الجمعة، 3 يناير 2020

عن رواية: حدائق الرئيس / عمار الموسوي


انطباعات:
الرملي يفكك المجتمع ويشرح مواجعه 

عمار الموسوي
رواية (حدائق الرئيس) للكاتب العراقي (محسن الرملي) صادرة عن (دار المدى)
*بداية القراءة: ٢٠١٩/٥/٢٦ قرأت أول 10 صفحات وتركتها ثم رجعت إليها، وقراتها في يوم واحد.. وتم الانتهاء في  2019/10/28
*لماذا أقرأ هذا الكتاب: لأن الرملي فنان، نحات، ينحت شخصياته بدقة عالية... كيف يتمكن من صناعة هكذا حكايات؟ لا أعرف، كل ما أعرفه أنه يجبرك أن تقرأ له.....
*من جمالية هذه الرواية: كإنسان عاش في القرية أعرف صدق كل ما كتبه الرملي، ووصفه في هذا العمل. الرملي طبيب يشرح مجتمع القرية بتمكن عال.. والسؤال الأهم عن هذه الرواية كيف تمكن الرملي من صناعة كل هذه الحكايات المتداخلة التي لا يمكنك تخيل نهاياتها؟؟
في هذا العمل يقدم لنا الرملي، كل مواجع العراق ومعاناته مع حكومته السابقة....
كيف تمكن الرملي من شرح كل هذه الجرائم على لسان إبراهيم؟؟!!
*عنوان الرواية: في حدائق الرئيس، عمل إبراهيم، لينقل لنا فجائع شاهدها في تلك القصور..
*هل قرأت للمؤلف: هذه هي الرواية الرابعة لي مع الرملي.. والقادم قراءة كل ما يكتب...
*الدعاء الذي كتبته عند قراءة هذا الكتاب: يا رب في بلادي فجائع، ومصائب لا يصدقها إلا من عاش مواجعها، فيارب لا تسلط على هذا الشعب من يحاول أن يقهره....
*وفي هذه الرواية:
*تبدأ الرواية بسطر مفجع تسع صناديق موز في كل صندوق رأس إنسان مذبوح!!!!
* يتناسى العراقيون بعض مواجعهم،عندما يتذكرون ما جرى على سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله-في كربلاء، وتهون هذه الفاجعة مصائبهم.
* في كل بيت عراقي قصة حزن......
* هذه الحكاية مصنوعة من الوجع بأشكاله القاسية.
* لايترك الرملي الحديث عن الجنس في كل رواياته.
وطبعا في هذه الرواية، نجد الحديث عن الجنس أقل بكثير من رواياته: الفتيت المبعثر، ذئبة الحب والكتب، أبناء وأحذية.
* الرملي يمتلك قدرة عالية على وصف حياة أبطال رواياته، بحيث يجعلك تراهم أمامك.
* تقلع الحروب جذور أحلامنا ومصائرنا.
* نعيش بروح محترقة، حتى يأتي ذلك الشخص الذي يقوم بدور رجل إطفاء، يسكت لهيب الروح بطلته.
* تصوير مؤلم وفضيع لمشاهد الحرب وانصهار الجنود، تحت قاذفات العدو...
* تمارس السجائر دورا كبيرا في إطلاق الوجع المكتوم في صدور مدخنيها.. كأنها بلسمهم الشافي عندما تهجم عليهم المواجع.
* كتابات الرملي صالحة لغير العراقيين أيضا بالطبع، الذين يرغبون في معرفة مواجع، وعذابات المجتمع العراقي في زمن الطاغية..
*الرملي يفكك هذا المجتمع ويشرح طبيعة مواجعه..
* قد يتبنى الإنسان كذبة ما، ليوهم نفسه بأن حياته ذات معنى.....
* تحليل رهيب لغطرسة الدكتاتور..
* يجعلك الرملي تتخيل قصور الدكتاتور بكل عجائبها.
* مشكلة لا حل لها عندما يواجهك ولدك بتعاسة حالتك المادية، وأن سبب هذه التعاسة الغباء الذي تعيشه، لا القسمة والنصيب!!!
* تفنن الرملي في بيان العذاب الذي مارسه النظام الصدامي بحق كل من خالفه، فعندما يشرح طريقة ابراهيم في دفن الجثث في قصور الدكتاتور، تعرف بشاعة التعذيب بحقها.
* هندس الرملي عنصر المفاجأة بشكل رهيب جداً.
*يجبرك الرملي أن تنسى بعض الشخصيات في روايته، ثم يجعلك تراها في مكان لم تتوقعه....
* يمكن للمرأة أن تأخذ ما تريد من الرجل، وتوعده بزواج يغير حياته..
* لكل إنسان قصة معروفة عند الناس، أو مدفونة في أعماق النفس...
* فلسفة الرملي وأفكاره مبثوثة في هذا العمل، طبعاً على لسان أبطاله، فالرملي ذكي جدا!!!
* عدم تلخيص أفكار الرواية كعادتي في كل مراجعاتي، بسبب القلم الذي يملكه الرملي والذي يسرق من خلاله عقل من يقرأ له، ويجعله فقط ينبهر بالمكتوب. مع العلم أن في الرواية جملة من الأفكار الجميلة، وبعض الأفكار السلبية التي تجعل الحياة سوداء.....
*اقتباس:" لو كان لكل قتيل كتاب لصار العراق بمجمله مكتبة كبيرة يستحيل حتى فهرستها.
*أنصح بقراءة هذا الكتاب.