الاثنين، 4 مارس 2019

عرض رواية أبناء وأحذية لمحسن الرملي /رياض العلي


رواية مميزة وممتعة وتعد إضافة جديدة إلى السرد العراقي 

عرض: رياض العلي
 تتحدث الرواية عن (أمير) الشاب القادم من الريف والمحب للمسرح والذي يرتبط بعلاقة حب مع زهراء القادمة من عائلة نجفية لها توجهات دينية والمحبة للمسرح كذلك وتتوج هذه العلاقة بالزواج وسط ظروف صعبة جداً بمساعدة استاذ جامعي يعمل كتدريسي في كلية الفنون الجميلة ثم تحدث الانعطافة الكبيرة في حياة أمير لتبدأ الأحداث بالتسارع بشكل درامي مثير وفي بلدان عديدة..
الرواية واقعية وكتبت بلغة سلسلة خالية من التعقيد والغموض يعيش القارئ احداثها كأنها فلم سينمائي وهي الطريقة التي اعتمدها الكاتب في كل أعماله السردية وهو الأمر الذي يحسب له.
تبدأ الرواية بمشهد مفزع يذكرنا بأستهلال روايته المهمة (حدائق الرئيس) حيث كان الصندوق حاضراً هنا أيضاً لكن فيه جثة كاملة ليعود بعدها الكاتب بفلاش باك لنعرف قصة أمير مع زهراء والتي استغرفت ربع الرواية .تنقسم الرواية الى عدة اقسام:
القسم الأول: في العراق
القسم الثاني: في اسبانيا.
القسم الثالث: في كولمبيا.
القسم الرابع: العودة الى اسبانيا.
شخصيات الرواية كثيرة ومتشعبة لكنها كلها تدور حول الشخصية الرئيسية (أمير).. فلا وجود لشخصية تهيمن على شخصية أمير.. حتى زهراء وأنضباط ومنهل وكوثر وأيراسيما وهاني وغيرها على الرغم من تاثيرها القوي في الرواية والسبب في ذلك هو أن الكاتب جعل أمير هو من يروي الحكاية وأن يرى الآخرين من خلاله.
الأحداث كانت متشعبة بشكل مدهش ولكن الكاتب كان ممسكاً بها ولم يفقد السيطرة عليها.. بل كان يقود الرواية باحترافية كبيرة.
من المشاهد التي لا يمكن نسيانها.. تلك اللحظات التي خرج فيها أمير من المستشفى حاملاً أميرة الزهراء حتى وصوله الى المقبرة والتي اعتقد ان الكاتب قد فعل أكثر مما يجب فيها.. هذا المشهد كتب بديناميكية وانفعال وعواطف لا يستطيع أن يكتبها إلا الرواة المحترفين.
وكعادة الرملي في بعض أعماله، فأنه ترك النهاية مفتوحة حيث ربما يعود إليها بعد فترة أو لكي يعطي للقارئ فرصة لتخيل ما يحدث..
وطبعاً لابد من قراءة الرواية كي نعرف ماهي العلاقة بين الأبناء والأحذية
"تمضي الحياة بنا دون توقف، ومع كل يوم يمر نشعر بأن وجودنا فيها يقترب من نهايته، ونحن مازلنا لا نفهم معنى وجودنا فيها. لم تكن حياتي سوى أبناء وأحذية. أبناء وأحذية… وكلاهما للآخرين وليس لي".
رواية مميزة وممتعة وتعتبر إضافة جديدة إلى السرد العراقي.

*محسن الرملي كاتب عراقي مقيم في اسبانيا وهو شقيق الكاتب الراحل حسن مطلك.
**رواية (أبناء وأحذية) لمحسن الرملي، صدرت عن دار المدى في بغداد عام 2018.
---------------------------
*نشرت في (المرسى نيوز) بتاريخ 21/12/2018

ليست هناك تعليقات: