الاثنين، 22 يوليو 2019

ذئبة الحُب والكُتب...أطروحات عديدة وأزمنة مختلفة / ولاء علي


ذئبة الحُب والكُتب...أطروحات عديدة وأزمنة مختلفة 

ولاء علي
(ذئبة الحب والكتب) العنوان الأنسب الذي وضعه الكاتب العراقي المغترب في إسبانيا (محسن الرملي) الذي ولد عام 1967 في العراق في قضاء الشرقاط قرية السديرة شمال العراق، مفارقات عديدة للرواية أزمنة متفرقة الربط بين كل من الحاضر والماضي ومستقبل، رواية تملؤها الحكايات والمغامرات تطرق الرملي فيها الى أكثر من زمان ومكان، إنها رواية حُب تدعو للحُب في أزمنة تُهمش الحُب، لذا يهديها كاتبها الى كل الذين حُرِموا من حُبهم بسبب الظروف. (ذئبة الحب والكتب) هي مجموعة رسائل ظهرت في طريق الرملي عند اغترابه في عمان على أحد الايميلات التي وجدها صدفة في احدى مقاهي الحاسبات لامرأة أربعينية تعيش في إسبانيا تبحث عن الحب كانت النقطة المشتركة بين المرأة و(محسن الرملي) اخوه الكاتب (حسن مطلك) الذي تم إعدامه على أيدي أحد الانظمة السياسية آنذاك، (محسن الرملي) أعاد صياغة هذه الرسائل بأسلوبه الخاص وأضاف عليها ما يتحمل الاضافة والأبداع الفكري للرملي خاصة تفاصيل حياته التي عاشها في الأردن وصعوبة هذه الحياة. (هيام) هي بطلة (محسن) التي أعاد كتابة رسائلها وإضافة اليها واقعه المرير في عمان مرورا بالتجربة الأهم في حياته وهي الكتابة.
الحرية، الحب، الكتب، الجرأة، القوة، الضعف والفشل والنجاح، مجموعة المتناقضات التي اجتمعت لتكون لنا في نهاية المطاف شخصية (هيام)، عند مناقشة الرواية مع كاتبها (الرملي)، ذكر مفارقة مهمة، إن شخصية (هيام) ما هي في الحقيقة إلا عدة نساء تم تجسيدهن في شخصية واحدة، فقد أضاف (محسن) على رسائل (هيام) العديد من الصور الأخرى حتى تظهر الرواية بهذه الجوهرة للعديد من النساء في مجتمعنا. جمال حقبة السبعينيات من الموصل إلى البصرة حياة تملئها المغامرة رواية مليئة بالروح، (هيام) الشجاعة التي تتأثر بحياة جدها في الحب الذي كان يطلق عليه بالذئب لكثرة علاقاته الغرامية، لماذا لا أصبح أنا الذئبة؟ فيا لها من ذئبة تخوض غمار الحب مع العديد من الشخصيات كل شخصية تعكر صفو علاقتها به حدث ما. الرواية تصبح ابعد مما تكون عليه كرواية تستند على امرأة أربعينية تكتب ماضيها الغرامي وبحثها عن الحب، الى واقع البلد السياسي المرير كيف كان جمال البلد في سبعينيات مضت وكيف هي في فترة الحروب التي عاصرها العراق والخوف المقيت الذي حل بالبلاد، ومن ثم يمر (محسن الرملي) على ليلة احتلال بغداد 2003 التي صورها (الرملي) بقلم من رعب، ليلة تملئها الدموع والخوف والحسرة على كل ماضٍ وربما على كل ما أتى بعدها.
إضافة إلى كونها رواية اجتماعية تحاول إن تنصف المرأة في ظل مجتمع تسوده الأبوية والسلطوية من قبل الذكور، (هيام) المثقفة التي التهمت أكبر عدد ممكن من الكتب في حياتها ابتداءً برواية (دابادا) لـ(حسن مطلك) ومدارس علم النفس لفرويد والكتب الدينية وغيرها الكثير فهي امرأة عاشقة للكتب. اظهر الرملي المرأة في موضوع القوة والشجاعة. فهي رواية مثقفة عن مثقفين، تبحث في أعماق الكبت والحرمان والمعاناة. وحصلت الرواية على جائزة الشيخ زايد للكتاب، القائمة القصيرة عام 2016.
-----------------------------------
*نشرت في صحيفة (عدسة الفن) العدد 74 بتاريخ 18/7/2019 بغداد

ليست هناك تعليقات: