الأربعاء، 6 أغسطس 2014

استطلاع رأي عن: الجوائز الأدبية / تجربة الكتابة الروائية

الجوائز الأدبية..

في ظل السجال الذي يدور حولها
«القدس العربي»
 أجراه: صفاء ذياب
....... لكن القاص والروائي العراقي محسن الرملي يقف في صف من ينادي بكثرة الجوائز، «لا أعتقد بأن الجوائز العربية كثيرة إذا ما قارناها بما هو موجود في ثقافات أخرى، ففي بلد واحد فقط من بين أكثر من عشرين بلداً ناطقاً بالإسبانية هناك أكثر من ثلاثة آلاف جائزة أدبية في إسبانيا، من بينها 300 مهمة، وفي فرنسا هناك ما يقارب الخمسة آلاف جائزة من بينها 1500 جائزة مهمة».
موضحاً أن الجوائز الأدبية تخدم الكاتب والناشر من حيث مردودها المعنوي والإعلاني والمادي كما تخدم القارئ بكونها تنبهه إلى أعمال ربما ما كان لينتبه إليها لولا الجائزة، وبالتالي فإن الجوائز إيجابية للأدب والثقافة بشكل عام، أما عن السلبيات التي ترافقها فهي أقل وهي ترافق كل الجوائز في كل الأماكن والأزمنة، والتي من بينها وجود اعتبارات غير أدبية في التقييم أو مصالح وعلاقات وأمزجة أو مصادفات وما الى ذلك، إلا أن هذه المسائل ستضر بالجائزة نفسها قبل أن تضر بالكاتب أو بالأدب الحقيقي، فالجائزة التي تخفق في اختيار العمل الأفضل ستفقد مصداقيتها مع تكرار ذلك، ولا أظن بأن المبدع أو المثقف أو القارئ بغافل عن كل ذلك. «عدا ذلك فإن الأعمال الأدبية الجيدة ستفرض نفسها في نهاية الأمر بغض النظر عن حصولها على جائزة أم لا، وما أكثر الكُتاب والكتب العظيمة في كل الثقافات التي لم تحصل على أية جائزة لكنها وصلت وأثرت بمساحة أكبر من القراء ونالت جائزة الخلود، من هنا فقد أصبح بديهياً أن الجوائز هي ليست مقياساً نهائياً لتقييم جودة وأهمية العمل الأدبي بقدر ما هي وجه من وجوه الدعم له، وأتمنى لو تزداد أكثر الجوائز في بلداننا العربية بأضعاف ما هي عليه الآن».
---------------------
*نشر في صحيفة (القدس العربي) بتاريخ 30/6/2014م لندن.
--------------------------------------------------------------------------------------
 
روائيون عراقيون: تجاربنا خرجت من بئر الواقع
في تجربة الكتابة
صفاء ذياب
August 6, 2014 بغداد – «القدس العربي»: كيف يمكن أن تتحول الذاكرة والبيئة والمجتمع والبيت وهواجس الطفولة والمراهقة والشباب إلى أفكار تؤثر؛ بشكل أو بآخر، على العمل الأدبي، بناءً ولغة وأسلوباً؟ كيف قرأ الروائيون العراقيون تجاربهم؟ وما الذي جعلهم يكتبون أعمالاً روائية وليس جنساً آخر؟ حاولت «القدس العربي» التوقف عند هذه الأفكار وقراءتها من جديد عن طريق الروائيين أنفسهم:
..................
................
رواية الحنين
............. في حين ليس لدى الروائي محسن الرملي -حتى الآن- سوى بضعة قناعات تقليدية ومعروفة تتعلق بالرواية والكتابة، وهي أيضاً عرضة للشك مثل كل الأشياء الأخرى التي يفكر بها. ومن بين أبرز هذه القناعات: أن الرواية، عموماً، هي رؤية للعالم أو للحياة من خلال عرضها لجانب أو لمقطع مجتزأ من هذه الحياة، ويكاد يعجب بكل الروايات التي يقرأها بما فيها التي يعتبرها غيري سيئة لأنه ما من نص في العالم إلا ويوحي بشيء ما ويعني شيئاً ما. والقناعة الأخرى هي أن المضمون هو الذي يفرض الشكل، و«مما لمسته في تجربتي بهذا الشأن أن ثمة تحولات قد طرأت على الأسلوب وفي المراحل التي تناولتها كل رواية، فكانت «الفتيت المبعثر» أكثر تجريباً وتكثيفاً وإيحاءات رمزية، وفي «تمر الأصابع» هيمنت الثنائيات على كل شيء تقريباً من حيث مستوى السرد والزمان والمكان والمواضيع والانشطار النفسي، أما في «حدائق الرئيس» فقد عاد السرد المستقيم المباشر الذي يركز على الموضوعة أكثر من التجريب باللغة، مع أن هذه الرويات الثلاث تشترك جميعها بأنها تتحدث عن العراق وأثر الأحداث والتقلبات السياسية عليه، لكن هذه التحولات في السرد، متأتية من طبيعة محتوى كل عمل بذاته وكذلك متأثرة بتحولات السرد الروائي في العالم بشكل عام».
أما القناعة الأخرى فهي: أن أبرز ما يجب التركيز عليه في المضمون هو الصدق. ولهذا فإن الرملي، كلما شرع بالكتابة بصدق حضر العراق فيما يكتبه. «ليس لأنني شخص وطني متعصب، كما أني لست بصاحب قضية وطنية يكرس كل حياته لأجلها، وإنما، في الأصل هو أمر يخص علاقتي بالكتابة ذاتها، أي أنه هم وجودي يتعلق بمحاولة إيجاد فهم ما لهذا الوجود، لذا فهو يتمحور حول المواضيع الأساسية ذاتها وأولها معضلة الموت وبالتالي بالهموم الإنسانية عموماً، أي أن أكثر ما يهمني هو الإنسان، أوجاعه، أحلامه، تعقيداته، جوانب الخير والشر فيه، لذا فإن ما يحيط به من أشياء وكائنات أخرى وأمكنة وظروف، ما هي بالنسبة لي إلا أدوات مساعدة في محاولة الفهم هذه، وهكذا تأتي ظروف العراق التي عشتها وأعيشها وأعرفها بمثابة حاضنة خصبة لجل كتاباتي وكمناخ خاص، أثر على مجمل حياتي وتجاربي وتكويني ونفسيتي، أحاول من خلاله التفحص والتعبير عن وجوه من هموم الإنسان عموماً».
-------------------------
*نشرت في صحيفة (القدس العربي) بتاريخ 7/8/2014 لندن.

ليست هناك تعليقات: