السبت، 12 نوفمبر 2022

عن رواية حدائق الرئيس / مارينا سوريال

 

رواية حدائق الرئيس للكاتب محسن الرملي 

مارينا سوريال

تعتبر رواية حدائق الرئيس من أقسى ما كتب الكاتب العراقي محسن الرملي. فهي رواية لا تتعدى الثلاثمائة ورقة لكنها تلخص حال العراق منذ الخمسينات وحتى أحداث الغزو الأمريكي لعام ٢٠٠٣.  ومحسن الرملي هو كاتب ومحرر ثقافي له العديد من الكتابات الصحفية والأدبية. وقد اختار اسبانيا مكان للاستقرار منذ منتصف التسعينات.

ويقول إنه وجد في الكتابة سلواه في الحياة ومحاولة الاجابة عن سؤال وجودي وهو لماذا نحن هنا؟

فيقول إن الإجابة صعبة جدا وسهلة جدا سهولتها تكون في القول بأننا لا نعرف. لكنه وجد طريقه ما من خلال الكتابة في أن يجعلها هدفا في حياته وان ينجح في إثارة اعجاب القراء الذين لا يعرفهم سوى من خلال قراءتهم لنصوصه الأدبية والكتابة هي الحياة التي اختارها ولا يجيد فعل شيء آخر سواها لذا اعطاها حياته وجعل منها وسيلة لكل شيء.

أما عن رواية حدائق الرئيس

الرواية حزينة جدا ومقبضة فهي تتناول حياة ثلاث اشخاص ولدوا في أوقات متقاربة لتنشا بينهم صداقه ممتدة طوال العمر ولكن الرواية تبدأ على حدث صادم بالقول إن القرية لا يوجد بها موز ولكن في صبيحة يوما يتم العثور على تسع صناديق بها موز ورؤوس لتسع أشخاص من القرية أصبح التعرف على بعضهم صعبا بسبب التعذيب قبل القتل أو التمثيل بالجثة بعد قتلها وهنا يتم اكتشاف ابراهيم والد قسمه بينهم.

ومن هنا تبدأ حكاية أبناء شق الأرض وبالتحديد عبدالله كافكا المنسوب للروائي الشهير كافكا صاحب المعروف باتباع نظرية العدم والوجودية وهو ما يكون عليه عبدالله الذى ولد لقيط لكن تبنته أسرة ولكن يرفض من قبل أهل حبيبته بسبب أنه مجهول النسب نرى عبدالله يذهب فى حرب الثمانينات ضد ايران لكنه لا يعود لأنه يصبح اسير يظن الكل أنه ميت.

لكن بعد سنوات طويلة من العودة للقرية يكون أشبه بالميت فهو لا يفعل سوى تناول الشاي وشرب النرجيلة فلم يعد هناك فارق بينما هناك طارق الذي يعيش حياته بعد أن ساعده نفوز والده عكس أصدقاءه فيعيش دون أضرار جسيمة أما ابراهيم فبعد فترة الثمانينات يجد نفسه في أحداث التسعينات ودخول الكويت لكنه يفقد ساقه ليجد بعدها فرصة للعمل في حديقة الرئيس وتنقلب حياته رأساً على عقب فيتحول للسعي للثروة من أجل ابنته الوحيدة التي تحلم بحياة أفضل حتى تأتى أحداث ٢٠٠٣.

فيبدأ رحلة مقدسة في محاولة توصيل أهالي الأشخاص المفقودين بأماكن تم دفن جثمانهم فيها دون أن يعلم أحدا بذلك لينتهي به الأمر قتيلا، أما مأساة عبدالله كافكا فتكبر بعد أن يعرف من والده وهو الرجل الذى اعتدى على أمه وتركها للقتل ورحل فيعود ولكن مع الغازي الجديد أنها رواية ثقيلة جدا تلخص محنة لها اكثر من أربعين عاما يتركنا بها الكاتب تائهين من ثقل ما حدث للأبطال والمدينة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مارينا سوريال: كاتبة مستقلة عملت كمحررة في عدد من المواقع الإليكترونية الإسكندرية ثم فازت روايتها (دروب الآلهة) بجائزة مكتبة الإسكندرية في دورتها الأولى، كما أن لديها روايتين منشورتين هما (أيام الكرمة) و(بدوية).

https://alumniyat.net/4797659 

ليست هناك تعليقات: