الاثنين، 12 سبتمبر 2016

100 قصيدة كولومبية، انتصار الشعر على المخدرات / هاشم شفيق

مائة قصيدة من الشعر الكولومبي
انتصار عالم الشعر على عالم المخدّرات
مائة قصيدة كولومبية
إعداد وترجمة وتقديم د. محسن الرملي
دار المدى، 2014 بيروت/ 140 صفحة
هاشم شفيق
ما أن يُذكر اسم كولومبيا، تلك البلاد المنتمية لأمريكا اللاتينية، حتى يقفز الى الذهن اسم الروائي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، أو المخدرات، وأيضا الشعر. يا لهذه الكلمة الغرائبية المركبة، الشعر والمخدرات، فيها جاذبية فنية، وفيها نوع من التماهي الفانتستيكي، نوع من المخيال المجنّح القادر على تحقيق الجمال في التضاد. والضد كما قيل سابقاً، يظهر حسنه الضد، شعر ومخدرات، كأنه عنوان جميل لديوان شعري، أو لرواية عجائبية تنهل من عالم الواقعية السحرية، حيث يتعايش الجميع، في الجنة المُخدَّرة، شعراء وروائيون ورجال مخدرات وعصابات.
في الواقع هذه هي حقيقة كولومبيا، مدينة الشعر والرواية والمخدرات، مدينة الصحافة والكتابة وجمال الطبيعة، وهي الى جانب ذلك مدينة اللصوصية والخطف والعنف أيضاً. مدينة يعيش فيها المتضاد في حلف دائم، في توليفة مرضية، في تمازج صامت، فالشعر في هذه المدينة معلن كالشمس وشجر الجوافة والظلال الكولومبية، الشعر يحياه الجميع ويُحتفل به ويُرحَّب به، حيثما حلّ في كولومبيا وفي بلدان أمريكا الجنوبية قاطبة، فهو كائن قادرعلى تخطي الموانع والأسوار بحرية، عكس غريمته المخدرات التي تعيش في الظل، في عالم الأسرار والأقبية والأنفاق الأرضية، في عالم المحذور والممنوع والمُحرَّم دولياً.
من هنا الشعر يكون عالمه، عالم الحالمين والذاهبين في جهات المُتخيَّل والشطح والذوبان في الشؤون الجمالية ومراجعها العديدة. إذاً هل الشعر هو نوع من المخدر المبثوث في الخيال؟ هل هو نوع من الهلوسة الربانية التي تبتكر وتُبدع وسائل للتعبير في غاية الإيغال، تجاه أفق محلوم وخيالي وتأمّلي وهذياني، جانح الى التهويمي وكأنه ناهل حفنة من الأفيون والخشخاش والقنب الهندي الذي يعمل عمل السحر والشعر والخلخلة في المخيلة البشرية؟
هذه الأسئلة التي فيها عدوى من مخدر شعري، قد نجد لها أجوبة مقنعة ودالة، في مختارات شعرية قرأتها مؤخراً، لشعراء كولومبيين، جميلين وآسرين، في رؤيتهم الشعرية وفي تعدّد أساليبهم ومفاهيمهم للفن الشعري، تجمعوا ومن أجيال شتى في أنطولوجيا شعرية مترجمة، قام بنقلها مباشرة عن الكولومبية الى العربية الشاعر محسن الرملي، ذلك الأديب والمترجم الذي يتقن الإسبانية والدارس لها والحاصل فيها على شهادة عليا، أهلته لأن يقدم عيون الأدب الإسباني الى العربية .
انطلاقاً من هذه الفتنة المائزة والمتوفرة في الشعر الكولومبي، وجدنا رؤيتنا وذائقتنا الشخصية تتوقف أمام شعراء عديدين، ظهر من بينهم من له أصول عربية، سورية ولبنانية، ليدرجوا ضمن هذه المختارات التي جمعت خمسة وثلاثين شاعراً كولومبياً، مثلوا تيارات وأجيالاً ومدارس عدة، امتازت بما هو عصري وتقدمي وحديث.
من هنا ظهرت لنا، في هذه الأنطولوجيا الجامعة، أصوات شعرية مؤسسة ورائدة وبانية للشعر الكولومبي، منذ مطالع القرن المنصرم وحتى نهاياته، وجلها أصوات مؤسِّسة، لها نهجها الخاص وطريقة تناولها للنموذج الشعري. فإذا كنا قد قرأنا لرموز المدرسة اللاشيئية التي ظهرت في الأربعينيات والخمسينيات، تلك المدرسة التي تعتمد «اللاشيء» طريقة وسبيلاً للكتابة الشعرية، سنجد فترة السبعينيات تتمثل بظهور جيل غاضب، ومحتج وثائر، يقول كل شيء، ليعلن موقفه الإنساني والشعري والفني، مترسماً بذلك خطى جيل الغضب الستيني الذي ظهر في الغرب، وبخاصة في أمريكا، أو «جيل بلا اسم»، وهو الجيل الأكثر تمرداً والمتسم في الغالب بنزعة فردية، ذاتية، لا ترغب في أن تدرج تحت أي مسمّىً شعري. أنه الجيل الأحدث، جيل الألفية الجديدة المنخرط في المهرجانات والوِرش الشعرية والمُعلن عن حياته في وسائط الاتصال الإلكترونية. جيل وصل الماضي بالحاضر، ووصل الى المهرجانات العالمية. ومن أبرز المهرجانات الشعرية التي تميزت بها كولومبيا مهرجان «مديين» العالمي، الذي جمع شعراء من مختلف مدن العالم ليتعرفوا، عن كثب وتماس، على الحياة الأخرى في كولومبيا، ألا وهي الحياة الشعرية والرومانتيكية، وعلى المنابع الفنية والأدبية والفكرية فيها، غير حياة عالم المخدرات وطرقه المحطمة للطاقات البشرية والإنسانية، وبالأخص مجتمعاتها الفقيرة.
يذكرني الشعراء الكولومبيون وأنا مسترسل في قراءتهم بالشعراء العرب، وبخاصة الكبار، فهم يقدسون الشعر، ويعتبرونه خبزاً يومياً، ولذا تحتم على الشاعر هناك، أن يكون شاعراً كلياً، معبراً بكل ما يمتلك من طاقة إبداعية عن هموم الناس البسطاء، ومدافعاً شرساً عن الحريات والمعتقدات والأفكار، ومناضلاً عنيداً، ضد الظلم والطغاة والديكتاتوريات، ولكم يدفع بي هذا لتذكر ماركيز مرة أخرى، وخصوصاً مذكراته «عشت لأروي»، فهو يشرح في أكثر من موضع ويصف الشعر والشعراء. وبما أنه كان قد كتبه في بداية حياته، فيبدو من خلال تلك المذكرات، أنه قد كان شاعراً مرهفاً، وجلّ من كانوا معه يكتبون الشعر ويتعاطونه، جنباً الى جنب عالمهم الروائي والقصصي والسردي، وهذا كان يجري بالطبع أثناء سِنيّ بداياتهم الأدبية.
الشاعرة لاورا فيكتوريا، عاشت مئة عام 1904ـ 2004، بدأت الكتابة في الرابعة عشرة، وصَدمتْ مجتمعها حينذاك بقصائدها الإيروتيكية، ولكنها تحدَّتْ واقعها وتعلمتْ، حتى وصلت الى السلك الديبلوماسي فمثلت بلدها في المكسيك وإيطاليا كملحقة ثقافية. كتبها كانت تثير جدلاً واسعاً لدى صدورها وتبيع بشكل كبير. ففي قصيدة «حين تعود» تقول:
"حين تعود، لن تجد حتى ولا آثار الماضي،
ففي المتنزه، قد ماتت الإوزات والأزهار الحمراء قد جفّت،
وتلك الأشعار المتهللة التي كنت أسمعك إياها وأنتَ تأخذ بيدي،
قد تبدَّلتْ بأخرى متفحّمة."
أما الشاعرة ميرا ديليمار، فهي تختلف عن سابقتها في أسلوبها وطريقة تفكيرها، وفي النماذج الشعرية التي تنتجها. فهي من مواليد 1922، درستْ تاريخ الفنون والأدب والموسيقى في العاصمة الإيطالية روما، وتنحدر من أبوين لبنانيين وهي عمة المطربة شاكيرا، وأسمها الأصلي هو أولغا شمس الحاج. في شعرها ثمة حنين للدفء وللمنازل وللذكريات وللأشياء الحميمة. ففي قصيدة «رجوع» نقرأ:
"أريد العودة الى الذي ذات يومٍ، كنا نسميه جميعاً بيتنا،
أن أصعد درجات سلمه القديم، افتح الأبواب والشبابيك،
أريدُ البقاء فيه لبرهة، للحظة، أصغي فيه الى ذلك المطر ذاته،
المطر الذي لم أعرف أبداً حدّ اليقين، فيما لو كان ماءً أو موسيقى،
أريد الخروج الى الشرفات،
حيث كانت تطلّ طفلة،
كي ترى طيور السنونو التي كانت تعود في ديسمبر،
ربما سأجدها بعينيها المحدقتين بالزمن ولهب المسافات في جبهتها الصغيرة يتقد."
أما الشعراء فجلهم معروف ومشهور في كولومبيا، فشاعر مثل البارو موتيس المولود في بوغوتا العاصمة الكولومبية 1922، نراه في شبابه يترك الدراسة، ليلتحق بالعمل في الصحافة والإذاعة، وهو يعد بحسب المترجم من أهم الشعراء والكتاب الناطقين بالإسبانية، نال خلال مشواره الأدبي جوائز عديدة أبرزها جائزة ثربانتس، عاش معظم سنوات حياته في بلجيكا ومن ثم المكسيك، وهو صديق حميم لماركيز، ومن ثم لنيرودا وأكتافيو باث، اللذين تأثر بهما، سجن في المكسيك بسبب مواقفه السياسية اليسارية، وكان قريباً من عالم السينما، فعمل في العديد من مؤسسات الإنتاج السينمائي، ناهيك عن الروايات التي كتبها وهي تفوق الى حد ما دواوينه الشعرية. ومن رواياته التي ترجمت الى العربية ونالت صيتا وسمعة كبيرتين رواية «عبدول الحالم بالسفن». هنا نموذج من أحدى قصائده المكتوبة عن الشاعر الفرنسي رامبو:
"يا سيد الرمل،
تجوب ممالكَ،
وعبر برج المراقبة،
من أعلى الأبراج تنطلق أوامرك التي سوف تضيع
في الفراغ الأصمِّ لمصبّ النهر،
ياسيد الأسلحة المغرورة،
منذ زمن والنسيان يعمل في سلطاتكَ،
أن اسمك مملكتك،
البرج، مصب النهر، الرمال والأسلحة."
في مقابل هذا الشاعر نجد شاعراً لا يقل شهرة وتميزاً ، هو الشاعر خايمه خارميلو إسكوبار، ويا له من اسم، إسكوبار تاجر المخدرات الشهير الذي صُنعت حول حياته الأفلام، وأشتهر في كل العالم كونه الشخصية الغامضة والمحيرة والملغزة للبوليس ولرجال المخابرات والشرطة، لكن شاعرنا لا يقل سطوة عن هذا، فهو مؤسس مدرسة اللاشيئية في الشعر، وقد منح لنفسه رمزاً هو»إيكس 504»، وقد عرفته مجتمعات أمريكا اللاتينية عبر هذا الرمز، بدلاً من اسمه الحقيقي. في إحدى قصائده المعنونة بـ»الرغبة» يقول:
"يا آليولي،
إني أرغب في أن ألقاك في الشارع،
وأن نجلس في مقهى لنتحدّث طويلاً عن الأشياء الصغيرة في الحياة،
أن نتذكر كيف كنتُ جندياً،
أو حين كنتُ شاباً،
فنخرج معاً نجوب المدينة،
وعلى أطرافها نجلس على العشب،
وننظر الى الغروب كيف يطوّقنا."
ولو أخذنا أصغر الشعراء الموجودين في المختارات الشعرية الكولومبية هذه، سنجد الشاعرة فيفيانا اوسوريو، وهي من مواليد 1985، شعرها بالتأكيد يختلف عن المؤسسين والرواد المذكورين في الكتاب وهم كثر، فشعرها قريب من عالم ما بعد الحداثة، وفيه نجد أصداء العالم الجديد وثورته المعلوماتية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في صحيفة (القدس العربي)، العدد 8583 بتاريخ 11/9/206م لندن.
**هاشم شفيق: شاعر ومترجم وناقد وروائي عراقي يقيم في لندن، وواحد من أهم شعراء جيل السبعينيات العراقي، له أكثر من عشرين كتاباً، منها: قصائد أليفة، أقمار منزلية، صباح الخير بريطانيا، مئة قصيدة وقصيدة، التطريز بالكرز، أشهر من شهريار.. وغيرها.


الأحد، 11 سبتمبر 2016

عن: حدائق الرئيس / حسين جمعة

حدائق الرئيس .. التاريخ الذي نَحتهُ المظلوم
حسين جمعة
مازلت أحتفظ بنصيحة ذهبية لأحد أساتذتي عندما نصحنا ذات يوم ونحن نقرأ في مكتبة الجامعة، كنّا في بدايات قراءاتنا وقتها، وكل شخص فينا يهوى اختصاص معين ليبدأ قراءته فيه رغم اختصاصنا الأكاديمي المعروف، فكانت كتبنا ذوات اختصاص (الفلسفه، الاجتماع، الدين، الأدب) وكل منّا يحسب نفسه إله القراء العرب، وهذه حالة يُصاب فيها أغلب القراء المبتدئين، وكنّا إذا ما ٱعجبنا بنص أو سطر شَرعنا بتلاوته للآخر.. وكأن بيننا سباق التقاط الإقتباسات الجميلة. كانت نشوة القراءة تزداد فينا كلما قَلب أحدنا ورقة من الكتاب الخاص به، وفي غفلة سَمعنا صوت خفيف وكأنه همس لأستاذ مادة التاريخ يَطلب مساعدة أمين المكتبة لمعرفة الكتب التي جُلبت يوم أمس من شارع المتنبي لرفد مكتبة الجامعة بكتب جديدة، تهامسا فيما بينهم، وعَرفنا بأن أمين المكتبة قد إعتذر للأستاذنا لعدم جاهزية إدخال الكتب الجديدة قسم الأرشفة والترقيم المكتبي بعد. اقترب الأستاذ بعد أن لَوح بيديه كعلامة تدل على السلام من دون كلام يصدرة، سَلمنا بدورنا وأزاح أحدنا كرسيه ليجلس بينما هَم أحدنا ليجلب كرسي خامس، حيث كراسينا أربعة فقط، سأله أحدنا عن كتاب الأستاذ الجديد الذي  دفعه مؤخراً إلى المطبعه ولم ينشر بعد، ليجيب أستاذنا بعد أن عَرف بأننا قد تركنا ما في أيدينا لنغلق كتبنا مع إبقائها أمامنا دلالة على أننا قراء وأصدقاء للمكتبة، بعد أن سألنا؛ ماذا تَقرأون، وعَرف فيما بعد بأن كُتبنا هذة من أول الكتب التي نَقرأها خارج كتب الاختصاص في الجامعة، قال: "على القارئ المبتدئ أن يبدأ قراءته في معرفة تاريخ بيئته، مدينته، بلده، بقدر استطاعته وكفايته لمعرفة بلده وإن لم يستطع فليقرأ عن الثلاثين أو الأربعين سنه الماضية ليعرف ويفهم  ما حَوله، فمن لا مَاضي له لا مستقبل ينتظره، وإن كان ماضياً مأساوياً". خرج الأستاذ وخَرجنا معهُ، مرة يطلق المزاح فنضحك ومَرة نَطلقها فيبتسم.
تَخرجتُ ونسيتُ ذكريات كثيرة فلا مرادف لذَكرها، فقد تَفرق كل شيء.. أما نصيحة الأستاذ فقد طويتها مع ذكريات الجامعة وعُدتُ الى قراءتي فيما أحب، إلى أن جاء اليوم الذي تذكرت كل كلمة قالها الأستاذ وكأنه جالس أمامي... فقبل شهر واحد تقريباً، حدثني صديقي المغربي عن بَلده بمختصر مفيد، وسألني إن كنت أعرف شيئاً عن المغرب، فكان جوابي له اني بحكم قراءتي أعرف المغرب من خلال قصص محمد شكري فقط، ولا أعرف معلومات أخرى غير أسماء المدن ولهجتهم الغريبه التي لا أعرف ترجمتها مطلقاً، سألني بعدها صديقي المغربي سؤالاً صدمني فيه حين قال: كلمني عن العراق؟
أخذت أسرد له الأحداث التي يمر بها العراق، بعد أن تطرقت الى معلومات لثورة العشرين والعائلة المالكة ثم عبدالكريم قاسم ثم أحمد حسن البكر ثم صدام حسين ثم تطرقت لحرب الخليج الأولى والثانيه وأحداث ما بعد السقوط، ذكرتها بسطور موجزة. راسلني بعدها ليسأل عن غزو الكويت وعن حرب إيران وعن بطولة صدام حسين، وعن سنة العراق وشيعته... إلخ، سألني عن الكثير، ربما بحكم تَصدُرنا الأول في نَشرات الأخبار. استذكرت بعد سؤاله مباشرة نصيحة أستاذي الذهبية وكأنني أسمعها لأول مَرة، وحققت ما أردته وأرادهُ أستاذي حين اشتريت صدفة رواية للكاتب العراقي محسن الرملي، بعنوان "حدائق الرئيس" فغصتُ في بحر همومها لأبكي تارة، وألعن وأشُتم أخرى.. وكأنني مخبول كإسماعيل الأبله حين رأى رؤوس أبناء قريته في حَيرته... كانت الرواية عبارة عن عراق مصغر يتكون من ثلاث أشخاص "أبناء شق الأرض".
أبطال الرواية: عبدالله كافكا، طارق المُندهِش، إبراهيم قِسمة، كل واحد منهم كان تاريخاً لحاله، تاريخٌ عراقي بقلم أمين ذكر ما علينا وما لنا؛ من حرب الخليج الأولى ومعاناة الجنود الأحياء والجنود الأسرى وما لحقهم وجرى عليهم في سجون الأسر، ومن جبروت زجهم أحياء في طريق طويل بعد الانسحاب من الكويت، ومن غزو النُهاب لأملاك الكويتين، إلى حدائق الرئيس حيث يعيش كملك في جنته، وشعبه يبكي ألم الجوع المسرطن...
الرملي في روايته، ذكر بعين الباحث الأمين تقلبات الأشخاص في نظام الحكم في شخصية زوج قسمة إبنة إبراهيم، وفي الأشخاص الموالين للجمهورية الإسلاميه والذي يطلق عليهم بـ "التوابين"، وفي شخصية قسمة...
الرواية تاريخ لثلاثين سنة ماضية، كتبها الرملي كشاهد حقيقي على الأحداث، فقد عايشها بمُرها وألمها ومَوتها وحُزنها.

كَتبَ أحدهم مُعلقاً على الرواية "يجب أن تُدرَّس في المدارس ضمن حصة التاريخ العراقي".. نعم، فهي تستحق ذلك وأكثر، فالأحداث التي يكتبها المظلوم تُنحت في ذاكرة التاريخ، وما (حدائق الرئيس) إلا تاريخ خَطّهُ مظلوم عن مظلومين.
*حسين جمعة: كاتب من العراق.