الخميس، 10 سبتمبر 2020

أدب السجون.. استطلاع: عماد الدين موسى

 

محسن الرملي:

ما كُتب حتى الآن، قليل جداً، قياساً بكثرة السجون في عالمنا العربي

شخصياً، لا أرى في أدبنا العربي ما يمكننا أن نطلق عليه (ظاهرة) أدب السجون، فما كتب حتى الآن هو قليل، بل وقليل جداً قياساً إلى كثرة السجون في عالمنا العربي وكثرة الذين سُجنوا وتنوع تجاربهم وقضاياهم وأنواع التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضوا له، وهذا الكم القليل من الأعمال الأدبية المكتوبة تحديداً عن السجون، رغم جودته، كروايات لعبدالرحمن منيف وفاضل العزاوي وربيع جابر ومصطفى خليفة وغيرهم، لم يستطع أن يشكل سمات وملامح فنية رئيسية معينة، بحيث يمكننا القياس عليها والتصنيف ووضع إجراءات نقدية خاصة بما يمكن تسميته (أدب السجون). أظن بأن ما كُتب من مذكرات ومواد صحفية يفوق ما كُتب من أدب عن السجون. وربما تعود محدودية الكتابة الأدبية إلى أسباب عديدة، منها مثلاً: محدودية هذه الموضوعة نفسها، لأنها أولاً وأخيراً ستدور في مكان ضيق وتصف تفاصيلاً مكررة من معاناة متوقعة، عدم رغبة غالبية القراء بالاطلاع على هذا النوع من الأعمال، قلة الأدباء الذين تعرضوا لهذه التجربة وأرادوا الكتابة عنها، فهناك من يفضل تجاوزها ونسيانها، وضيق هامش الحرية في ظروف ومراحل معينة... أما عن ذِكر السجن وتجاربه كجزء من أعمال أدبية، وتوظيفه داخل بنائها ولصالحه، وليس كموضوعة رئيسية، فهذا موجود بكثرة في أغلب الأعمال الأدبية، فحتى أنا الذي لم أتعرض للسجن في حياتي سوى ثلاثة أيام، كعقوبة روتينية أثناء أدائي للخدمة العسكرية، قد ورد السجن بأشكال مختلفة في رواياتي (الفتيت المبعثر) و(تمر الأصابع) و(حدائق الرئيس) وبعض القصص القصيرة.

-------------------------------

*نشر في (ضفة ثالثة) بتاريخ 6/9/2020م

https://diffah.alaraby.co.uk/diffah/herenow/2020/9/6/%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%86%D8%B2%D9%87%D8%A9-%D9%82%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-1

ليست هناك تعليقات: