الرملي يتحدث عن أرامل الأجوبة بثلاث لغات
الهيوات: ' كلنا أرامل الأجوبة '
مدونة ثرية إذا تمت قراءته من حيث ما فيه من ملامسات لمعاناة الإنسان.
ميدل ايست اونلاين
http://www.middle-east-online.com/?id=58021
كتب ـ المحرر الثقافي
عن دار الفالفا في العاصمة الإسبانية مدريد صدرت الطبعة الثالثة من ديوان الكاتب والشاعر العراقي محسن الرملي "كلنا أرامل الأجوبة" بثلاث لغات هي العربية والإسبانية والإنكليزية، وكانت الطبعة العربية الأولى قد صدرت عام 2003 عن "دار ألواح"، فيما صدرت الطبعة الثانية بالإسبانية والإنكليزية سنة 2006 في كولومبيا أثناء مشاركة الرملي في مهرجان مديين العالمي للشعر.
وقد قام الشاعر نفسه بالترجمة بين العربية والإسبانية حيث كُتبت بعض النصوص الأصلية بالعربية وبعضها الآخر بالإسبانية فيما قامت الشاعرة الأميركية سامانتا لويس والمترجمة آليثيا ريبارد بالترجمة إلى الإنكليزية.
يذكر أن بعض قصائد هذا الديوان ترجمت أيضاً إلى لغات أخرى كالتركية والإيطالية والفرنسية والألبانية والروسية. وقد جرى أكثر من حفل تقديم وتوقيع لطبعة الكتاب الجديدة منها في المركز الثقافي السوري في مدريد، ومكتبة بلدية بايكاس العامة وصالة ملتقى باباب الثقافي التي يديرها الشاعر والمسرحي الأسباني لويس ميغيل وغيرها.
وكانت تجربة محسن الرملي الشعرية قد حظيت بالاهتمام من قبل الصحافة الناطقة بالإسبانية إثر نشر نصوصه في مجلات مهمة واشتراكه في أكثر من مهرجان عالمي، وكتبت الشاعرة إلينا موراتايا عن سمة الحزن العميق في لغته، فيما وصفت الشاعرة والناقدة الإسبانية تشيلو كنديل قصائده بأنها لا تسمح للمتلقي بأن يكون حيادياً تجاهها.
كما أشار إليها أكثر من ناقد عربي ومثال ذلك الدراسة الطويلة والعميقة التي كتبها الناقد والشاعر وديع العبيدي بعنوان "الشكل السينمائي وموسيقى النص" والتي من جملة ما قال فيها "تقوم تجربة محسن الرملي الأدبية على ركيزتين رئيسيتين هما: اللغة والمقطع الواقعي، وهما على مستوى من التكافؤ بحيث يعسر تصور إحداهما بدون الثانية، ولكن في كل الأحوال تتقاطع تجربته مع تراث المدونة العراقية أو العربية شعراً أو نثراً، وفي الوقت نفسه هي عملية تجديد وتعريق أدبية تمتح من بواطن التجربة الأدبية الإسبانية تحديداً والغربية عموماً.
محسن الرملي هو صاحب نص مفتوح بحق وكاتب (المقاطع العرضية) من الحياة. قصائده قصيرة وصوره الشعرية أو التقاطاته دقيقة مدببة. وفي إطار علاقته الجدلية بالواقعي، يختار الرملي (مقطعاً) من المتحقق، يضعه في إطار صورة شعرية ويرتشه بلغة سيكولوجية ذاتية لتأكيد الصلة الداخلية للنص وعدم تجاوز جغرافيا الذات."
وعن هذه النقطة أيضاً كتب محمود فاضل الهيوات مقاله المعنون "إشكالية الوجود.. الذاتي والعام" قائلاً "إن ديوان (كلنا أرامل الأجوبة) يعد مدونة ثرية إذا ما تمت قراءته من حيث ما فيه من ملامسات وتأشيرات دقيقة وعميقة لمعاناة الإنسان الفرد وصراعه وسط وجود شائك وصاخب. منطلقاً من بؤرة تتيح هذا الثراء، ألا وهي الإنسان العراقي الذي تشعبت همومه وتزاحمت مصائره.
وقد استطاع الشاعر أن يجسد جل إشكاليات هذا الألم في بوتقة مميزة من الالتحام اللغوي والمفهوم المبسط والتكثيف."
وكتب محمد قنيبع قائلاً "يلاحظ على هذه النصوص خصوصية محاولاتها المتنوعة في الاشتغال التجريبي اللغوي ومنحاها الوجودي في الثيمة والرؤية، كما هو واضح من عنوان المجموعة، باستثناء القصائد التي تتعلق بالشأن العراقي المباشر."
يذكر أن محسن الرملي قاص وروائي أيضاً وحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة والأدب من جامعة أوتونوما في مدريد، حيث يقيم في إسبانيا منذ سنة 1995 يكتب باللغتين العربية والإسبانية وله ما يربو على العشرين إصداراً تنوعت بين القصة والمسرح والرواية والشعر والترجمات ويعمل حالياً أستاذا في جامعة سان لويس الأمريكية في مدريد.
ومن بعض أجواء ديوانه "كلنا أرامل الأجوبة" نقرأ هذه المقاطع:
وقد قام الشاعر نفسه بالترجمة بين العربية والإسبانية حيث كُتبت بعض النصوص الأصلية بالعربية وبعضها الآخر بالإسبانية فيما قامت الشاعرة الأميركية سامانتا لويس والمترجمة آليثيا ريبارد بالترجمة إلى الإنكليزية.
يذكر أن بعض قصائد هذا الديوان ترجمت أيضاً إلى لغات أخرى كالتركية والإيطالية والفرنسية والألبانية والروسية. وقد جرى أكثر من حفل تقديم وتوقيع لطبعة الكتاب الجديدة منها في المركز الثقافي السوري في مدريد، ومكتبة بلدية بايكاس العامة وصالة ملتقى باباب الثقافي التي يديرها الشاعر والمسرحي الأسباني لويس ميغيل وغيرها.
وكانت تجربة محسن الرملي الشعرية قد حظيت بالاهتمام من قبل الصحافة الناطقة بالإسبانية إثر نشر نصوصه في مجلات مهمة واشتراكه في أكثر من مهرجان عالمي، وكتبت الشاعرة إلينا موراتايا عن سمة الحزن العميق في لغته، فيما وصفت الشاعرة والناقدة الإسبانية تشيلو كنديل قصائده بأنها لا تسمح للمتلقي بأن يكون حيادياً تجاهها.
كما أشار إليها أكثر من ناقد عربي ومثال ذلك الدراسة الطويلة والعميقة التي كتبها الناقد والشاعر وديع العبيدي بعنوان "الشكل السينمائي وموسيقى النص" والتي من جملة ما قال فيها "تقوم تجربة محسن الرملي الأدبية على ركيزتين رئيسيتين هما: اللغة والمقطع الواقعي، وهما على مستوى من التكافؤ بحيث يعسر تصور إحداهما بدون الثانية، ولكن في كل الأحوال تتقاطع تجربته مع تراث المدونة العراقية أو العربية شعراً أو نثراً، وفي الوقت نفسه هي عملية تجديد وتعريق أدبية تمتح من بواطن التجربة الأدبية الإسبانية تحديداً والغربية عموماً.
محسن الرملي هو صاحب نص مفتوح بحق وكاتب (المقاطع العرضية) من الحياة. قصائده قصيرة وصوره الشعرية أو التقاطاته دقيقة مدببة. وفي إطار علاقته الجدلية بالواقعي، يختار الرملي (مقطعاً) من المتحقق، يضعه في إطار صورة شعرية ويرتشه بلغة سيكولوجية ذاتية لتأكيد الصلة الداخلية للنص وعدم تجاوز جغرافيا الذات."
وعن هذه النقطة أيضاً كتب محمود فاضل الهيوات مقاله المعنون "إشكالية الوجود.. الذاتي والعام" قائلاً "إن ديوان (كلنا أرامل الأجوبة) يعد مدونة ثرية إذا ما تمت قراءته من حيث ما فيه من ملامسات وتأشيرات دقيقة وعميقة لمعاناة الإنسان الفرد وصراعه وسط وجود شائك وصاخب. منطلقاً من بؤرة تتيح هذا الثراء، ألا وهي الإنسان العراقي الذي تشعبت همومه وتزاحمت مصائره.
وقد استطاع الشاعر أن يجسد جل إشكاليات هذا الألم في بوتقة مميزة من الالتحام اللغوي والمفهوم المبسط والتكثيف."
وكتب محمد قنيبع قائلاً "يلاحظ على هذه النصوص خصوصية محاولاتها المتنوعة في الاشتغال التجريبي اللغوي ومنحاها الوجودي في الثيمة والرؤية، كما هو واضح من عنوان المجموعة، باستثناء القصائد التي تتعلق بالشأن العراقي المباشر."
يذكر أن محسن الرملي قاص وروائي أيضاً وحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة والأدب من جامعة أوتونوما في مدريد، حيث يقيم في إسبانيا منذ سنة 1995 يكتب باللغتين العربية والإسبانية وله ما يربو على العشرين إصداراً تنوعت بين القصة والمسرح والرواية والشعر والترجمات ويعمل حالياً أستاذا في جامعة سان لويس الأمريكية في مدريد.
ومن بعض أجواء ديوانه "كلنا أرامل الأجوبة" نقرأ هذه المقاطع:
حنين
نادى كسير الروح: يا وطني،
أهلي ومكتبتي.
مَن يعصمني من حزن يتناسل في البُعد؟
مَن يحنو في البرد على منفيّ؟
مَن يُوهمني بصوت الناي؟
زيت النعناع خيال
وأشواقي حيض دائم.
مُطبِقة دنياي.. مسامير
.. أواه.. آآآآه.
خُذني يا رخ إلى بغداد.
***
عُمر
عُمر لزج .. حياة راسبة
ما عاد للحق حصون
والإهانات تورّمت.
عسير علينا النباح
لأن السقوف استقالت
والدود مَلّ الانتظار.
***
ثور ناعور
أنا الإنسان..
كتفتُ نفسي بالورق
وحاصرتها بالحدود
لا أمل لي بالتحوّل..
عما صنعت يداي
أُسمّي قيودي الجديدة ثورة
أُسمّي تحطيمها ثورة
فهل موتي خلاص؟.
***
عيد ميلاد
كعكة وطني
والصواريخ الشموع
المحتفلون كُثر
ودمي في الكؤوس
البيت بيتي
وأهلي قتلى
فبميلاد من هذا الاحتفال
وأنا المقتول..
قَبل ميلادي؟!
***
ما الفرق بين هؤلاء الجنود
وهؤلاء المُعَمَّمين؟!
معاً هم في بلدي
وأنا في المنافي
معاً يقتلون أهلي
وأنا أتحدث عن حق التنفس.
***
طريقكم إلى بيتي أقرب من مائدة
وطريقي إلى بيتي أبعد من مصير
بيتكم لكم وبيتي لكم
فأين سآوي هذه الليلة؟
***
السيارات مُفَخَّخَة
الكلاب والحمير مفخخة
الشوارع والعقول مفخخة
الهواء والعصافير مفخخة
فخَّخَنا التفخيخ بالخوف
وها نحن أرواح بانتظار الانفجار.
***
يا صيحة الحديد المُدجَّن
يا سلاسل من ثرثرة
يجرحني ظل الفراشة على ساعتي
فكيف وقد دثرت سمائي طائراتك!؟
***
بعد المطر
بعد المطر
شموس في الغيوم والغدران
حَلّواء لوز وبندق
دِبس ورغيف حار
أمي وبيتنا الطيني وأخوتي
حمائمنا البيضاء
.. بعد المطر
أقواس سلام ملونة
لا بنادق ولا رئيس
.. بعد المطر
بعد المطر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق