الاثنين، 3 يونيو 2013

محسن الرملي: توسيع دائرة ثقافة القراءة بتبسيط التراث

محسن الرملي: توسيع دائرة ثقافة القراءة بتبسيط التراث العربي
أكد محسن الرملي عضو اللجنة ان تبسيط التراث يعني أن يقوم نفر من الخبراء والتربويين واللغويين بالنظر في عيون التراث العربي، وقراءتها بعيون تلائم العصر، وتبسيط تلك الكتب بحيث يتم استبعاد المفردات صعبة الفهم والتراكيب والصيغ المعقدة، واستبدالها بمفردات حديثة وجديدة مبتكرة لتكون ملائمة للقارئ العربي اليوم.
وهذا العمل لا يتعلق بفكرة ما يسمى بـ(إحياء التراث)، الذي يعني إعادة تحقيق المخطوطات ونشرها وإتاحتها للباحثين فحسب، وإنما هو شأن آخر مكمل له. تجدر الإشارة إلى أن هذا التبسيط تعمل به وعليه كل الأمم تقريباً ونجد عشرات الصيغ للأعمال الكبيرة ذاتها في تراثها، منها ما يتم فرضه ضمن المناهج ومنها ما يواصل إغراء القارئ المعاصر بقراءته والتمتع به.
تقوم عملية التبسيط على أساس القيام بانتقاء واعٍ لأمهات الكتب العربية (السردية بشكل خاص) قديما، وإعادة صياغتها بلغة معاصرة بحيث لا يحتاج الطالب إلى الرجوع إلى هوامش، أو إلى معاجم لمعرفة مفرداتها، والعمل على إعدادها بشكل مغر وشائق إيجازاً وتقنية وتقديماً) من حيث الأسلوب والشكل)، في ثلاثة مستويات تناسب كل المراحل التعليمية)الابتدائية،
الإعدادية والثانوية (بهدف جعلها متاحة لطلاب اليوم بما يتطابق مع شعار اللجنة (اللغة العربية للحياة)، وهذا الفعل سينقل كتبنا التراثية المتميزة من رفوف المكتبات إلى الحياة، ويساعد دارسي لغتنا من غير الناطقين بها على التعرف على ثقافتنا القديمة، وهو أمر حيوي في تسهيل تعلم اللغة ذاتها.

 الأهداف
جعل أهم ما في كتب التراث القديمة مغرياً ومتاحا لأي قارئ معاصر بلغة وأسلوب معاصرين بحيث يتمكن أي قارئ أن يقرأ كثيرا من الكتب القديمة بأسلوب عصري مناسب. توصيل وتواصل النسغ الثقافي بما يعزز المعرفة بالهوية الثقافية، ويرسخ الاعتزاز بها، ويقوي اللغة، ويحافظ على القيم الجوهرية.
الأعمال المنتقاة وطريقة معالجتها: اختيار أهم الكتب في الثقافة العربية وحصرها وترشيحها وفق معايير يمكن الاتفاق عليها، ومن ثم اعتماد الانتقاء من بينها وفق ما تحمله من قيم إنسانية، ومعرفية، وفنية، وما هو أقرب للمتلقى ويمس مسائل تتعلق بهويته الثقافية الموروثة امتداداً إلى ما يمس حياته المعاصرة، على اعتبار أن التراث عصارة تجارب الأمم، وفيه إجابات عن أغلب أسئلتنا الإنسانية، والتي هي توسيع دائرة القراءة بتبسيط التراث العربي

 أسئلة تتكرر
التنوع في انتقاء الكتب من مختلف الأجناس الكتابية مع التركيز على ما هو سردي/نثري ابتداءً بالأساطير، الملاحم القديمة، كتب الأخبار والقص العربي، قصص الأنبياء، السير والحكايات الشعبية، قصص الحيوان، والمقامات.
انتقاء الأجزاء التي تتضمن مقاطع جوهرية وإنجاز مختارات من كتب عديدة أو لعدة مؤلفين. اختزال المحتوى السردي قدر الإمكان دون الإضرار بخلاصة المحتوى الجوهري العام للكتاب. وضع مقدمات مبسطة وشائقة تعطي فكرة تعريفية عن الكتاب وكاتبه.
إعادة صياغة الأعمال المنتقاة بلغة بسيطة معاصرة، وبعبارات مشذبة يتم تخليصها مما يعيق الفهم كالصور البلاغية التي لا تثير القارئ اليوم، أو المفردات الغريبة النافرة، أو الأحداث الهامشية والاستطرادات المملة.
جعل الأعمال المنتقاة منسجمة من حيث الحجم والشكل مع الصيغ المادية الحالية لأدوات القراءة سواء كانت ورقية نصية أو ورقية مصورة، أو إلكترونية نصية، أو إلكترونية مصورة أو إلكترونية مرفقة بمشاهد متحركة و(فيديوهات)، وما إلى ذلك وفق تطورات الوسائل العصرية.
مراعاة المرحلة العمرية عند تصميم الكتاب المبسط من حيث تقنيات الأسلوب، وجاذبيته شكلا وحجما، وجعله مناسبا للفئات المدرسية:
- المرحلة الابتدائية: أن تكون مكونة من نصوص قصيرة لا يزيد عدد الصفحات على الثلاثين، مصحوبة بالرسومات والصور فضلا عن الخيال.
- المرحلة الإعدادية: بحيث تكون متوسطة من حيث نسبة الخيال والواقعية فيها، ومن حيث الحجم، ويفضل أن لا يزيد عدد صفحاتها على السبعين صفحة، وتقليل الصور والرسومات.
- المرحلة الثانوية: إعادة صياغة النصوص القديمة إلى اللغة المعاصرة، مع التصرف بتعديل أو حذف تقنياتها القديمة، كالمداخل التي تقول حدثني فلان عن فلان أن فلان، والاستطرادات في نسب الكاتب أو المروي عنهم وانتماءاتهم وشيوخهم.. الخ.
-----------------------------
*نشرت في صحيفة (البيان) الإماراتية، العدد 12018 بتاريخ 14/5/2013م
 

ليست هناك تعليقات: