صحيفة (صوت الأحرار) العدد 2818 بتاريخ 31/5/2007م
حوار أجرته: عقيلة رابحي
نشرة (المهرجان) العدد 15 بتاريخ 28/5/2007م
نشرة (المهرجان) العدد 15 بتاريخ 28/5/2007م
نقاش ساخن حول مكانة المرأة في المسرح العربي
قطاف رضوان
قال الكاتب والباحث العراقي الدكتور محسن الرملي: إن المسرح العربي مجبر على تجاوز استعمال المرأة كرمز· وأوضح أنه يجب تجاوز النمطية في علاقة الكاتب المسرحي العربي بالمرأة· ومن جهتها تحدثت الباحثة العمانية الدكتورة آمنة الربيع عن مكانة المرأة في أعمال الراحل سعد الله ونوس، كنموذج للرؤية غير النمطية للمرأة العربية·تحولت الندوة التي أقيمت على هامش فعاليات الطبعة العربية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، والتي أقيمت أول أمس، بفندق الرياض بسيدي فرج، إلى نقاش مكثف وسجال ثري، حول مكانة المرأة في المسرح العربي، فانقسم المشاركون إلى قابل لطرح الإشكالية، ورافض لها في الأساس· وذهب الناقد الكويتي الدكتور نادر القنة إلى حد الحديث عن افتعالات في الحقل الثقافي العربي، عبر ما يروج له حاليا في السينما العربية مثلا· وقدم القنة مثال الأفلام التونسية التي تنتج بتمويل أجنبي، وتروج، حسبه، لصورة المجتمع العربي الذكوري البطريركي الذي يقمع المرأة· وعند بداية الندوة كان الباحث العراقي الدكتور محسن الرملي قد بدأ بطرح أرضية للنقاش، فجاء في محاضرته أن المرأة لم تتمكن من تجسيد نفسها جسديا على خشبة المسرح إلا بعد طول عناء· وقال إن ''الرواد هم من كان يمثل دور النساء''· وفي بعض الأحيان كان يرمز للمرأة بالظلال· وقال الرملي: أن أغلب النصوص المسرحية التي تتحدث عن النساء، كتبها رجال بعقلية رجالية· ومن إشكاليات هذه الشخصية يقول الدكتور الرملي إنها تعكس ثقافة الكاتب الرجل وتصوراته للحياة· فالمرأة هنا يضيف المحاضر''إما أنها قوية جدا أو ضعيفة جدا''· كما أن المسرح العربي بحسب اعتقاد الباحث العراقي بالغ في إظهار صورة المرأة كرمز، ولا ينظر إليها كلحم ودم وكأنوثة· واقترح الدكتور الرملي الذي يدرس في جامعة مدريد الإسبانية فكرة ''ضرورة أن تكتب المرأة عن نفسها''، بغرض تجاوز الفعل المسرحي الذي يهيمن فيه الرجل حتى لما يتعلق الأمر بتجسيد دور المرأة العربية· لكنه نبه إلى ضرورة تخلص المرأة العربية، وهي تكتب للمسرح من التراكم المسرحي، كما كتبه الرجال· واقترح تحويل الأعمال النسائية العربية في القصة والرواية إلى الخشبة·ومن بين العوائق التي تحول دون إقدام المرأة العربية على الكتابة المسرحية، ذكر الدكتور محسن الرملي مسألة عدم قدرة المرأة على البوح· وأوضح أنه لا يمكن للأدب أن يكون صادقا في خصوصيات المرأة، إلا إذا عبرت عنه المرأة بنفسها·ولدى تناولها الكلمة تحدثت الباحثة والكاتبة المسرحية العمانية آمنة الربيع عن موضوع الندوة من جانب الإشكال التالي ''لماذا المرأة تحديدا في المسرح العربي؟''، وقالت ''الجسد هو الذي وقع تحت جبروت الرمز· فقد تمت محاصرته وإحاطته بمجموعة من المفاهيم بغية السيطرة عليه''· مضيفة ''الجسد ليس لعبة''· وارتأت الدكتورة الربيعي الوقوف عند أعمال الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس، وبالضبط عند مسرحيته الشهيرة ''طقوس الإشارات والتحوّلات'' الذي ''تكاد تكون فيه المرأة أكثر بروزا، وأكثر مقاومة''، عبر بطلة المسرحية ''مؤمنة'' التي تواجه المجتمع· وقد أدخلنا ونوس، حسب الدكتورة أمينة الربيع في دواخل المرأة، في حوار يعكس الصورة الحقيقية للإنسان·وكان لمحاضرة الدكتورة الربيع وقع خاص لدى الحضور، فاعتبرها الدكتور نادر القنة نموذجا يخالف الطرح الذي قدمه الدكتور محسن الرملي· ومع هذا اتفقت الباحثة العمانية أمنة الربيع مع الرملي في قضية ضرورة تجاوز النظرية النمطية والرمزية في الكتابة المسرحية، وتعد أعمالها، حسب الدكتور القنة، نموذجا صادقا لهذا التجاوزات..
--------------------------------------*عن صحيفة (الخبر) الجزائرية، وموقع المسرح دوت كوم، May 2007, 07:15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق