كلنا أرامل الأجوبة لمحسن الرملي
الخميس 16 أكتوبر 2003
إيلاف - مدريد من محمد قنيبع:
عن دار ألـواح في العاصمة الإسبانية صدر ديوان شعري باللغتين العربية والإسبانية بعنوان (كلنا أرامل الأجوبة) للأديب العراقي المقيم في إسبانيا محسن الرملي، وقد جمع في هذا الديوان (46 قصيدة بالعربية و28 قصيدة بالإسبانية) مجموعة قصائده التي سبق له وأن نشر بعضها في الصحف العربية والإسبانية وألقى بعضها في الأمسيات التي أقامها والمحاضرات التي قدمها، ومنها قصيدته (لا لتحرير العراق مني) التي ألقاها في مسرح مركز الفنون الجميلة في مدريد ونشرتها مجلة جمعية الكتاب والمترجمين الأسبان، ويلاحظ على هذه النصوص خصوصية محاولاتها المتنوعة في الاشتغال التجريبي اللغوي ومنحاها الوجودي في الثيمة والرؤية، كما هو واضح من عنوان المجموعة، باستثناء تلك القصائد التي تتعلق بالشأن العراقي المباشر. يذكر بأن الرملي هو قاص وروائي وحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة والآداب من جامعة أوتونوما، لكنه عادة ما يرفض توصيفه بالشاعر ومن ذلك ما جاء في المقابلة التي أجراها معه الشاعر عبدالرزاق الربيعي لصحيفة (الزمان ـ العدد 1533- سنة 2003) حيث قال بشأن هذا الديوان:" أنا لست بشاعر، وليس كل من كتب (الشعر!) يستحق تسمية شاعر، وهذا الكتاب أو الديوان، ما هو إلا مجموعة نصوص حُرة كنت قد كتبتها استجابة للحظاتها الخاصة بها واعتبرها أصدقائي شعراً وشجعوني على نشرها، وخاصة أصدقائي الأسبان.. كما أغراني التصفيق الذي حظيت به عند قراءتها في الأمسيات والمحاضرات التي قدمتها.. فاقتنعت بضرورة جمعها في كتاب لم أجد له تجنيساً آخر غير الشعر.. مسكين هو الشعر!.. فكم من (النصوص) تُرتكب باسمه!؟.".
ونقتطف هنا بعض النصوص كنماذج من مناخات كتاب الرملي الجديد:
عُــمــر
عُمر لزج .. حياة راسبة
ما عاد للحق حصون
والإهانات تورّمت.
عسير علينا النباح
لأن السقوف استقالت
والدود مَلّ الانتظار.
عُمر لزج .. حياة راسبة
ما عاد للحق حصون
والإهانات تورّمت.
عسير علينا النباح
لأن السقوف استقالت
والدود مَلّ الانتظار.
* * *
حــنـيـن
نادى كسير الروح: يـا وطني،
أهلي ومكتبتي.
مَن يعصمني من حزن يتناسل في البُعد؟
مَن يحنو في البرد على منفيّ؟
مَن يُوهمني بصوت الناي؟.
زيت النعناع خيال
وأشواقي حيض دائم.
مُـطبِقة دنياي.. مسامير
.. أواه.. آآآآه.
نادى كسير الروح: يـا وطني،
أهلي ومكتبتي.
مَن يعصمني من حزن يتناسل في البُعد؟
مَن يحنو في البرد على منفيّ؟
مَن يُوهمني بصوت الناي؟.
زيت النعناع خيال
وأشواقي حيض دائم.
مُـطبِقة دنياي.. مسامير
.. أواه.. آآآآه.
خُذني يا رخ إلى بـغـداد.
* * *
إسـطـبـل
ديوكٌ مخصيّة باعتقال الصياح
والباب مشرع للتنجيم.
هكذا يجلدنا الليل بخيزران حيرته.
لا تخمين عن ضوءوالراجح أن؛
لا فجر هناك.. هنا
فليهدأ هذا الإسطبل المُنتِن.
* * *
تــابــوت
تابوت
مَخفيّ حتى يُخفِي
لا ماء، لا نشوى، لا سجائر
لا امرأة، لا شباك إلى حديقة
لا هاتفة لموعد في ركن التغزل
لا أقلام، لا طائرة
بعده ( لا ) لكل ما قبله
فهل كنا قبله ( نعم )؟؟.
تابوت
مَخفيّ حتى يُخفِي
لا ماء، لا نشوى، لا سجائر
لا امرأة، لا شباك إلى حديقة
لا هاتفة لموعد في ركن التغزل
لا أقلام، لا طائرة
بعده ( لا ) لكل ما قبله
فهل كنا قبله ( نعم )؟؟.
* * *
مـــراوَغَـــة
مجانيٌ قطيع القشعريرة
هذا جليد للغجر
وتلك غُدد مُـخضـرَّة
لأن العراقيل قوارير تؤاخينا
وذواء الصوت مرٌ
والحوادث إعلانات
فالنشوي إذن هذا الزمن
على جمر المراوغات.
* * *
زَوال
نخبة الجِـد فقد الأمل
يُزهر قعر الخليقة إذ لا يبالي
وخميرة النور التراخي
ما التعدُّد إلا واحد تَـزَيّـف
عاقرٌ حلم البقاء
فخُذ الإهمال واعرِض عن النَدم
لأن تـناسي الزوال تـنـفـيـذه.
نخبة الجِـد فقد الأمل
يُزهر قعر الخليقة إذ لا يبالي
وخميرة النور التراخي
ما التعدُّد إلا واحد تَـزَيّـف
عاقرٌ حلم البقاء
فخُذ الإهمال واعرِض عن النَدم
لأن تـناسي الزوال تـنـفـيـذه.
* * *
فََراغ
هذا البيت الفارغ
إلا مِنْي
هو فارغ تماماً.
هذا البيت الفارغ
إلا مِنْي
هو فارغ تماماً.
* * *
بـَعد المطر
بعد المطر
شموس في الغيوم والغدران
حَـلّواء لوز وبندق
دِبس ورغيف حار
أمي وبيتنا الطيني وأخوتي
حمائمنا البيضاء
.. بعد المطر
أقواس سلام ملونة
لا بنادق ولا رئيس
.. بعد المطر
بعد المطر.
http://muhsinalramli.blogspot.com/2008/12/un-poema.htmlبعد المطر
شموس في الغيوم والغدران
حَـلّواء لوز وبندق
دِبس ورغيف حار
أمي وبيتنا الطيني وأخوتي
حمائمنا البيضاء
.. بعد المطر
أقواس سلام ملونة
لا بنادق ولا رئيس
.. بعد المطر
بعد المطر.
* * *
قـَــرار
أمتطي جزعي كي لا أناكدكم
يَنحلّ بالماء لساني
فأفرقُ شحمة القُنوط
وأرثي رشاقة التملص.
لا رصيف للعدم
وكل الحياة أرصفة.
سأصوغُ للمضمَضة أسطراً
وأغطسُ في اللغز جنيناً له
كي لا أحمل اسماً عند ولادتي القادمة.
------------------------------------
*نشر في (إيلاف) بتاريخ 16/10/2003م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق