق الخلود ولم تخلُد حتى الآن، أو لم يُسلّط عليها الضوء؟

وما هي الأعمال الأخرى من مخطوطات أو نقوشات بالأدب الأندلسي توقفتم عليها ولها سِمة الخلود ومع هذا لم تصلنا رغم محاولاتنا "التُرجمانية" لكل ما له أصلٌ عربي وعلاقة وطيدة بتلك الحِقبة، وما تلاها!؟

ــــ بالنسبة للأدب العراقي، يكفينا أن نطلع على موسوعات وتراجم الأدباء وتاريخه في مختلف العصور ومنها الحديث، كالتي أنجزها عباس العزاوي ورفائيل بطي وجعفر الخليلي ومير بصري، وفي القصة عبد الإله أحمد، وفي المسرح أحمد فياض المفرجي، وآخرها فهرست الرواية العراقية في مئة عام للدكتور نجم عبدالله وغيرهم.. لنندهش من كثرة أسماء الأدباء وعناوين الكتب المهمة التي نسيناها وراحت تندثر مع الزمن، بينما يُفترض بنا إعادة فرزها ودراستها ونشرها والتعريف بها بشكل متواصل من جيل إلى آخر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، مَن يَعرف من شبابنا اليوم؛ عبدالحق فاضل، الذي توفي منذ ثلاثين سنة فقط، وهي فترة قليلة بقياس حياة الأعمال الإبداعية وذكرى الشخصيات المبدعة، وهو صاحب رواية (مجنونان) والعديد من المجاميع القصصية ودراسات نقدية مبكرة عن القص، وترجمة كلكامش شعرياً والأبحاث والمغامرات اللغوية المدهشة، مستحدِث علم (الترسيس) الذي ترجمه المستعرب الفرنسي جاك بيرك إلى الفرنسية باصطلاح Racinisme، ابن الشاعر فاضل الصيدلي، المناضل الوطني ضد الاستعمارين العثماني والانكليزي، وشقيق الشاعر والباحث الخبير بالتراث الشعبي الدكتور أكرم فاضل. الدبلوماسي والمؤسس لصحف ومجلات ثقافية وغيرها... أما بالنسبة للموروث الأندلسي فهناك أكثر من ألفين مخطوطة في مكتبة الاسكوريال وحدها، في إسبانيا، لم يتم تحقيق ونشر أغلبها لحد الآن، عدا أن الأعمال الكلاسيكية المؤسسة للأدب الإسباني، المتأثرة بالإرث الأندلسي، مازالت مجهولة لدينا، رغم ترجمتها إلى العربية منذ زمن، أمثال: لاثلستينا، و(ملحمة السيد) المتأثرة بالمغازي العربية، و(كتاب الحب الطيب) المتأثر بطوق الحمامة وغيرها.

*في أحاديث ومحاضرات ولقاءات متعددة دائمًا ما يكرر (الرملي) بأنّه لا وجود للخيال في الأعمال الإبداعية –الكتابية تحديدًا- بدون بذرة واقع، وأنّه لا يوجد خيال محض مطلقًا.. فهل يمكننا نسب كل خيالاتنا إلى صور مترسبة بالذهنية الإنسانية الوجودية وأنها لربما عبرت بمخيلة القارئ صورةً، أو رسمةً، أو حكايةً، أو أسطورةً.. أم أنّ للأمر مركبات فلسفية أخرى؟

ــــ نعم، لا يوجد خيال محض مطلقاً، فمهما شطح الخيال سنجد أن بذرته الأولى منطلقة من الواقع، سواء أكان هذا الواقع مادياً أو معنوياً، ولو تفحصنا حتى كوابيسنا الشخصية، مهما تكن غرابتها وغرائبيتها، سنجد بأنها تشكلات وتركيبات من أجزاء صور مأخوذة من الواقع، فلا شيء يأتي من لا شيء، وما ليس له وجود معين، مادي أو معنوي، فلن يكون له وجود، أما ما نسميه الخيال فهو موجود، وإن كان شكل وجوده هذا في تصورات أذهاننا فقط، وكل ما في أذهاننا هو مأخوذ من معطيات الواقع في الأصل، فلا أحد منا قد جاء إلى هذا العالم وفي ذهنه تصورات أو معارف من عالم ما قبل ولادته، مما يعني أن الخيال هو صناعة إنسانية، موادها الأولية مأخوذة من واقع التجربة الإنسانية.

*في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي –إثراء- حللتم عليه مؤخرًا ضيفًا وعضوًا ضمن لجنة التحكيم لواحدة من أهم المسابقات العربية للقراءة "أقرأ" فما الذي لمستموه واقعًا على المشهد الثقافي السعودي لهذا الجيل؟

ــــ أمر رائع ويبعث على الأمل حقاً، وخاصة فيما يتعلق بهذا الشغف الصادق عند الشباب وحماسهم تجاه المعرفة والقراءة، ومتابعتهم المستمرة والمستثمرة لكل ما هو جديد عربياً وعالمياً، وآمل أن لا يَنسوا، وسط اندفاعهم نحو الجديد، الكثير من التراث الأدبي والثقافي العربي الثري، وعلى المؤسسات ودور النشر أن تعمل على تجديد وإعادة تقديم هذا التراث الزاخر بصيغ وطبعات.. وحتى بتحريرات وتحويرات وملخصات تناسب لغة العصر. سرني أن وجدت الكثيرين من هؤلاء الشباب لديهم طموحات ومشاريع ثقافية فردية وعامة، وكذلك زيادة وجودة دور النشر وحركة الترجمة. وكان الحفل الختامي، رائعاً حقاً، فقد منح لفعل القراءة رونقاً جذاباً واحتفالياً يليق بها، كما تفعل بقية الفعاليات الثقافية والفنية في العالم، كمهرجانات السينما والغناء ومحافل البطولات الرياضة وغيرها، كما أن استثمار التكنولوجيا بإمكانياتها المتقدمة وجمالياتها؛ أضفى على هذا الحدث الهام؛ صفة المعاصرَة والحيوية والبهجة، التي تتناسب وجمهور الشباب بشكل خاص.

*الكاتب لا يكتب ما لم يكن مدفوعًا بحكايات صغيرة تعايش معها منذ الطفولة، وكبرت معه وقد تكون انغرست داخله كآيات كونية وعِبر رصد من خلالها مشاعره وكيف تنامت وصارت قادرة على التحوّل من إيحاءات إلى أعمال روائية، أو مسرحية، أو قصصية، وفي الكثير من روايات (الرملي) يشعر المرء كما لو أنه أمام ملاحق إنسانية لها صورًا طبق الأصل في الواقعية.. فما الذي منحته المراحل الحياتية بنظركم (للرملي) حتى تجلّت صوره السردية إلى هذا الحد التأثيري البارز؟

ــــ نعم، هذا حقيقي فأغلب أعمالي مستمدة من تجاربي الشخصية، سواء التي عشتها أو عايشتها أو تعايشت مع من عاشوها، وفي أعمالي الكثير من جانب السيرة الذاتية. وأنا ممن يتفقون مع مفهوم أن على الكاتب أن يكتب عما يَعرف، وأنه شاهد على عصره، ومن الطبيعي أن تأتي هذه الشهادة وفق رؤيته ومعرفته وتجربته الشخصية، مما يعزز من صدقها فنياً وقدرتها على الإقناع، وبالنسبة لي فقد قادتني الظروف، أو القدر، في طريق مفعم بالتجارب، وإن كانت أغلبها قاسية ومريرة، لكنني بشكل ما، ومن أجل الكتابة، أعتبر نفسي محظوظاً بها، وأقصد هنا ولادتي في قرية بسيطة، بيوتها من طين وتقاليد ثقافية بدائية، مروراً بالجامعة في بغداد، والخدمة العسكرية في الجيش أثناء الحرب، الدكتاتورية والتصادم معها، الهجرة بشكل مغامر بلا أي مال، والاضطرار للعمل في كل شيء، الدراسة والعيش في بلد أوروبي.. أي كأنها رحلة من القاع، من الطين في قرية شرقية مجهولة وصولاً إلى عاصمة أوروبية تواكب الحداثة، فلو أنني ولدت في بغداد أو في مدريد، فرضاً، كنت سأفقد الكثير مما عرفته عن ذلك الريف ومعايشة النباتات والحيوانات والتراب والحشرات كمعايشة البشر، لذا تجد أغلب أعمالي متأثرة بتلك البيئة الأولى، ألا وهي الريف الذي تدور فيه معظم أحداثها، ومنها استقيت شخصياتها.

*عاشت واحدة من بطلات روايتك "بنت دجلة" "قسمة" أجواءً كهنوتية وكأنها خرجت للتو من عتمة باهرة وقد سمحوا لها بالبحث عن آمالٍ جديدةٍ لم يبق لها غير أخبارٍ تصيدتها من حيث ما فرضته الظروف السياسية التي عاشها العراق في الحِقبة السردية التي تناولتموه.. ما الذي جعل الكاتب يبلغ بأحداثه مرحلة الذروة المأساوية بالنص؟ وهل يمكن للزمن القادم أن يعيد تبديل الأدوار من الأسى إلى المسرّة ولو على سبيل التنبوءات الروائية؟ وإن حدث هل يمكن للإنسان أن يعفو ويصفح عمّا لاقاه أو فُرِض عليه وهو في طريقه للحياة؟

ــــ بشكل عام، أعتقد بأن الوجود الإنساني ينطوي على بعد مأساوي، وهو البعد الأعمق، وكذلك الأدب، لأنه مهتم بالإنساني تحديداً، فكل الأعمال الخالدة والمهمة والمؤثرة تنطوي على مأساة معينة، ومن النادر أن تجد عملاً موضوعه الفرح، فالفرح قد يصلح ثيمة لفنون الموسيقى والغناء والرقص والرسم، ولكنه لا يصلح موضوعاً للأدب، وإن تم تناوله، فلن نرى قيمة له، ما لم يكن متجاوراً مع موضوع مأساوي. أما عن تبدل الظروف فهو حتمي، وكما يقال (لا ثابت إلا التغيير)، فالحياة تشبه البورصة، التي لها حالتين فقط، هما: الهبوط والارتفاع، كذلك تتناوب تغيرات الظروف في كل مكان وزمان بين الجيد والسيء، ومع ذلك، حتى مع تغير الظروف نحو الأفضل، فلا أظن بإن الإنسان المجروح والمظلوم والمقهور سيسامح وينسى أبداً، حتى وإن تم تحقيق العدالة والاقتصاص له، لأن الخسارات الإنسانية لا يمكن تعويضها بأي ثمن، فلا شيء يعوض إنساناً فقَدَ والد أو أخ أو ابن أو ذراع أو قدَم أو عين أو فقد شبابه، وما إلى ذلك. لا شيء يمحو أثر الحروق في الجسد والروح.

*وصلت روايتكم "بنت دجلة" للقائمة الطويلة لأهم جائزة عن الرواية العربية "البوكر" وهي انتماء إبداعي للأدب العراقي داوم على الدخول المتواصلة طوال دورات الجائزة، وسؤالي: ما الفارق والمميز جدًا –بنظركم- بين كل أعمال الرملي وهذه الرواية تحديدًا مع أنها تعدّ جزء ثانٍ –وفق تصريحاتكم- لحدائق الرئيس؟

ــــ هذه ثالث رواية لي تكون ضمن القائمة الطويلة في هذه الجائزة، وفرقها، بعيداً عن الجائزة، انها تجربتي الروائية الأولى والوحيدة، من بين أعمالي، التي كتبتها باحترافية عملية وبإشراف ومراجعة محرر أدبي محترف في دار نشر غربية. وأول عمل لي أكتبه بطلب واتفاق مسبق مع ناشر، كما انها أول تجربة لكتابة جزء ثاني، رغم أن كل رواياتي ذات النهايات المفتوحة، طالبني ناشرون وقراء لكتابة أجزاء مكملة لها، وتكمن الصعوبة في ذلك، هو أنك تكون مقيّداً بمناخ وشخصيات موجودة مسبقاً، إضافة إلى كونها تتناول ظروفاً ومرحلة معقدة وشائكة جداً من تاريخ العراق، وعليك أن تصور كل هذا التعقيد بشكل فني سلس وواضح.

*الإسبانية كلغة كانت في مرحلةٍ ما من سيرة الرملي دراسية، ثم تحولت إلى ترجمة، فحياة استقرارية.. ما الذي دفع بكم لاختيار هذه اللغة مبكرًا، ثم ما الدافع وراء اختيار وطنها ليكون استقرارًا ومقرًّا؟ وهل ثمة تصالح كبير بين لغتيك العربية والإسبانية في خدمة المشهدين وتناسلهما المستقبلي من خلال الترجمات؟

ــــ اختياري لدراسة الإسبانية، كان هو الآخر بسبب شغفي بالأدب والروايات تحديداً، على الرغم من أن دراسة اللغة الاسبانية في العراق ليس لها أي مستقبل عملي في توظيف أو غيره. في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، انبهرنا جميعاً بروايات الواقعية السحرية، وعلى رأسها روايات ماركيز، فأرت أن أقرأ وأعرف كيف هي رواية (مئة عام من العزلة) بلغتها الأصلية، وقد غير هذا الأمر حياتي كلها، بحيث انتهيت اليوم بكوني مواطناً إسبانياً، أنا وأبنائي. لي بيت ووظيفة في إسبانيا وليس لي بيت أو وظيفة في العراق، منحتني إسبانيا الأمان والحرية اللتين سلبهما مني العراق. أحب اللغة الإسبانية، وأحب ثقافتها كثيراً، وتناسبني، فهي، بشكل عام، لا شرقية ولا غربية، وإنما وسط بينهما، أو مزيج منهما، وبالنسبة لي الآن؛ فإن هاتين اللغتين والثقافتين، العربية والإسبانية، يمثلانني معاً، مثل ذراعين أو ساقين أو عينين أو أذنين في جسد واحد، هما معاً هويتي الشخصية والثقافية، ولا أستطيع تخيل نفسي بدون أي منهما. ومن خلال ذلك أسعى لأن أكون نافعاً لكليهما، سواء عبر الترجمات أو التعليم أو التنظيم والمشاركة في الفعاليات الثنائية بينهما.

*بعيدًا عن الروائي والمترجم والمسرحي والأكاديمي، ولنذهب أخيرًا إلى الإنسان النبيل (محسن الرملي) يا ترى ما هي الحكاية الكبرى والنقطة الحقيقية التي غيّرت مسار الكاتب، الذي في داخلك، لينجو بكتابته ويُنجي معه شعبًا كاملًا لم يخذله حتى في الكتابة عنه من الخارج؟ وهل واجهتم إيذاءات ترصدت لكم نتاج كتاباتكم كحالة أي كاتبٍ مُخلصٍ في مشاريعه الإبداعية؟

ــــ أكبر وأقسى حدث في حياتي هو إعدام شقيقي حسن مطلك، فقد أثر ذلك على كل شيء في حياتي كإنسان وككاتب، حينها فكرت بالانتحار، ولكن، فجأة، وقبل لحظة التنفيذ، برقت في ذهني فكرة وموقف مغاير تماماً، وهو بدل أن أموت أنا أيضاً، سأعيش حياة مضاعفة، لي وله، أن أُحبط هدف الدكتاتورية التي قتلته لتخرس صوته، بأن أعمل على صيانة إرثه الإبداعي ونشر كل مخطوطاته، وهذا ما فعلته وما زلت أفعله، وبهذا فإن الكتابة قد أنجتني فعلاً، عدا كونها متنفسي الأكبر والذي لولاه، لربما متُ كمداً، وبالطبع واجهت صعوبات كبيرة وتهديدات، ومازلت، من قِبل أتباع السلطة السابقة والسلطات التي تلتها ومن قِبل جماعات متشددة ومتعصبة وإرهابية، لكنني لم أكترث لها، لسببين، أولهما: إنني أعيش بعيداً عنهم في بلد يضمن لي الأمان والحرية، وثانيهما: إنني فعلت وقلت أغلب ما أردت فعله وقوله، وراضي عما أنجزته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نشر في صحيفة (الرياض)، العدد 19794 بتاريخ 3/9/2022م

https://a5.alriyadh.com/media/pdf/19794/files/19794.pdf 

ليست هناك تعليقات: