قراءة في:
الأدب الإسباني في عصره الذهبي
- د.محسن الرملي
مؤمن الوزان
يكتب الدكتور محسن الرملي في تقديمه للعصر الذهبي الإسباني:
"... حيث لا يمكن اعتبار الكاتب شاعرا
إلا إذا كان ملما بالعلوم واللسانيات ويمتلك العقيدة أو المنهج الفكري المبدئي لمعرفة
التقليد. وكما في في مشهد أريستوفانيس؛ يجب على الكاتب أن يكون مثل النحلة التي تمتص
الرحيق من زهور كثيرة ومن ثم تكون عسلها الخاص. كما يجب أن يحفظ في ذاكرته أعمال الشعر
والنثر التي تترك انطباع جيدا في نفسه بجمالها وأفكارها، إذ يجب عليه أن ينوع على ثيمتها
في كلماته.
ونجد شيئا مشابها يرد على لسان جار الله الزمخشري
-الذي عاش في القرن الخامس للهجرة في ظل الخلافة العباسية والتي تعتبر من العصور الذهبية
للمسلمين- في كتابه "ربيع الأبرار": "إن من لا يعلم إلا فنا واحدا من
العلم ينبغي أن يسمى خصي العلماء" ويضيف الدكتور مصطفى جواد معلقا على هذا القول
في كتابه قل ولا تقل (الجزء الأول- ص. 82-83)
والسبب في ذلك أن الوقوف على علم واحد عند القدماء كان عجزا وعيبا.
*الأدب الإسباني في عصره الذهبي
هذا البحث الكبير والدراسة الشاملة للأصناف الرئيسة
الثلاثة (الشعر والمسرحية والرواية) في الأدب الإسباني في عصره الذهبي (النصف الثاني
من القرن السادس عشر والنصف الأول من القرن السابع عشر) ألا إنه بصورة عامة يشمل هذين
القرنين. ويُقسم هذا الكتاب إلى قسمين رئيسين الأول هو عبارة عن دراسة نقدية تحليلية
لهذين القرين سواء على المستوى الاجتماعي والتاريخي والسياسي أو المستوى الأدبي من
خلال استعراض أبرز الأدباء والشعراء الأسبان، والتعريج على أولئك الذين لم يسلط الضوء
عليهم كذلك، وشمل القسم الآخر من الكتاب، ثلاثة أبواب: هي عبارة عن مختارات قصصية وشعرية
ومسرحية. وقام بهذا العمل الكبير سواء بالترجمة أو التقديم والعرض الدكتور الروائي
محسن الرملي. والذي قام بعمل جبار ومجهود كبير، خاصة وهو يذكر الصعوبات والعراقيل التي
واجهته أثناء الترجمة لهذه النصوص التي تعتبر في وقتنا الحالي لغةً وتراكيب؛ تاريخية،
وقراءتها إلى قواميس ومعاجم تساعد على الفهم، فكيف بالترجمة! على أية حال، فإن هذا
الكتاب وما يحتويه من مادة ضخمة، تكفي لأن تكون مرجعا للباحثين والدارسين، فيتم تقديم
الكتاب بنظرة تاريخية حول الأوضاع السياسية التي كانت دائرة في القرن السادس عشر، والخلافات
التي كثرت في البلاط الملكي الإسباني، خاصة حين نعرف أن هذه المملكة أو الممالك قامت
بعد الدولة الأندلسية التي استمرت على هذه الأرض لأكثر من ثمانية قرون، لذلك فإن الأجواء
والصيرورة لهذه المجتمع ما زال -حديثا- إن جاز لنا القول، وفي الوقت ذاته فأهله مرتبطون
بمن سبق، مما يعطي لهذه المرحلة في التاريخ الإسباني في أصعدته كافة، ميزة متفردة على
المستوى الأوروبي المحيط، ومحاولة العودة والانتشال بعد قرون من الفوضى عاشوا فيها
"كأسبان بهويتهم الخاصة" كل هذه الأسباب ألقت بظلالها على الأدب الذي كانت
إسبانيا والبرتغال تربة خصبة لنشوء العصر الباروكي وهذا ما يشير له مصطلح باروك ذو
الأصل البرتغالي، والنتائج في العصر الوسيط (1550-1650) تقريبا، كانت ثرية جدا بما
أضافت له للأدب الأسباني خاصة والأدب الأوروبي والعالمي عامة. لذا ينقلنا هذا الكتاب
في رحلة امتدت لأكثر من قرنين نقف فيها ومعها على أبرز الظواهر الأدبية شعرا ونثرا،
والتعرف على أبرز الأدباء الإسبان، والذين لا يمكن حصرهم باسم أو اسمين لكن ما يجمع
عليه الجميع ألا وهو اللؤلؤة الكاملة ميغيل دي ثربانتيس الشاعر والروائي والمسرحي صاحب
الرواية الخالدة والتي ما زالت تقرأ حتى اليوم "دون كيخوته" والتي كما يذكر
الرملي في تقديمه لهذا الأديب بأن قال "أنا أول من كتب الرواية باللغة الإسبانية"،
يُلحق التقديم لهذا الروائي حديث عن روايته الشهيرة الكيخوته. وكذلك الشاعر غارثيلاسو
دي لابيغا والمسرحي تيرزوا دي مانيلا صاحب المسرحية الشهيرة "محتال أشبيلية والتمثال
الضيف" أو ما تعرف بالـ دون جوان أو خوان، وهي المسرحية التي تأثر بها المسرحي
الفرنسي الشهير موليير.
ومن الأشياء المهمة التي تذكر في الكتاب ما يخص العمل
الأدبي (سيليستينا/ القوادة) أو ما يعرف بصاحبة الماخور، والتي يميل البعض لكونها رواية
كما نجد هذا الشيء لدى كولن ولسون في كتاب فن الرواية، لكن للرملي رأي آخر إذ يعلل
رأيه بأنها مسرحية وليست رواية بـ: العمل بمجمله يعتمد على الحوار بين الشخصيات، ويتمحور
الموضوع حول علاقات عاطفية غير شرعية كونها لا تقود إلى الزواج. كما أن الحدث يقتصر
ضمن وحدة زمنية قصيرة، هذه المواصفات وغيرها تجعل العمل ضمن إطار المسرحية الإنسانية
-والتي كانت عادة ما تقرأ بصوت عال ولا يتم تمثيلها- وهي وريثة لبلاوتو وتيرينثيو من
حيث مضمارها العالمي، كل ذلك يبرر تصنيفها ضمن الأعمال المسرحية أكثر من كونها رواية.
وبعد تقديم وتحليل لأبرز ما في هذين القرنين على المستوى
الأدبي، ننتقل إلى القسم الآخر من الكتاب والذي كان عبارة عن مختارات قصصية، وشعرية،
وثلاث مسرحيات قصيرة أو ما تعرف بـالإنتريميس
ENTREMES، والتي يعرفها الرملي، بأنها نوع من المسرحيات القصيرة التي كانت تمثل قديما
بين فصلي المسرحية الرئيسين، وكلمة إنتريمس تعني المشهيات -من المخللات- وهي تكون مسرحيات
من فصل واحد -كما في الفودفيل الذي شاع في القرن التاسع عشر- هدفها المتعة والتسلية
كما نجد هذا في مسرحيات الكتاب الثلاثة (قاضي الطلاق، انتخاب رؤساء بلدية داغانثو، ومسرح العجائب). قام بترجمة هذه المختارات الرملي
أيضا، ليثري الكتاب والقارئ العربيين بالمزيد من ينابيع الإبداع وفتح نافذة على الآخر.
وحين نقرأ هذه المختارات الأدبية نجد أنفسنا بحضرة
أدب غني وثري بالإبداع والأصالة، والجمال والحكمة والعبرة والعظة، ويكشف لنا عن أدباء
أفذاذ بعقول وخيالات وأفكار إبداعية قليلة نظائرها، كما ونجد في القصص الإسبانية التأثير
العربي الواضح وهذا ما يؤكده الرملي عن التأثر بأدبيات عربية كألف ليلة وليلة وكليلة
ودمنة، هذا ما يضفي لهذه القصص لمسة يستشعر بها القارئ خاصة تلك التي تحمل العبرة والحكم
وتذكرنا بأخبار الأذكياء وأخبار الأغبياء كتابي أبو الفرج بن الجوزي. وكذلك المواضيع
التي تخص بعض القصائد التي تفيض حبا وعاطفة نقيين وهو كالحب العذري، النزيه العفيف،
الذي كان شائعا في قصائد شعراء العرب والأندلس، كل هذا يضفي للأدب الإسباني في عصره
الذهبي لمسة خاصة تجعله قريبا من الأدب العربي وقارئه.
إن الترجمة الشعرية في عمومها يكاد يكون هناك إجماع
على أنها أصعب أنواع الترجمات، إن لم تكن في كثير من القصائد ضمن المتسحيلات؛ فلا أن
يمكن أن تترجم القصيدة دون أن تفقد القصيدة رونق ونظام لغتها الأصلية، وهذا ما يمنح
الشعر خاصية متفردة في كل لغة تضم الأوزان وبحور الشعر والإيقاعات والقوافي والأصوات،
وجرس ورنين كلمات كل لغة، التي تختلف من لغة إلى أخرى، ومن أسس نظم الشعر في أدب إلى
آخر، وتزداد الصعوبة حين تتم الترجمة بين الأبجديات المختلفة، فالترجمة من الإنجليزية
إلى الهولندية أو العكس هي أسهل نوعا ما من الترجمة من هاتين اللغتين إلى العربية،
وكذا الحال مع بقية الأبجديات.
وتقاس جودة المترجم في ترجمته الشعرية على ما يوصله
للقارئ في لغة القصيدة الجديدة، من روح وموسيقى ومعنى الشعر، وهي مهمة لا نجاح كامل
فيها، يشوبها الخلل بل سمته إياها. في كتاب الأدب الإسباني في عصره الذهبي، الكتاب
الذي قام بكتابته وترجمة مادته الدكتور الروائي محسن الرملي وتقديمها إلى القارئ العربي،
وهو من الكتب المهمة التي تتناول الأدب الإسباني في القرنين السادس والسابع عشر، أو
ما يعرف العصر الوسيط بينهما بالعصر الذهبي. الكتاب الذي ينقسم بصورة رئيسة إلى ثلاثة
أقسام (الشعر والمسرحية والرواية) يسبقه دراسة نقدية وتحليلية لهذه الأقسام وأبرز روادها،
وحديثي فيما يخص الشعر والنماذج الشعرية من العصر الذهبي التي تم ترجمتها في الكتاب
والتي توزعت على طوال أكثر من مئة صفحة خصصت لهذه المختارات في الكتاب. يقول الرملي
في تقديمه لهذه المختارات والصعوبات التي واجهها:
أما عن هذه الترجمة،
فبمقدار ما سعينا فيها إلى الشمولية لتضم أكبر عدد ممكن من شعراء (العصر الذهبي) بقدر
ما تزداد فيها الصعوبات، حيث إن هذا التنوع في التيارات والمراحل والشعراء يؤدي بالمقابل
إلى تنوعات متشعبة أخرى في الأساليب والمواضيع والمفردات، الأمر الذي لا يمكن مقارنته
بعملية ترجمة نصوص عديدة لمؤلف واحد يمكن الإلمام بسيرته ورؤيته ولغته.. هذا إذا ما
أضفنا إلى ذلك تلك الصعوبات الموجودة أصلا في عملية ترجمة النصوص القديمة لكون لغتها
قد أصبحت موغلة في البعد الزمني عن لغة اليوم بعد أن طرأت عليها تحولات كبيرة، حيث
أن القارئ الإسباني نفسه يواجه صعوبة في فهمها بعد أن اندثرت منها كلمات كثيرة، وتغيرت
معاني كلمات أخرى مثلما تغيرت تراكيب الجمل وبناءاتها، فليجأ، مثلما فعلنا نحن، إلى
القواميس والشروحات.
ومما سبق نستنتج قبل أن نقرأ أن ما ستصل له أبصارنا
نماذج شعرية قد تعرضت لمعادلات كيميائية لغوية معقدة ليتم الحفاظ على سلامتها اللغوية
والتعبيرية والتركيبية، لكننا في المقابل نجد ترجمة أقل ما يقال عنها أنها بديعة، وقصائد
شعرية تحمل من الجمال والبلاغة والصور الشعرية والتنويعات الوصفية والخيال الإبداعي
الفذ، وتصوير الحالات النفسية والمشاعر التي تختلج في نفوس قائليها، حتى تصفق لهذا
الجموح في الخيال والتميّز. لكننا هنا نكون بحضرة سؤال مهم كيف وصلت لنا كل هذه الأحاسيس
والتفاعلات مع القصائد والنماذج الشعرية، بل وحتى تُشنّف آذاننا لرنين الكلمة ونُصغي
لصدى جرس عباراتها؟ يقول المترجم المصري هشام فهمي -الذي ترجم ويُترجم سلسلة روايات
صراع العروش- بأن إعجاب القارئ بالمؤَلَّف تعني أن المترجم قد أدّى دوره بالتمام، لذلك
لا داعي للحزن إن نسى القارئ شكر المترجم. ونحن في حضرة هذه القصائد نجد أنفسننا مجبرين
على التعبير عن امتناننا وشكرنا للرملي على هذه الإبداع في الترجمة.
والآن مع بعض المقتطفات
الشعرية التي ترد في المختارات:
لقد سلبتِ مني في ساعة
كل الخير الذي وهبتني في السابق
فخذيني، إذًا، مع المساوئ
التي تركتني فيها
وإلا فسوف أشك؛ بأنك
قد وضعتني
وسط خير عميم.. لأنك
ترغبين
برؤيتي ميتا وسط ذكريات حزينة!
**
لا أحد يستطيع أن يكون سعيدا
يا سيدتي.. ولا تعيسا
إن لم يكن قد رآكِ
لأن المجد الذي سيراه
سيفقده في لحظتها
حين يدرك أنه لا يستحقكِ
وهكذا فإن الذي لا يعرفك
لن يستطيع أن يكون سعيدا
يا سيدتي.. ولا تعيسا
إلا إذا رآكِ!
**
لقد أخذتني الأحداث
إلى موت مؤكد
.. الذنب ذنبكم وأنا من يعاني!
**
دخلت في الحقل
كي أتصارع مع رغبتي
ضد نفسي كنت أحارب
فدافع عني يا رب من نفسي
والعقل يحاول تقويمي
إصرار مع إصراري
لكن الحرب تعاود أيضا
ويداي على رأسي
منتظرا هنا من ينجدني
ينجدني من لا أحد، ينجدني من هذياني
لأنني أنا من يحارب نفسي
فدافع عني يا رب من نفسي!
**
آه.. مني
فلأمت بعد أن أراك
وآه.. منك
يا من سيسألك الرب!
كنا ضدي، نحن الاثنان؛
أنا الذي أموت بمن ينساني
وأنت بانتزاع الحياة
ممن يموت بك
بالنسبة لي
سأبقى مطفأً هكذا
ولكن أنت
ماذا ستقول للرب؟
إذا كان اعتذاري مجديا
فإن موت بك هو اعتذاري!
**
وجهك أغلى من وجوه الملائكة
لهذا فهو يمنحني السلام الذي عليه السلام
**
إن الذي يموت جوعا في النهارات
ستطعمه الليالي أحلاما لذيذة،
وحيدا، هناك، في الجبل على صخرة
**
أنت جزء من إسبانيا، لكنك أفضل منها كلها!
**
آه.. فبالرجال وحدهم تكون البلاد عزيزة ومجيدة
**
نحّى آلامه هناك
وهو ينظر
إلى فتاته السعيدة
مقارنا ما عليه من هموم
بما عليه هي من بهجة
**
ومما يضاعف حزني؛
أن تفكيري يتعقد
أنك لم تكوني تحبينه
فإنه هو الذي سيحبك إذا رآكِ
وهذه حقيقة، لأن الحب يعرف
بأنه منذ أن طعنتني
ومن أجل مزيد من الإيلام..
ينقصني منافس أقوى مني!
**
لأنني أعرف جيدا بفضل آلامي؛
أن الذي يخشى الخب
لن يخيفه أي خطر آخر!
**
آه.. أيتها الليلة التي قدتني.
آه.. أيتها الليلة التي هي أعذب من الصبح
آه.. أيتها الليلة التي جمعت عاشقا بمعشوقه
معشوق في العاشق ذاب!
**
آه.. يا نداء الحب الحي
يا من تجرح بحنان
أعمق صولجان في روحي!
**
أطالبك بالعدل أيتها السيدة
كوني منصفة
فإما أن تحبيني كما أحبك
أو.. أن تقتليني!
**
ذلك قد يأتي أو لا يأتي
ذاك قد يخرج أو لا يخرج
فلا شيء يساوي فرح العشق!
**
هذه الحياة بالغة الحزن والمرارة
فهي للمعاناة طويلة
وللسعادة قصيرة
**
فأنت الذي تدفعني يا مولاي
تحركني رؤياك على الصليب
مقيدا ومهانا
تدفعني رؤية جسدك الجريح
يدفعني ما لاقيته من سخرية.. وموتك
يدفعني، في نهاية الأمر، حبي لك
أحبك إلى الحد الذي حتى لو لم تكن ثمة جنة
فسوف أحبك
وحتى وإن لم يكن ثمة جحيم فسوف أخشاك
ليس عليك أن تعطيني لأني أحبك
فأنا وإن كنت أنتظر عطاياك.. لا أنتظرها
.. فأنا أحبك وسأبقى أحبك
*طرائف اللصوص ما بين الماضي والحاضر
قبل أيام مجموعة من اللصوص يحاولون سرقة متجر ولكن
صاحب المحل يطلب منهم العودة مساء، وبالفعل قاموا بتنفيذ طلبه وبعد اتصاله بالشرطة
قاموا بانتظار اللصوص وإلقاء القبض عليهم بعد أن عادوا! كما في الفديو أدناه
ونجد قصة مشابهة يذكرها الرملي في كتابه الأدب الإسباني
في عصره الذهبي، للكاتب خوان دي تيمونيدا (1520-1583) ومتن القصة التي تحمل الرقم
37:
حاول بعض اللصوص خلع باب بيت كي يدخلوا لسرقته، وعندما
أحس صاحب الدار بما كانوا يفعلونه، أطل عليهم من أحدى النوافذ وقال: أيها السادة، اذهبوا
الآن وتعالوا بعد قليل.. لأننا لم ننم بعد.
https://www.youtube.com/watch?v=a4dkGVYdsWE
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مؤمن الوزان:
كاتب ومترجم عراقي يقيم في بلجيكا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق