الخميس، 26 أغسطس 2010

قصيدة/ هدية من : فهد عنتر الدوخي

قصيدة

نقوش في فضاء محسن الرملي

فهد عنتر الدوخي

نقوش في فضاء محسن الرملي
صمت، صمت، صمت
خرق لا يعبأ بالضجيج
وحزن لا يأبه بالمصير
سحابة تحط على الأديم
منذ فجر السلالات
وقلعة آشور تخلع ثياب الحزن
وتتزين بعصر المرئيات والفضائيات
و(حسن مطلك) عنان (دابادا)*
متجاهلا عصر القذف والراجمات
غفوه ,,, تفسد لذة صهيل الفجر
وغابة مترعة بالسؤدد
لامست طيف أحلامي
ولكنني لم أر الحب،
خلته سرابا..!
يتطاول بعُته مضن
في طرقات المدمنين
أو النازحين،
وجدت نفسي كما هم..
كقلوب الفراعنة
تخطفهم رؤى الحداد
ونفسي لازالت كما هي،
خلتها طليقة....
كطير معصوم من الذبح
أجرع ولع السنين
بقلمي.!
وانفض غبار الآهات عن قدمي
من يمنح الدفء للمرافئ
غير الصمت ؟
ومن يكسو العاريات في مدن السحت ؟
وأذرع تمسد أعناق الراحلات في مدن الفلاة
كأنبوب محتقن.
ربما من أثر الركلات ,,,
طافت الأجساد على خراطيم الفضاء
وتعامد الليل سيفا على كاهل الغرباء
ظلام ... ظلام ... ظلام
لم تجن هذي الأرض غير الرقاد
وتراتيل !
نبوءات !
وصلوات !.
والمواسم اقتيدت
تضاجع الجناة والقضاة
فكيف نحفل بزهو الأماني
أبألق الحانات ؟
ترنيمة في الآفاق وزعيق ينحدر في الأعماق
حشود كصراصير الخلاء
جففت ينابيع البكاء
ونضبت أهازيج البغاء
ولم ترمق الأعين أخطاء العقل
لم استبد الجلادون بأرث الفقراء ؟ا
لم تداعت بصمت أزمنةٌ الإخلاص ؟
واضمحلت البسمه في وجه النساء
فاقترفت الانفس خطايا البراءة
ومحيت من الذاكره دواوين الشعراء.
واستحال الحب وهما في ضمير النبلاء.
-----------------------------------------
*الشهيد حسن مطلك، مؤلف رواية (دابادا).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في موقع مركز (النور) بتاريخ 07/08/2010 م

الخميس، 12 أغسطس 2010

زاوية (جداريات) /.. عن التجييل الإبداعي


.. عن التجييل الإبداعي

د.محسن الرملي

تُرى هل انتهى تقليد تسمية الأجيال الإبداعية؟ بل أننا نلاحظ تراجعاً حتى في تسمية مدارس، تيارات، حركات ومجاميع ثقافية، فيما كنا قد اعتدنا على هذا التقليد على مدى قرن كامل، وفي الثقافة الأسبانية التي تعد آدابها من أكثر التي عُرفت بالتجييل وأخذت عنها ثقافات أخرى هذا الأمر، ربما كان أبرز أول الأجيال هو ذاك الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وتحديداً في 1898 لذا اشتهر بتسمية جيل الـ98 ومن أعضائه رسخت أسماء في إرث الأدب العالمي كالحائز على نوبل خوان رامون خيمينيث والشاعر الكبير أنطونيو ماتشادو وأونامونو وغيرهم، تلاهم في الشهرة والأهمية جيل الـ 28 الذي ضم لوركا وألبرتي وبيثنته ألكساندره الحائز على نوبل هو الآخر وميغيل إرنانديث وغيرهم. وعلى الرغم من أن مسألة التجييل لها شروطها المعروفة والتي دار الجدل عنها كثيراً إلا أن هذا الأمر تم التسامح معه لاحقاً واتباع المرونة لصالح الإجراء النقدي والإعلامي الذي أثبت جدواه وإيجابيته في الإعانة على التعرف والفهم والإحاطة بالنتاج والخصائص وهموم الأسماء الجديدة التي تظهر في الساحة، فتم اللجوء إلى اتخاذ العقود السنوية كإجراء لتسمية الأجيال بغض النظر عن المآخذ على ذلك.. واتبعنا نحن في ثقافتنا العربية هذا الاجراء فاعتدنا على تسميات أجيال: الخمسينيات، الستينيات ولغاية التسعينيات، حيث عادة ماتتبلور الأسماء وتظهر إصداراتها الأولى في منتصف العقد ومنها ما يجتمع حتى للتعبير عن رؤيته وتدوينها وتبيان همومه ومفهومه وتلاقياته واختلافاته مع الأجيال السابقة في بيان أو إصدار تنظيري، ومثال على ذلك البيان الذي أصدره (جيل التسعينيات) العراقي بعنوان (الرؤيا الآن).. فماذا بعد ذلك؟ ما الذي حدث؟ ها نحن ننتهي من العقد اللاحق بأكمله، ولم تبرز بيننا لحد الآن محاولة جادة وواضحة تسمي لنا جيل عقد العشرة الأوائل من هذا القرن في أي من بلداننا العربية! ترى هل لصعوبة إيجاد التسمية دوراً في ذلك؟ أم أنه تراجع النقد؟ أم ضعف التواصل والتلاقي الشخصي والفكري بين المبدعين الجدد؟ أم أنه العكس، حيث عززت سعة وسهولة وسائل الاتصال هم الاشتغال على الاسم الفردي وأن هذا الانفتاح في النشر والتواصل قد زاد من صعوبة حصر أسماء بعينها؟ أم ترى أن تسمية (جيل) ذاتها قد انتهت وأصبحت من الكلاسيكيات وإرث الماضي؟ وإذا كانت قد انتهت.. فما هو البديل؟ وهي التي كانت تعين المتلقي والدارس على تكوين تصور ما، وعلى منهجة تعرفه على كل جيل وما يحمل من أفكار وما يحيط به وبنتاجه من ظروف، كما يساعد على ترسيخ أو على الأقل تذكر الأسماء والملامح. بالطبع لازالت ثمة بعض المحاولات المحدودة لمواصلة هذا الإجراء والسعي لتشكيل مجاميع أكثر من تسمية أجيال، حسب معرفتي بالساحة الثقافية الإسبانية والعربية وفي أمريكا اللاتينية بعضها يحظى باهتمام أكبر وبصدى أدافأ، ولكن الواضح هو أنها لم تعد تحمل الأهمية ذاتها ولم تتمكن هذه التسميات من فرض صوتها كما كان يحدث من قبل.
وهذا أيضاً يستدعي التقصي عملياً وعلمياً وفق تجربة كل محاولة أو مجموعة على حدا ومن ثم دراسة كل ما يتعلق بتراجع هذه الظاهرة بشكل عام ومسألة التجييل بشكل خاص.. ترى هل يستحق هذا منا وقفة تأمل ونقاش فعلاً أم أن الأصح هو الاكتفاء بتجاهله والاستسلام لانتظار ما ستتمخض عنه صيرورة الوقت وطبيعة الحراك الثقافي عموماً؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في زاوية (جداريات) في الملحق الثقافي لصحيفة (الثورة) السورية بتاريخ 10/8/2010 العدد 704