الأحد، 1 نوفمبر 2020

بنيات السرد في روايات محسن الرملي /صباح هرمز


بنيات السرد في روايات محسن الرملي 

صباح هرمز

1ـــ الشخصية:

يقول رولان بارت، معرفا الشخصية في الحكاية بأنها: (نتاج عمل تأليفي) كان يقصد أن هويتها موزعة في النص عبر الأوصاف والخصائص التي تستند الى أسم علم يتكرر ظهوره في الحكي. فالشخصية تعد العنصر الأساس الذي يضطلع بمهمة الأفعال السردية وتدفقها نحو نهايتها المحددة، وأن جوهر العمل الروائي يقوم على خلق الشخصيات المتخيلة)1. أما توماشفسوكي: (فقد ذهب الى حد إنكار كل أهمية للشخصية قائلا: يعتبر وصف الشخصيات وطبائعها من وجهة نمطية، حوافز قارة، أما أفعال وتحركات البطل فهي من نفس الوجه حوافز ميكانيكية)2. بينما: (يميز الناقد الانكليزي فوستر الشخصية الرئيسية بحسب عمقها أو سطحيتها، أي شخصية مدورة أو شخصية مسطحة. ويشرح تودروف المصطلحين فيقول: (إن المعيار الذي بواسطته نحكم بأن شخصية ما مدورة يكمن في موقف الشخصية. فإما أن تفاجئنا مقنعة إيانا فهي مدورة. وإما ان لم تفاجئنا فهي مسطحة. وهي شخصية ثلاثية الأبعاد تتميز بخصائص كثيرة بل ومتضاربة أحيانا. وتميل الشخصية المستديرة الى أن تتطور في سياق الفعل. إذ لا تستقر على حال ولا تصطلي على نار، ولا يستطيع المتلقي أن يعرف مسبقا ماذا سيؤول اليه أمرها، فهي متغيرة الأحوال ومتبدلة الأطوار وتتميز بتغير المواقف وغناء الحركة داخل العمل السردي، وقدرتها العالية على تقبل العلاقات الشخصية الأخرى والتأثير فيها، إذ هي تملأ الحياة بوجودها ولا تستبعد أي بعد ولا تستصعب أي صعب، أنها الشخصية المغامرة الشجاعة المعقدة)3. أما الشخصية المسطحة: (فهي شخصية أحادية البعد تتميز بمدى ضيق ومقيد من أنماط الكلام والفعل والشخصية المسطحة أو المنطقية كما يطلق عليها وهي تدور حول فكرة واحدة أو صفة واحدة يمكن اختزالها والتعبير عنها بجملة واحدة لكونها تبقى على وتيرة واحدة أما شريرة وأما خيرة)4.

يشرح الشيخ عبدالله البستاتي مصطلح الشخصية في معجمه (الوافي) على الوجه التالي:
ـــــ شخص يشخص شخوصا أرتفع و– بصره فتح عينيه وجعل لا يطرف و– الميت بصره رفعه الى السماء فلم يطرف و– ببصره عند الموت كذلك وهو مجاز و– من بلد ذهب . . .

ـــــ شخص الرجل شخاصة فهو شخص بدن وضخم. ـــــ شخص الشيء عينه وميزه عما سواه وشخصه لم يذكره أهل اللغة إلا أن الزمخشري أستعمله في مقاماته وقال سمعت مشخصة أي معينة.

أشخص فلان حان سيره وذهابه يقال نحن على سفر قد أشخصنا أي حان شخوصنا و– فلانا من المكان أزعجه وأقلقه فذهب و– فلانا الى قومه أرجعه إليهم.5

يشتغل محسن الرملي في منجزه الروائي على عنصري التواتر والشخصية وتقنيتي الإيحاء والتناص، موليا أهمية أكبر لعنصري التواتر والشخصية قياسا بالتقنيتين الأخريين الإيحاء والتناص. وذلك من خلال اختلاف الشخصيات مع نفسها ومع الشخصيات الأخرى. وتبرز هذه السمة بالدرجة الأولى في روايته (تمر الأصابع)، وتليها بدرجة أقل في رواية (أبناء وأحذية). وذلك من خلال تمثيل كل شخصية من الشخصيات الثلاث: الجد والأب والحفيد لجيل معين من الأجيال في الرواية الأولى، والتعويل على شخصية هاملت المركبة في قوتها وضعفها في الاختلاف بين السارد وزهراء في الرواية الثانية من جهة، وبين السارد ومانويل من جهة أخرى.

ومثلهما. مثل الروايتين السابقتين تولي رواية (الفتيت المبعثر) الأهمية ذاتها لاختلاف الشخصيات مع بعضها البعض، إذ ما من شخصية فيها من الأشقاء السبعة مع شقيقتهم، تتشابه شخصياتهم مع بعضها. بهدف أن يكسب المتلقي تصورا، أن كل فرد من أفراد عائلة عمة السارد تنتمي الى عائلة عراقية معينة. وهذا ما ينطبق على رواية (حدائق الرئيس) أيضا، إذ بالرغم من الألفة التي تجمع بين الأصدقاء الثلاثة، إلا أن كل واحد منهم يتمتع بمزايا تختلف عن شخصية مزايا صديقيه. فعبدالله كافكا واقع تحت تأثيرات الفكر الوجودي، وإبراهيم الذي بترت إحدى ساقيه في الحرب الإيرانية العراقية، أقواهم بدنا وأكثرهم هدوء وطيبة، أما طارق فأكثرهم عناية بمظهره وشغفا بالقراءة والبنات.
ما عدا في رواية (ذئبة الحب والكتب) يخرج الرملي عن إطار اختلاف الشخصيات الذي أتخذه نهجا لرواياته الأربع السابقة، متبعا نهجا معاكسا له تماما، ألا وهو نهج تقارب الشخصيات مع بعضها البعض، وذلك عبر التقارب القائم بين شخصيتي هيام والمعلم الرفاعي، من حيث رغبة الأثنين بكتابة رسائل على شكل رواية لقراءتها من قبل الشخص الذي تحبه والفتاة التي يحبها. وهذا التقارب لا يقتصر بين هاتين الشخصيتين فقط وإنما يمتد الى الرملي والمرأة السريلانكية، وذلك من خلال هجرة الاثنين من بلدهما والسكن في مكان أقرب الى السجن الانفرادي، كما أن شخصية بشعة تكاد أن تكون نسخة مطابقة لشخصية هيام، ليس لأن جمالها يفوق الوصف بل لأن كلتيهما يشتركان معا في أكثر من صفة.

في رواية (أبناء وأحذية)، كل الشخصيات من نمط الشخصيات المستديرة، ما عدا شخصية الأم فقط شخصية مسطحة. إن السارد (أمير)، لا يكسب نمط الشخصية المستديرة من بداية الرواية، وإنما في وسطها وصاعدا، شروعا من رحلته الى كولومبيا، لاستسلامه لتقلبات زوجته المباغتة، ورضوخه لمطالب أبن خاله مانويل. وانتهاء بعودته ثانية الى باريس، أثر اقترانه بسبع وعشرين زوجة، ولقائه بالأطفال الذين أنجبهم من النسوة اللواتي نسي أسمائهن وملامح وجوههن. كما أن (انتظام) شقيقة أمير، هي الأخرى لم تمنح هذه النمطية الى أن تتمرد على والدها وتلتحق بمانويل وتتزوجه في باريس. أما زهراء زوجة أمير فهي من نمط الشخصية المستديرة على امتداد الرواية، تحديدا من لحظة تمنيها أداء دور هاملت وليس دور أوفيليا الرقيقة، مرورا بانفجارها في وجه أمير، وتخليها عنه، عندما عرفت أنه دفن طفلتيهما دون أن تراها، وانتهاء بزواجها بأستاذها.

أما رواية (تمر الأصابع)، تخلو من نمط الشخصية المسطحة، لذلك فالشخصيات الثلاث، الجد والأب والحفيد، من نمط الشخصيات المستديرة. الجد من خلال تمرده على الحكومة وهجومه على مركز الشرطة مع جماعة من عشيرته لإخراج أبنه من السجن، وحث أهالي القرية للسكن في مكان آخر، والأبن لإدخاله رصاصتين في مؤخرة أبن أحد المسؤولين الحكوميين، ثم مغادرته لقريته قاصدا إسبانيا لإدخال الرصاصة الثالثة المتبقية في جيبه في مؤخرة أبن الرئيس وفاء للعهد الذي قطعه على نفسه. والحفيد بتمرده على أبيه وجده، عبر مغادرة القرية قاصدا إسبانيا.

إن الحفيد يبدو أحيانا من نمط الشخصية المسطحة بجنوحه الى العزلة، وأحيانا من نمط الشخصية المستديرة بإثارته للمشاكل لأهالي العمارة التي يسكن فيها في إسبانيا، ولكن شخصيته المستديرة هذه لا تستقر ولا تبلغ ذروتها إلا في نهاية الرواية، عندما يثور بوجه والده بهدف تخليه عن المشروع الذي جاء من أجله.

في رواية (الفتيت المبعثر)، ما عدا شخصيتي سعدي وأحمد، كل الشخصيات الأخرى من نمط الشخصية المستديرة، كلاهما من خلال عدم تأثيرهما على أحداث الرواية وعلى الشخصيات أيضا. الأول لسقطته في أحضان النظام وممارسته لعملية اللواطة، وعدم معرفته للنطق في ماعدا بجملة (هذا شي حلو أو غير حلو). والثاني لرحيله الى إسبانيا المنعزل فيها عن الناس. أما الشخصيات المستديرة فهي محمود وإسماعيل الكذاب ووردة وعبود. الأول عبر هجرته، والثاني بالتعهد لوردة برفض الحرب والثالث لزواج وردة بإسماعيل تنفيذا لعهده، وعبود لتأثيره في التحولات التي طرأت عليه بانعكاسها على وردة.

أما في رواية (حدائق الرئيس)، مثل رواية (أبناء وأحذية) ما عدا شخصية واحدة، وهي شخصية طارق من نمط الشخصية المسطحة لعدم تحوله كبقية الشخصيات من السلب الى الإيجاب وتعاونه مع النظام. والشخصيات المستديرة هي: إسماعيل الراعي، لتجاوزه حالة الخرس التي أصابته لرؤيته للرؤوس البشرية المقطوعة دون جثث في صناديق الموز. وإبراهيم بفعل مصرعه وسقوطه شهيدا لقيامه بتوثيق الضحايا في القبور التي دفنت فيها. وقسمة لا تتحول الى الشخصية المستديرة إلا بعد اطلاعها على حقيقة طارق زوجها التي كانت معجبة به منذ صغرها، وحقيقة والدها بوصفه بطلا، في نهاية الرواية. كما أن ظاهر هو الآخر من نمط الشخصيات المستديرة بالرغم من كونه دجالا من الدرجة الأولى، إلا أنه من خلال قدرته على أن يظهر بمظهر الرجال الأكابر مع أنه أجبن الناس. وسهيل من نمط الشخصية المستديرة أيضا لقراءته لشخصية ظاهر بشكل جيد، واتفاقه معه على كتمان المواقف المحرجة التي واجهتهما في الحرب الإيرانية العراقية، ومثلهما عبدالله كافكا الذي يرافق إبراهيم في رحلته الأخيرة الى بغداد.

وشخصيات رواية (ذئبة الحب والكتب) هي الأخرى تخلو من نمط الشخصية المسطحة، وإذا كان من شخصية في هذه الرواية من نمط الشخصية المستديرة وبامتياز فهي شخصية هيام، لتأرجحها بين ثلاثا من أخطر النزعات التي تؤهلها أن تمنح بلقب الشخصية المركبة التي توازي الشخصية المستديرة، باعتبارها تتكون من التمرد والعبثية والتصوف.

2ـــ التناص:

(إن التناص هو كل علاقة تكون بين ملفوظين. إن عملين لفظيين أو ملفوظين أثنين، متجاورين الواحد مع الآخر، يدخلان في نوع خاص من العلاقات الدلالية ندعوها نحن علاقة حوارية. والعلاقات الحوارية هي علاقات دلالية بين جميع الملفوظات التي تقع ضمن دائرة التواصل اللفظي. إن التناص ينتسب الى الخطاب ولا ينتسب الى اللغة، ولذا فإنه يقع ضمن مجال اختصاص عبر اللسانيات ولا يخص اللسانيات. وعلى كل حال، فليست كل علاقة بين ملفوظات بالضرورة ذات طبيعة تناصية.).6

-ناص عنه ينوص نوصا تأخر قال أمرؤ القيس أمن ذكر ليلى إذ نأنك تنوص. -ناصه ليدركه بنوصه نوصا حركه. -أناصه إناصة أراده. -ناوصه مناصة ناوشة ومارسه. ومنه المثل ناوص الجرة ثم سالمها أي مارسها وجاذبها وهو يضرب لمن خالف ثم اضطر الى الوفاق7.

تخلو روايتا (أبناء وأحذية) و(الفتيت المبعثر) من تقنية التناص، أما الروايات الثلاث الأخرى: (تمر الأصابع وحدائق الرئيس وذئبة الحب والكتب)، تحتوي بقدر لا بأس به من هذه التقنية. ويأتي في مقدمتها تناص مشهد هجرة أهالي القرية التي يحض عليها الجد في (تمر الأصابع)، مع مشهد رحلة النبي نوح، وهجرة الرسول من يثرب الى المدينة المنورة. فضلا عن تناصها مع رواية آخر الملائكة لفاضل العزاوي، بتحويل حدث عادي الى حدث كبير بالهجوم على مركز الشرطة في كلا الروايتين. كما أن شخصية الأب في تناقضه مع نفسه يكشف عن تناصه مع شخصية بونتيلا في مسرحية بونتيلا وتابعه ماتي لبريشت.

كما أن عملية الرجم بالحجارة ببطل حدائق الرئيس (زكية) بتهمة الزنا، يكشف تناص هذه الرواية مع رواية مائة عام من العزلة من خلال بطلتها (ريميديوس) التي وجهت لها التهمة نفسها. ولكن بقتل الأولى وصعود الثانية الى السماء. والتناص الثاني في هذه الرواية، هو مع رواية مائة عام من العزلة أيضا لماركيز، عبر تأجيل جدة كافكا موتها لحين عودة حفيدها من الأسر. تتناص مع هذه الرواية لا كحدث مستل منها ومشابه لها، بل بوصفها تعول على الأسلوب نفسه المتبع في الواقعية السحرية. ومن منطلق استحالة تصديق توقيت التحكم بموت الإنسان. وتناصها الثالث هو مع مسرحية (أنتيكونا) لأسخيلوس وسوفوكليس، لمطالبة قسمة بدفن جثة والدها، مثلما طالبت أنتيكونا بدفن جثة شقيقها، وكلتاهما يواجهان العقبة ذاتها وهي عقبة السلطة.

أما رواية (ذئبة الحب والكتب) تكشف التناص مع مسرحية (ست شخصيات تبحث عن مؤلف) لبيرانديلو، وذلك من خلال جعل هيام هي الراوية والمؤلف هو السارد الضمني، اتساقا مع الوثيقة الموظفة في استهلال الرواية وتوكيدا لمصداقية وحقيقة وقوعها. كما أنها في تناص مع روايتي العزازيل ليوسف زيدان ورواية تل المطران لعلي بدر، للجوء الأول الى المقدمة التي كتبها باسم المترجم على أن عزازيل رواية سريانية، والثاني للمقدمة التي كتبها بوصف مدينة تل المطران مدينة تابعة لسهل نينوى، وذلك من خلال استخدام الرملي لشاشة الكومبيوتر.

3ـــ الإيحاء:

- أوحى اليه إيحاء كلمة بكلام يخفيه و– بعثه و– فلان كتب و- أشار كأومأ و- بكذا ألهمه به و– نفسه وقع فيها خوف و– كلم عبده بلا رسول و– صار ملكا بعد فقر و– العمل أسرع فيه.

-تواحى القوم توحيا وحى بعضهم بعضا. -أستوحاه حركه وأستصرخه و– الشيء استفهمه و– فلانا دعاه ليرسله. -الواحي أسم فاعل ج وحاة وواحون. -الوحي بالفتح مصدر و– الرسالة و– كل ما ألقيته الى غيرك لتعلمه كيف كان ثم غلب في ما يلقى الى الأنبياء من عند عز وجل وقد يطلق ويراد به اسم المفعول منه أي الموحى وقبل الوحي أعلام في خفاء و– المكتوب و– شرعا كلام الله تعالى المنزل على نبي من الانبياء8.

يوظف المؤلف هذه التقنية فقط في روايتي (أبناء وأحذية) و(حدائق الرئيس). وظف في الأولى سبعة عشر إيحاء، وفي الثانية بلغ عدد الصفحات التي وظف فيها الإيحاء بحدود ثماني صفحات، وهي مجموع الصفحات المكرسة للرقم 20، للعنوان الفرعي الموسوم (باقة ورد وبرتقال).

4ـــ التواتر:

-واتر الشيء مواترة ووتارا تابعة ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة وإلا فهي مداركة ومواصلة. - توتر العصب أشتد فصار كالوتر. - تواترت الأشياء تتابعت وقيل مع فترات. -الوتيرة أيضا المداومة على الشيء وهو مأخوذ من التواتر والتتابع9.

(التواتر هو إعادة رواية المتن مما يؤدي الى ضمور حركة الزمان في الحركات اللاحقة حيث تعاد الخلفية الزمانية والمكانية ذاتها، كما تتكرر الوقائع والأحداث والشخصيات، هذا النظام يعطي للرؤية السردية مكانة أولى في صوغ المتن. إن مستوى التواتر يرتبط بمستوى تكرار بعض الأحداث من المتن الحكائي من مستوى السرد. ويعده جيرار جينيت عنصرا من مقولة زمن القص، ويحدد التواتر حسب العلاقة بين ما تكرر حدوثه أو وقوعه من أحداث وأفعال على مستوى القصة من جهة وعلى مستوى الخطاب من جهة أخرى . . .)10.

في رواية (أبناء وأحذية) تتكرر مفردة (الحذاء) أربع عشرة مرة، ذلك لاحتواء هذه الفردة جثة طفلة السارد التي يحتضنها على صدره كما لو كانت دمية مهداة اليها، وهو في طريقه الى المقبرة ولا يعرف كيف يتصرف معها، لأنه لأول مرة يواجه في حياته مثل هذا الموقف، فضلا عن عوزه المادي. ولعل تصرفه غير الحكيم في دفنها (من وجهة نظر زهراء) قبل أن تشاهدها والدتها الراقدة في المشفى أدى به الى الهجرة الى إسبانيا لطلاق زوجته منه. أي أن المتن الحكائي للسرد ينبني ويرتبط بمستوى تكرار مفردة الحذاء. ولتوظيفها على نطاق واسع من بداية الرواية الى نهايتها، لا لتظهر بمستوى الرئيس للأحداث، بوصفها حبكة الرواية فحسب، وإنما عنوانا لها أيضا.

وإذا كانت من رواية يستخدم فيها الرملي من رواياته الخمس فيض من عناصر التواتر، فهي رواية (الفتيت المبعثر)، وذلك من خلال تكرار جملة (الرجل الذي يستحق الاحترام) أربع مرات، وهي حبكة الرواية، ومفردة القنفذ اثنتي عشرة مرة، والإبرة ثلاث مرات، والجرذ ستا، وبياض الذراع عشرا، والقائد اثنتي عشرة، والعواء خمسا، والألوان ست مرات. أي ما مجموعه ثمانية وخمسين تكرارا.

أما في رواية (أصابع التمر)، يتكرر عنصر التواتر بحدود أربع الى خمس مرات، وذلك عبر اقتران مادة التمر بالجنس، والملاحظ أنه لا يستخدم هذه المادة للفحولة بل للمتعة، وذلك من خلال تمريرها على راحة اليد والأصابع والصدر.

كما أن رواية (ذئبة الحب والكتب) يتكرر فيها عنصر التواتر لثماني مرات التي تدل على أن شخصية هيام ترمز للوطن.

-------------
المصادر:
1-
تقنيات السرد من منظور النقد الروائي. أشواق عدنان شاكر الدليمي. الناشر دار الجواهري. الطبعة الأولى 2014.
2-
المصدر السابق نفسه.
3-
المصدر السابق نفسه.
4-
المصدر السابق نفسه.
5-
المصدر السابق نفسه.
6-
الوافي معجم وسيط للغة العربية. الشيخ عبدالله البستاني. مكتبة لبنان- 1980
7-
نظرية الأجناس الأدبية. دراسات في التناص والكتابة والنقد. تأليف تودوروف. ترجمة عبدالرحمن بوعلي. دار نينوى. الطبعة الأولى 2016.
8-
الوافي معجم وسيط للغة العربية. الشيخ عبدالله البستاني. مكتبة لبنان- 1980.
9-
المصدر السابق نفسه.
10-
المصدر السابق نفسه.
10-
تقنيات السرد من منظور النقد الروائي. أشواق عدنان شاكر الدليمي. الناشر دار الجواهري. الطبعة الأولى 2014.

----------------------------------

*صباح هرمز: ناقد عراقي، من أعماله (روايات عشتُ معها) و(بنيات السرد في روايات محسن الرملي).

*نشرت في (الحوار المتمدن) بتاريخ 29/10/2020م

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697141 

ليست هناك تعليقات: