الجمعة، 20 نوفمبر 2020

مناقشة رواية (حدائق الرئيس) في الموصل

                   مناقشة رواية (حدائق الرئيس) في الموصل

صباح سليم

حضرنا اليوم الأربعاء الموافق ٢٧/ ت١/٢٠٢٠م وهو اليوم السادس من فعاليات معرض الكتاب في ملتقى الكتاب. الجلسة النقاشية لرواية (حدائق الرئيس) تأليف الروائي العراقي المغترب، محسن الرملي، وهو شقيق الروائي الراحل حسن مطلك.

بدأت الجلسة بالتعريف بالرواية ومؤلفها من قبل الشاب زياد طارق، أعقبه الشاب باسل أحمد بقراءة نقدية، مقتضبة للرواية. وأنها اشتغلت على متنها التاريخي منذ بدايتها، إذ تناول الروائي مرحلة تاريخية معينة مر بها العراق، من هنا كانت انطلاقة المخيلة الروائية في صياغة الشخصيات والأحداث، من حيث واقعيتها ولا واقعيتها، أي أنه مارس من خلاله وعبرنا فعل تنشيط أحداث حدثت في فترة من تاريخ العراق، وقد يكون البعض منا قد عايش هذه الأحداث، إن مخيلة الكاتب هنا استطاعت أن تؤسس، مفرداتها أولاً ثم رؤيتها ثانيًا، وقد تحقق هذا عبر مكان معروف له ثبت جغرافي، وأعني به في مسقط رأس الروائي محسن الرملي، وأحداث بينة ضمن حاضنة المخيلة، لكنها مصاغة من رحم الواقع، إلا أن صلة الرواية بالتاريخ قد اعتمدت على المخيلة التي عاشت بعض أحداث الرواية وعلى الأقل في فترة الطفولة بالنسبة إلى الكاتب، والأمر الآخر فإن موضوعها وقضيتها في جوهرها الأصيل أنها اختارت صفحة من التاريخ العراقي الحديث لها خصوصيتها وأهميتها.

أما بالنسبة للعنوان، وهو كما يسميه الحداثويين بـ "عتبة النص" ففي اعتقادي إن عنوان الرواية (حدائق الرئيس)، هو قريب من عناوين بعض روايات الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية "السيد الرئيس" لستورياس. وخاصة في مشهد مأدبة الرئيس الذي قدم به رؤوس مقطوعة لأعضاء حكومته الذين كانوا يدبرون انقلاباً عسكرياً للإطاحة به، حيث ذكر مقدم الرواية الشاب زياد طارق من خلال سرده لبعص أحداث (حدائق الرئيس) بأن رؤوس القتلى كانت تُرسل في صناديق الموز إلى ذوبهم في عام ٢٠٠٦م وكذلك رواية (خريف البطريرك) و(مائة عام من العزلة) لماركيز.

بعد أنهى أعضاء النادي قراءتهم ورؤيتهم الفاحصة والمتميزة للرواية، فُتح باب المداخلات للحضور، فكان هناك تباين بوجهات النظر حول الرواية، فالنسبة للكاتب والمخرج المسرحي د.محمد أسماعيل، كان رأيه بإن ما جاء في الرواية فيه مبالغات كثيرة بسرد الأحداث، ونوه إلى أن الروائي كان خارج العراق، ولم يعش تلك الأحداث التي جاء على ذكرها في متن الرواية.

أما مداخلة الشاعر د.هشام عبدالكريم، فكانت حول الرواية التاريخية والأمانة في نقل الأحداث.. وضرب مثلاً برواية (المسيح يصلب من جديد) للروائي كازنتزاكي. ومن المداخلات المهمة كانت للروائي حسين رحيم، والذي تحدث فيها عن السرد ولغة الرواية، أما مداخلة الأكاديمي غسان عزيز فقد وصف بها الرواية بأنها، سياسية وليست تاريخية... ولقد لفتت نظري المداخلة الرائعة والواعية لرئيس نادي مدارك القراءة المثقف العضوي الشاب عمار حمد والذي يحمل خزيناً معرفياً مبهراً.



ليست هناك تعليقات: