الخميس، 23 سبتمبر 2010

انشغالات .. محسن الرملي

انشغالات ..


محسن الرملي :

سأكمل نشر كل ما تركه شقيقي الراحل حسن مطلك

إعداد: موسى حوامدة

محسن الرملي: كاتب ومترجم وأكاديمي عراقي يعيش في أسبانيا. دكتوراه في اللغة والآداب الأسبانية ويعمل حالياً أستاذ في جامعة سانت لويس بمدريد.


* ماذا تقرأ حالياً؟
- آخر أنطولوجيا لآخر أجيال الشعر الأسباني، فبعضهم أصدقائي.
* كتاب ندمت على شرائه او قراءته
- رواية (الفردوس على الناصية الأخرى) لفارغاس يوسا.
*هل وجدت شيئا يروق لك في السينما أو المسرح؟ أم شاهدت شيئا لم يعجبك؟
- أشاهد المسرح أكثر من السينما وأعجبتني مسرحية (كاباريه سائل) فيما لم تعجبني مسرحية حاولت تجسيد قصائد كبار الشعراء بالرقص ففشلت على الرغم من صدق نوايا المحاولة.
* ما الذي يشد انتباهّك في المحطات الفضائية؟
- لا أشاهد التلفزيون إلا قليلاً جداً ولمتابعة الأخبار، وأعجبتني محاولات بعض المراسلين إيجاد أسلوبهم اللغوي الخاص والخروج عن اللغة التقليدية في نقل الخبر.
* ماذا تكتب هذه الأيام؟
- إكمال ديوان بالعربية والأسبانية، ومقال تساؤلي في مقدمة الكيخوته والتناوب مع الأساتذة وليد إخلاصي وعبدالأمير الأعسم على زاوية (جداريات) في الملحق الثقافي لصحيفة (الثورة) السورية.
* ما الذي أثار استفزازك مؤخراً؟
- تزايد توظيف الأحزاب اليمينية في الغرب للخطابات المتخلفة والعنصرية والمعادية للإسلام لمجرد كسب المزيد من أصوات المحبطين.
* حالة ثقافية لم ترق لك
- أن يستكتبوك بأدب فتكتب بأدب ثم يتناسوك بقلة أدب.
* حالة أو موقف أعجبك
- اطلاق أسماء محمود درويش وبلند الحيدري والطيب صالح على ساحات وحدائق في مدينة أصيلة المغربية.
* ما هو آخر نشاط إبداعي حضرته؟
- تقديم آخر لروايتي (تمر الأصابع) بالإسبانية في المعهد المصري في مدريد، والمشاركة في تقديم كتاب صديق كوبي في جمعية الكتاب والفنانين الأسبان.
* ما هي انشغالاتك الاجتماعية؟
- التواصل واللقاءات مع أصدقائي ورعاية طلابي وطفلتي والمساهمة في جمعية لرعاية المكفوفين.
* فرصة ثمينة ضاعت منك
- عرض الراحل عبد الوهاب البياتي كتابة كلمة لغلاف كتابي الأول والتوسط لنشره في المؤسسة العربية حين كنا في عمان سنة 1994.
* ما الذي يشغل بالك مستقبلاً؟
- أن أكمل نشر كل ما تركه شقيقي الراحل حسن مطلك من مخطوطات ورسوم وكل ما كُتب عنه.
* هل لديك انشغالات وجودية؟
- كل انشغالاتي مصحوبة بتساؤلات وجودية في أعماقي.
* ما الذي ينقص الثقافة العربية؟
- الكثير.. ومن ذلك القراءة والعمل والصدق والانصاف والجدية والتجديد.
* ما الذي ينقص بلدك على الصعيد الثقافي؟
- الآن وفي هذه المرحلة، ينقصها ما ينقص العراق بمجمله: السلام والنزاهة.
* هل أنت راض عما حققته حتى اليوم وهل تسعى لمنصب معين؟
- نعم، ضمن الظروف التي عشتها، وإن كنت أود لو أنني تمكنت من تحقيق أكثر من هذا، أما عن المنصب فإنني لم أفكر بأمر كهذا حتى الآن، وإذا حدث مستقبلاً فسوف أسعى إليه علانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في صحيفة (الدستور) الأردنية، العدد 151116 بتاريخ 23/9/2010م.
http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\ArtsAndCulture\2010\09\ArtsAndCulture_issue1077_day23_id268017.htm

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

نص / هدية من: عامر عجاج

الخمسينيون

عامر عجاج

مهداة الى الدكتور محسن الرملي .. الخمسيني ايضاً !

المتحدون بين أرقام أعمارهم بلهب سنين مضنية وبين سنين تولادتهم، يستحقون أكثر من أن يجمعهم كروب على صفحات الفيس بوك أو منتدى يؤسسوه أو مؤسسة مجتمع مدني لا علاقة لها بالشفقة أو توزع مجانا الأغذية والطحين والحمص، أكثر من خمسين مأساة (في التراجيديات الرافدينية المستمرة) تحفهم كدبابير عنب حلو جائعة، لم يكن أيوب أمام الكثير منهم إلا رجل مرض ثم شفي (هل دخل كلكامش ساعة من معاركهم القاسية أو رأى المفخخات التي لحقتهم بعد معارك الحدود؟ راضعو حليب السباع من أثداء سعال منفوشة الشعر، ابناء العواصف السوداء والحربين اي سهو اقع به بل الثلاث حروب، اه يالجهلي؟ الاربعة، ابناء الحروب التي دون حد، لم تعد الأعضاء الخفية تجتذب اهتمامهم لكثرة ماخبروها، مجدفون بمراد قوية في مهيلات وشخاتير تسير على مهل في أهوار المصائب، ريح هجمات الهاونات تلحق بهم زمهريرا لايستطيعون الاحتماء منه،عقارب أجسادهم لاسعة دون هوادة، ينشرون شعورا أمام الريح يمينا وشمالا كطقس لنزول أمطار آمالهم كما الراقصات دون جدوى، رماد أجداث الجنيات المحترقة على أبواب حرست بصحون نذرية، مرتجلو معلقات الفجائع ومرتلو توراوات الأمل، الخمسنيون فتات موائد حروب السياسيين القذرة، والخبز المر في أفواه المتشدقين، باذري حنطة الزقوم في أراضي الألم الممتد، ساكنو شقوق المعارك ومواضع الضغينة على حرب تبرق غيومها مخيفة لكن دون مطر أبناء رياح الجنوب الخانقة، اللائذين بالأضرحة بعد تراجع الفحولة، مرتادي عيادات الأسنان حديثا من اثر عضات لحوم القصعات غير معروفة المصدر، النواسيون التائبون ومحيي أم كلثوم وفيروز سرا خوفا من قتلة حافات المدن، وسليلي صحراوات الإقطاع. الخمسينيون نغمة عتابا في حنجرة الزمن، وسفينة نجاة في هور يابس إلا من اسماك ميتة، مكتشفو الألم وملاكو البوار، عندما دلتهم حليلاتهم على بصيص أمل وجدوه ممرغا بدم حروب مستمرة، وعندما عادوا ليرتووا بعد مسيرة شاقة بين نهر جاسم وبنجوين وجدوا الحباب فارغة إلا من آمال بطعوم مرة،زارعو حنظل الخيبات في فياف وسباخ ،ماءهم من آبار الندم مجلوب، أي الم ممض يتناب قلوب الخمسينيين الكليلة وأي عمى ينتظرهم؟ خيالات الجثث على البغال تقارير الرفاق السيطرات ضيق ذات اليد الحبيبات اللواتي انتظرن كثيرا أقفاص الأسر، ظلال لاتحمي لصفصاف العقم ترافقهم.
رطب النخلات الطوال عصافير الشجن المر، الفيروزيون ومحبو داخل حسن، بنت الريف ومجاميع الجوبي عند باحات الأضرحة، وأصحاب صعديت فوك العالي لن سبع زبيد اكبالي تسوين ألفين ومية آه يبنية الملالي نايات بانين بحة جنوبية، وموالات لحظات الفراق يهوون الوداع الذي به جلادة، يودعون أحبتهم على سفوح الجبل، وتاركي جثامين أمهاتهم تذهب دون وداع، الخمسينيون أكواخ القصب وبيوت الطين ،قامات حور وسنديان، نسمات آب في أواخر الليل، ترنيمات الأطفال وألف دللول سومرية، قارئو اكف بارعين، حافظو أبوذيات فطريون ومنشدو زهيريات دون تكلف، لابسو عقال ،وبدلات غربية باربطة ودبل كفة، صرمبارية ونكرزة، ملقو نكات جيدون ومجالسي دواوين رصينة، محبو كرة وورق لعب وطاولي، من الجارلس إلى القمصان الملونة ارتدوا، مدخنو الروثمان والمزبن واللف، محبو ياس خضر وحسين نعمة، لم يكونوا من جيل سيد درويش واطلوا قليلا على محمد عبد المطلب لكنهم شغفوا بعبد الحليم والسيدة، قراوا الموعد والشبكة بيروت المساء، العربي والمجلة، لم يكونوا يصدقون أن يحققوا الهدف 2000، مترجلين من صهوات حروب متواصلة راكبو حروب جديدة اتصال الحروب يعطي لذاكرتها طعما مملا من أسراب نخل متصلة على شواطئ الغراف أو من على ضفاف سورا، يحاولون نفض غبار حروبهم دون جدوى حروبهم ظلال دبقة ترافقهم دون حياء، تشم ذاكراتهم المحترقة طعوم الخنادق الهزائم الإذاعات المتورمة بالكذب أعضائهم المبتلة بين أفخاذهم تنظيرات مسؤليهم في أحزاب بأفكار محنطة تلاحقهم اصطلاحات اليطغ، الانضباط، السيطرة، القصعة، الواجب، الإنذار الصباحي، والإجازات، تلاحقهم دون فكاك، أيديهم منشغلة بنفض غبار الحروب، دون جدوى فدائما ثمة هناك من يدندن بأغاني الحروب العفنة ،موسيقاها تتعلق بأذان تضعف رويدا، من عذوق آب يخرجون متجهين إلى كراجات العذاب تاركين الأعياد مشتعلة الولائم، ليتمترسوا في خنادق حدود رسمها المستعمرون لتصبح مقدسة، نبط وفرسان سوراويون وغرافيون عراة الأفكار ومحتشمون كاتبو قصائد نثر وتفعيلة،منشدو أبو أذية وملاحم من بقي منهم ينظر بحسرة إلى شلل تابعة ذليلة تحترف القتل بادعاء وجود سبب، ولاسبب إلا إدمان صور من معاركهم ففي الحرب تقتل الذي لاتعرفه. متذوقون بارزون للكوكلة والشيصمالله صاعدو نخل من الطراز الرفيع مع تبليات ممزقة، الخمسينيون يسيرون في موانئ العدم بأشرعة ممزقة.. فمن ياترى بشير إليهم غدا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عامر عجاج: كاتب عراقي amer_ajaj@yahoo.com
*نشرت في (جيران) في (ليالي الشمال الحزينة) بتاريخ 18/8/2010م

بغداد Bagdad

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

زاوية (جداريات) /.. عن قراءات الصيف

.. عن قراءات الصيف

د.محسن الرملي

صحيح أن القراءة والحث عليها يفترض بهما أن يكونا بشكل دائم أو حتى يومي، ولكن لا بأس أيضاً في أن ينتهز صناع الكتاب أية مناسبة أو حجة للترويج لبضاعتهم، حالهم في ذلك كحال بقية صناع البضائع الأخرى، وفي الأوقات التي تغيب فيها المناسبات والحجج يقوموا باختراعها، وهذا أمر مشروع وعملي.. بل وضروري، خاصة وأن صناعة الكتاب الورقي الآن تواجه التحديات الكثيرة التي نعرفها وأبرزها هيمنة الشاشات، وهكذا صارت معارض الكتب والجوائز واحتفاليات التقديم والإعلانات وغيرها كجزء راسخ من التقاليد الثقافية. وفي الصيف، حيث عطلة الجامعات والمدارس وغالبية المؤسسات والدوائر وحيث السفر، نجد بأنهم قد تمكنوا في الغرب من تكوين تقليد ما يعرف بقراءات العطلة الصيفية حتى أصبحت الكتب من الأشياء الأساسية التي يندر أن تخلو منها حقيبة سفر، وأن الناس الذين لا يجدون وقتاً، بحكم انشغالاتهم بقية العام، قد اعتادوا أن يقتنوا الكتب التي تهمهم بنية أن يقرأوها في العطلة.. ويفعلون.
وفي الملاحق الثقافية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية ومواقع الإنترنيت نجد مساحة لهذا الأمر، وسؤال يتكرر في المقابلات الصحفية، عما تنوي قراءته في العطلة ولماذا؟ أو عما قرأته في العطلة وكيف وجدته ورأيك به؟ أو عن أفضل الكتب التي قرأتها في عطلتك؟.. وما إلى ذلك سواء أكان الشخص كاتباً أو فناناً أو سياسياً أو شخصية معروفة أو شخصاً عادياً، ودور النشر تراقب كل ذلك وتهتم به وتدرسه بحيث تتمكن من خلاله استطلاع المزاج العام وتوجه اهتمام الناس في القراءة كي تعتمده في خطتها للنشر في الربع الأخير من العام، فعادة ما تقوم دور النشر بطرح دفعتين من إصداراتها سنوياً، الأولى في الشهر الثالث والثانية في الشهر التاسع، ولقراءات الصيف تقوم بإصدار طبعات خاصة من إصداراتها التي وجدت رواجاً، وهي طبعات بالقطع الصغير أو ما يعرف بطبعة (جيب) كي يسهل حملها، وعادة ما تكون أنيقة وبسيطة من حيث نوعية الورق والغلاف وأقل ثمناً.
ترى لماذا لا نستفيد نحن أيضاً من هذه الظاهرة؟ لماذا لا نحاول العمل عليها تدريجياً ونروج لها في وسائل إعلامنا عبر التعاون بين الكتاب والصحفيين ودور النشر والمؤسسات الثقافية والتربوية.. وكل ما هو متاح، كي نؤسس لهذا السلوك الجميل والمجدي والمهم على المدى الطويل فيتحول إلى تقليد عام وراسخ لدى الجميع، بحيث يصبح مكان الكتاب محجوزاً ومضموناً في حقائب كل منا، وتضع المرأة ذلك في حسابها وهي تعد حقيبة زوجها أو ابنها أو أخيها أو حقيبتها هي، بدل أكياس الكرزات وصرر الطعام والنعل والمنشفة ومجفف الشعر وما إلى ذلك من اشياء صارت متوفرة في كل مكان، فكيف ونحن متوجهون إلى أماكن وفنادق سياحية توفر ذلك مجاناً أو ضمن سعر الحجز نفسه. أعرف بعض الأصدقاء من مثقفينا ممن عودوا أنفسهم على قراءات الصيف وبرمجتها أحياناً بشكل مسبق، ولكن الطموح أو الحلم أن تتحول هذه الظاهرة إلى سلوك عام وتقليد راسخ عند كل الناس... فلنبدأ بأنفسنا وأهلنا وبقية الأصدقاء والمعارف، ولنعمل على تكرار الحديث عنها إلى أن تجد مساحتها الثابتة والملفتة في وسائل إعلامنا، كما فعلنا بترويجنا لمسلسلات وبرامج مناسبة شهر رمضان حتى تحولت إلى تقليد مهيمن خلال الأعوام القليلة الماضية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في زاوية (جداريات) في الملحق الثقافي لصحيفة (الثورة) السورية بتاريخ 7/9/2010 العدد 708