السبت، 23 أبريل 2016

العشق والكتاب يغيّران حياة محسن الرملي

العشق والكتاب يغيّران حياة محسن الرملي
                                                                                      أوراق ـ المدى 
عراقيان، امرأة ورجل، يبحثان عن الحب في ظل الحروب والحصار والدكتاتورية والاحتلال  والمغتربات. إنها رواية حب تدعو للحب في أزمنة تهمش الحب، لذا يهديها  كاتبها الى كل الذين حرموا من حبهم بسبب الظروف، في كتاب"ذئبة الحب  والكتبمحسن الرملي والذي صدر عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون  بطبعته الأولى لعام 2015.
"ذئبة الحب والكتب"رواية مثقفة عن مُثقفيّن، تمنح المتعة والمعرفة لقارئ يجيد الانصات الى بوح الدواخل وانثيالاتها، انها بمثابة بحث عميق في الخفي والمكبوت، تتقصى العواطف والجمال والأمل الإنساني وسط الأوجاع والخراب.
مكتوبة هذه الرواية بلغة وأسلوب وتقنية مختلفة عما عهدنا عليه محسن الرملي في أعماله السابقة حيث يمتزج فيها بعض سيرته الذاتية بالخيال، متقمصا صوت المرأة ومتعمقاً أكثر في جوانح شخصياته بعد أن وصف ما مر به بلده من أحداث قاسية وتحولات عصبية في رواياته السابقة التي ترجمت إلى أكثر من لغة مثل"تمر الأصابع، وحدائق الرئيس، والفتيت المبعثر".
يذكر الرملي أنه سيتحدث عن قصة الحب التي ربطت أمه وأبوه على مدى سنوات. كانت هي ابنة عائلة بغدادية غينة وهو أبن عائلة فقيرة انتقلت من سامراء إلى بعقوبة، تشتغل خبازة كي تتمكن من إعالة أبنائها، لأن جده الأسطورة"بحسب وصفه"والملقب بالذئب كان دائم الغياب، وحتى غاب نهائياً في إحدى رحلاته إلى الهند.
يقول الكاتب"كان أبي يحدثني عن تفاصيل منسية في حياته وكيف أنه مضى ثلاثة أعوام أو أكثر مرتدياً الستره ذاتها التي يشتريها من محال الملابس المستعملة ويذهب ماشياً كل يوم في طريق طويل إلى المدرسة بحذاءٍ تهرأ من كثر الثقوب والترقيع ورغم ذلك كان دائم النجاحات، وكان من جيل ثورة الطلاب الستيني وقد تعرف إلى أمي في سنته الثانية من الدراسة الإعدادية، وحصل على بعثة إلى روما لإكمال دراسة العلوم السياسية وعاد بعدها ليتزوجها."
اعتمد محسن الرملي في روايته، على سيرته الذاتيه والتي ينهل منها كثيراً من الأحداث والوقائع التي تؤسس متن نصه الروائي القائم على عنصرين"المفاجأة والتشويق"، وتتمثل المفاجأة الأولى في الجملة الإستهلالية التي أقرّ فيها الراوي بأنه مؤلف الكتب التي تحمل اسمة باستثناء ذئبة الحب والكتب والذي وجده مصادفة حين كان في الأردن فقلب حياته رأساً على عقب، وجاء باحثاً عن المرأة التي كتبته، لعل ما يميزها عن سواها انها تبحث عن الحب الخالص الذي يلبي حاجة الروح ولا يستجيب لرغبات الجسد.
يقوم الهيكل الروائي على شخصيتين وهما، كاتبة النص الروائي وحسن، الاسم الذي اختارته الكاتبة للراوي الذي هو "محسن الرملي"الكائن السيري الذي طوع سيرته الذاتية الممتدة من قرية سديرة إلى عمان مروراً بإسبانيا وانتهاءً بطريق بغداد – عمان حين امتدت يده إلى حقيبته وسحب المغلف الذي سلمه له صديقه الصعيدي رفاعي وإذا به يفاجأ برواية "ذئبة الحب والكتب".
مما لا شك فيه أن بطلي الرواية مثقفان، فالبطل حسن هو قاص وروائي وكاتب مسرحي ولكنه كان يحلم بمدريد، أما هيام فهي سليلة جدها الذئب وهي"ذئبة الحب والكتب"بامتياز، والتي تتلهف لحبيب مثقف يحاورها في الأدب والفن والكتب الصادرة حديثاً، فهي رواية مثقفة تتفحص الموضوع والذات في آن واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في ملحق (أوراق) الثقافي التابع لصحيفة (المدى)، العدد 3624 بتاريخ 3/4/2016م.


ليست هناك تعليقات: