قرأتهما:"تمر الأصابع"
و"ذئبة الحب والكتب" روايتين رائعتين لمحسن الرملي
عزيزي محسن الرملي...
انتهيت من قراءة روايتيْك "تمر الأصابع" و"ذئبة الحب والكتب"
وهما من الأعمال الأدبية التي تستحق القراءة والتمعّن... وكانت هذه المرة الأولى
التي أقرأ لك بها نصوصا سردية فوجدتـُك متمكنٌ من اللغة ومن الحبكة المُحكَمَة
والسلاسة السردية والعمق الإنساني ذو الجانبين الرهيف والرهـيب. كما وجدتك وفـيا
لشعبك وأهلك مهما عصفت بك الحياة ومهما لفظك الوطن العراقي العربي كما لفظ
الملايين من أبنائه قبلك ويلفظهم بعدك. وفي نظري فإن من لا وفاء فيه لوطنه وأهله، مهما
جاروا عليه، لا يستحق الإحترام ولا الوئام.
عثرتُ على الروايتين، وكنتُ أبحث عن كُتُبك، في المكتبة الأهلية في عمّان، في منطقة العبدلي، والتي من المؤكد أنك تعرفها بعد أن اكتشفتُ من قراءتي لروايتيْك أنك خبـِرتَ الأردن وهِـمتَ في شوارع عمّان وشعاب إربـِد. ولم أكن أعرف من قبل شيئا عن مرحلتِكَ الأردنية فكانت مفاجأة وصُدفة سارّتيْن أن أجد في روايتيْك كل هذه الأماكن المألوفة لي في الوقت الذي كنتُ فيه جوّالا في ذات الشوارع والمراتع.
بدأت قراءة الروايتيْن في عمّان ثم واصلتُ قراءة الروايتين، الأولى ذات التمر والثانية ذات الكتب والحُب، في أوتاوا (كندا)، لأنهيهُما قبل قليل في تونس.
عثرتُ على الروايتين، وكنتُ أبحث عن كُتُبك، في المكتبة الأهلية في عمّان، في منطقة العبدلي، والتي من المؤكد أنك تعرفها بعد أن اكتشفتُ من قراءتي لروايتيْك أنك خبـِرتَ الأردن وهِـمتَ في شوارع عمّان وشعاب إربـِد. ولم أكن أعرف من قبل شيئا عن مرحلتِكَ الأردنية فكانت مفاجأة وصُدفة سارّتيْن أن أجد في روايتيْك كل هذه الأماكن المألوفة لي في الوقت الذي كنتُ فيه جوّالا في ذات الشوارع والمراتع.
بدأت قراءة الروايتيْن في عمّان ثم واصلتُ قراءة الروايتين، الأولى ذات التمر والثانية ذات الكتب والحُب، في أوتاوا (كندا)، لأنهيهُما قبل قليل في تونس.
رواية "تمر الأصابع" هي أكثر بكثير من رائعه، لاسيّما لما
اجتمع فيها من تجربة حميمة جمعـت بين العراق والأردن وإسبانيا بل لما فيها من
إطلالة حميمة على العلاقة بين الأب وابنه وعلى مشاعِر الإبن تجاه أبيه. السطور عن
الإبن طفلا راكبا الحمار خلف أبيه في ريف عراقي مسّـت شغاف قلبي لما فيها من دمع
رقراق استحال كلمات رقيقة، هذا ناهيك عن وصف مشاعر الإبن الرجُل إثر الصفعة القوية
التي تلقاها من أبيه في مدريد العتيقه وهو وصفٌ أقلُّ ما يقال فيه أنه بديع بقدر
ما هو مؤلم. وهكذا تجري هذه الرواية من موقف لموقف ومن صورة لصورة معظمها بمثل هذا
العمق والروعة والألم. ومن السماء السرديّه الحَدَثـيه لنجيب محفوظ وميغيل ديليبس في مُعْظم
"تمر الأصابع" (من وجهة نظري) إلى البراري السرديّة لإبراهـيم نصر الله
وأومبيرتو إيكو وأنطونيو غالا في "ذئبة الحب والكتب" هذه الرواية
الحداثية عسيرة التأليف كمخاض طويل، والصعبة القراءه، فلا يقدِر على قراءتها إلا
القارئ المتمرّس الذوّاق الذي لا يبحث عن الحَدَث بقدر ما يبحثُ عن الحَديث حتى
ولو كان بمثابة مونولوج ثنائي بين رجل وامرأة يجري كما الخطين المتوازيين إذ ليس
لهما ثمة نقطة تماس حتى اللانهاية، ولا ثمة لمسة واحدة بين صاحبيْه حتى النهاية.
طبعا بإمكاني أن أكتب الكثير عن هذين الكتابين، واختصارا أقول:
يتعيّن على المثقف العربي قراءتهما.
تهانيّ صديقي العزيز محسن الرملي وسأحاول في تونس العثور على "حدائق الرئيس" و"الفتيت المبعثر" لمتابعة التواصل معك عبر ابداعاتك التي تنبأ بروائي كبير في مستقبل الأيام لن يقلّ أهمية في عالم الأدب عن الأسماء المعاصرة الخالدة آنفة الذِّكر.
تهانيّ صديقي العزيز محسن الرملي وسأحاول في تونس العثور على "حدائق الرئيس" و"الفتيت المبعثر" لمتابعة التواصل معك عبر ابداعاتك التي تنبأ بروائي كبير في مستقبل الأيام لن يقلّ أهمية في عالم الأدب عن الأسماء المعاصرة الخالدة آنفة الذِّكر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سعيد العلمي: كاتب وإعلامي فلسطيني، يكتب بالعربية والاسبانية،
من أعماله: المؤتمر، مريم، سنابل الحياة، سنابل الندى
وسنابل الشرر.www.annawras.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق