الجمعة، 29 مارس 2019

ندوة جمعية المترجمين العراقيين عن محسن الرملي واليخاندرو كاسونا


 ندوة ثقافية في جمعية المترجمين العراقيين بعنوان: `
محسن الرملي واليخاندرو كاسونا: دراسة مقارنة
 
Alejandro Casona y Muhsin Al-Ramli
من: جمعية المترجمين العراقيين
ـــ بغداد ـــ
نظمّت جمعية المترجمين العراقيين يوم السبت 16-2-2019 ندوة عن الكاتب العراقي المعروف محسن الرملي والكاتب الاسباني اليخاندرو كاسونا، حاضر فيها أعضاء جمعيتنا وهم كل من الأستاذ المساعد عصام أحمد ناصر والمدرس محمد هاشم اللامي وأدار الندوة الدكتور قاسم الأسدي.
أستهلّ الدكتور الاسدي حديثه بالترحيب بالحضور الكرام وبالضيفين المحاضرين ومن ثم قدم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لكل من المحاضرين، وبعدها تحدث الأسدي بشكل مقتضب عن العراقي محسن الرملي الذي قال عنه بأنه: من الكتاب الذين نالوا شهرة عالمية على خلفية أعماله ورواياته التي تحاكي الواقع العراقي في مختلف الحقب الزمنية والتي ترجمت الى أغلب اللغات الحيّة. وأضاف الأسدي بأن الرملي حصد جوائز أدبية كثيرة آخرها كانت في أثناء الدعوة التي وجهت إليه من لندن في حفل تكريم المترجم الذي قام بترجمة روايته "حدائق الرئيس" إلى اللغة الإنكليزية والذي أقيم في المكتبة البريطانية يوم الخميس 14-2-2019 
بعدها تحدث الأستاذ المساعد الدكتور عصام أحمد ناصر عن الكاتب العراقي محسن الرملي، وهو عضو جمعية المترجمين العراقيين، قائلا بأن الرملي – الذي ولد في الشرقاط – يتميز بالكتابة باللغة العربية والإسبانية كما تُرجمت بعض من كتبه ونصوصه إلى العديد من اللغات كالإسبانية، الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، البرتغالية، التركية، الروسية، القطالانية، الألبانية، الفنلندية والكردية. وأضاف بأن الرملي ألقى العديد من المحاضرات، وشارك في العديد من الندوات والامسيات والمؤتمرات ومعارض الكتاب في العراق والأردن والمغرب وإسبانيا والبرتغال والكويت ولوكسمبورغ وقطر وكولمبيا والجزائر وليبيا والمكسيك وكوستاريكا والإمارات. واستطرد الدكتور عصام في القول بأن محسن الرملي وفي عام 1997 اسس بالتعاون مع الكاتب عبد الهادي سعدون دار ومجلة (ألواح) في إسبانيا، مضيفا بأنه يعمل حالياً أستاذ في جامعة سانت لويس الأمريكية في مدريد.. كما أقام في الأردن خلال عاميْ 1993-1994 ويقيم في إسبانيا منذ عام 1995 ولا يزال هناك حتي الآن. وتطرّق د.عصام إلى أهم أعمال الرملي وومنها :
حدائق الرئيس: رواية أكثر من رائعة جمعت بين المعذبين والجلاد بين الرئيس والشعب المغلوب على أمره، وفيها استعرض الكاتب مسيرة ستة عقود مرت على العراق مع الحكام وما أصاب الشعب العراقي خلال حكم هؤلاء الحكام وما حدث في العراق من أحداث تمثلت في حرب الخليج وحرب عام 2003 وما تلتها من أحداث.
تمر الأصابع: رواية تحدثت عن ذكريات العراق والطفولة التي عاشها الكاتب وما يدور في اسبانيا في التاريخ المعاصر،  وقد استطاع ان يبرز ما في العراق من أحزان ومن معاناة الشعب العراقي في حياة أشبه بالدمار وعدم الأمان وقلة الاستقرار. تعتبر من الروايات القصيرة والتي اهتمت كثيرا بتوضيح الدكتاتورية التي تسبب فيها الحكام وأوصلوا البلد إلى الخراب.
ذئبة الحب والكتب: رحلة مع الرواية الرومانسية بقلم الكاتب العراقي محسن الرملي، الذي اهتم بشكل أو بأخر بتوضيح إمكانية وجود الحب رغم الظروف القهرية التي يعاني منها العراق، قد يعود بنا الكاتب إلى زمن الرومانسية الجميل في زمن تلاشت فيها الرومانسية، تمنح هذه الرواية الكثير من الثقافة والمشاعر وتفيد كثيرا جميع الأجيال، بما فيهم طبعا المراهقين أو الشباب.
أوراق بعيدة عن دجلة: كتاب يمزج ما بين القصص والشعر، عمل فيها الكاتب بشكل احترافي بالفعل ، فقد لا تفصل ما بين المجموعة القصصية وما بين الشعر الذي بداخلها كما لو أنه عمل فريد من نوعه. لمس الكاتب الأحاسيس بشكل مميز وسرد القصص بشيء من الحكمة والتواصل المستمر مع القارئ ، فلغة الكتابة جعلت القارئ في حالة مستمرة من المتعة وتأرجح في الفرحة والمتعة ما بين الأسلوب القصصي والشعر الرائع للكاتب .
مائة قصيدة كولومبية: كتاب مميز ينقل الأدب الكولومبي وما قدمه الشعراء في كولومبيا وخاصة الشعر الكولومبي المعاصر، قدم الشعراء وأعمالهم وقصائدهم من خلال ترجمته المتميزة للكثير من هذه القصائد الرائعة، رحلة أدبية متميزة لشعر مختلف عن الشعر.
بعدها انتقل الحديث إلى المدرس محمد هاشم اللامي الذي قدّم ايجازا مقارنا عن الكاتبين العراقي محسن الرملي والاسباني اليخاندور كاسونا، إذ وصف أعمالهما بأنها تدور بين واقع وخيال مستمد من المجتمع العراقيّ والإسبانيّ. مضيفا "لذا نجد أنَّ الرمليّ وكاسونا قد صاغا شخصيّات أعمالهما الأدبية من طبقات المجتمع المختلفة، وحاولا في الوقت ذاته من خلال المسرح والرواية أن يقفا عند الأمور السلبيّة والإيجابيّة في كل من العراق وإسبانيا. كما ان ثمّة طابع ذو حقيقة واحيانا ذو خيال يهيمن على إجمالي أعمالهما الأدبية، وهذا الطابع يفضي بالضرورة إلى طرح عدد كبير من الشّخصيّات، ومنها الشخصيّة المحوريّة، أي شخصيّة الذات الرّاوية، وشخصيّات سير غيرية، وهي شخصيّات واقعية في عموم الروايات. تظهر في أعمال هذين الكاتبين مجموعة أنماط من الشخصيّات، فعلى النحو الذي تظهر به شخصيّات إجرامية ومؤذية تظهر شخصيّات إنسانيّة واضحة ومحبة للآخرين.
بعدها عرّج محمد هاشم إلى الكاتب اليخاندرو كاسونا وإلى أهم أعماله الأدبية وهي «البيت ذو الشرفات السبع» و« الشيطان مرة أخرى» و« زهرة الأساطير» و«سيدة الفجر». وأهم مسرحياته وهي( قارب بلا صياد) و(الاشجار تموت واقفة) و(ممنوع الانتحار في الربيع). وقال المدرس محمد هاشم بأن أعماله المسرحية تتسم بالواقع والخيال وهما مزيتان جوهريتان في معظم الأعمال المسرحية للأديب الاسباني اليخاندرو كاسونا، والذي تُرجمت بعض مسرحياته إلى اللغة العربية وعُرضت على خشبات المسرح العالمي والعربي على حد سواء.
ثم انتقل المحاضر محمد هاشم إلى محسن الرملي الذي قال عنه بأن معظم رواياته تدور أحداثها بين المجتمع العراقيّ والإسبانيّ، لذا نجد أنَّ الرمليّ قد تأثّر بالمناخ الإسبانيّ إبان إقامتهُ في إسبانيا، وصاغ شخصيّاته من طبقات مختلفة. في الرّوايات ثمّة طابع سير ذاتي يهيمن على إجمالي الرّوايات، وهذا الطابع يفضي بالضرورة إلى طرح عدد كبير من الشّخصيّات، ومنها الشخصيّة المحوريّة، أي شخصيّة الذات الرّاوية/ الكاتبة، وشخصيّات سير غيرية وهي شخصيّات واقعية في عموم الروايات. وأضاف المحاضر بأن ثمّة شخصيات ثانويّة ظهرت في عموم الروايات، هي محركة للعمل السرديّ، وقد اشتركت مع الشخصيّات الأخرى وقامت بتسيير الأحداث. مثل شخصية (صراط، الجد، البدوي أبو فهدة الدكتور بهنام..... وغيرها). ثم عرّج محمد هاشم على رواية "ذئبة الحب والكتب”، وهي الرواية الرابعة لمحسن الرملي بعد رواياته الشهيرة الثلاث: تمر الأصابع والفتيت المبعثر وحدائق الرئيس.
وأختتم المدرس محمد هاشم المحاضرة بأهم الاستنتاجات التي توصل اليها وزميله الأستاذ المساعد الدكتور عصام أحمد عن الكاتبين محسن الرملي واليخاندرو كاسونا وهي :
محسن الرملي مبدع من مبدعي العراق الذين دفعوا ثمنا غاليا ومؤلما بسبب الديكتاتورية التي حكمتنا لحقبة طويلة، غادر دياره لمنفى إجباري بعدما أصبحت الحياة فى الوطن غير مضمونة، يكتب الشعر والقصة والرواية والمسرح إلى جانب عمله الأكاديمي. الحال نفسه ينطبق على اليخاندرو كاسونا الذي عاش في المنفى حاله حال الكثير من الادباء والمثقفين الاسبان الذين عارضوا السياسة القمعية والديكتاتورية التي انتهجها نظام الجنرال فرانكو تجاه الشعب الاسباني على وجه العموم وتجاه المثقفين المناضلين على وجه الخصوص.
تأثير الحرب على رواياتهم ومسرحياتهم وقصائدهم، يظهر لنا جليا، ولمحسن ديوان بعنوان: (نائمة بين الجنود)، يحكي عن أثر الحروب وله رواية (حدائق الرئيس) التي تتحدث عن المقابر الجماعية التي ارتكبها النظام الديكتاتوري السابق. وبالمقابل لكاسونا عدة اعمال ذكر فيها الافعال الاجرامية التي ارتكبها الجنرال فرانكو بحق الشعب الاسباني .
لغة محسن الرملي مبهجة ومبكية في آن واحد، فيها التشويق والجرأة، كذلك الحال بالنسبة لكاسونا في أغلب اعماله لاسيما المسرحية منها.
انَّ معظم أعمال الكاتب العراقي محسن الرمليّ والكاتب الاسباني اليخاندرو كاسونا تدور أحداثها بين واقع وخيال مستمد من المجتمع العراقيّ والإسبانيّ، لذا نجد أنَّ الرمليّ و كاسونا قد صاغا شخصيّات أعمالهما الادبية من طبقات المجتمع المختلفة وحاولا في الوقت ذاته من خلال المسرح والرواية أن يقفا عند الأمور السلبيّة والإيجابيّة في كل من العراق وإسبانيا.
بعدها فتح باب النقاش للحاضرين الذين أثنوا على المحاضرين لتسليطهما الضوء على مكانة محسن الرملي في المحفل الدولي. ثم قدم الأستاذ المساعد الدكتور سعد فاضل الأمين المالي للجمعية شهادة تقديرية لكل محاضر تثمينا من الجمعية لدورهما في المشاركة في الموسم الثقافي لجمعيتنا الغراء.
*مقال بالانكليزية في صحيفة (المترجم العراقي) عن رواية (أبناء وأحذية) لمحسن الرملي، العدد الثاني شباط/فبراير 2019 بغداد

ليست هناك تعليقات: