واقع الأدب العربي المترجَم إلى الإسبانية
د.محسن الرملي
ـ مدريد ـ
إن حال الأدب العربي المترجم إلى اللغة الإسبانية أضعف مما هو عليه في لغات أخرى كالإنكليزية والفرنسية والألمانية، هذا على الرغم من أهمية هذه اللغة واتساع رقعة البلدان الناطقة بها مع التزايد المستمر في أعداد متكلميها ومتعلميها، إلا أن هذه الشحة في ترجمة الأدب العربي لا تختلف في أسبابها كثيراً عما سواها من حيث أن طبيعة السوق هي التي تفرض شروطها أكثر من غيرها. وإننا حين نتحدث عن هذا الضعف منطلقين من إسبانيا التي تعد عاصمة أو محور الانتاج الثقافي للناطقين بالإسبانية فلنا أن نتخيل ما هو حال ترجمة الأدب العربي في دول امريكا للاتينية والذي يشكل ندرة يمكن وصمها حتى بالانعدام.
أسباب ودوافع:
إن إلقاء نظرة عامة على بعض دوافع ترجمة عمل أدبي ما سوف يعيننا في استقراء وفهم أسباب هذا الضعف في ترجمة الأدب العربي، ومن هذه الدوافع للترجمة نشخص مثلاً: حصول العمل على جائزة عالمية ونجاحه في لغات أخرى./ إحداثه لضجة اجتماعية أو ثقافية أو سياسية تتحول إلى ضجة صحفية سواء في العالم العربي أو خارجه بحيث يصل صداها إلى الصحافة الإسبانية./ العلاقات الشخصية للكتاب سواء أكانت مع المستعربين أو المترجمين أو أصحاب دور النشر./ الدوافع الأكاديمية كأن يكون الكتاب مقرراً من أقسام اللغة العربية في الجامعات أو يمس بشكل ما اختصاص بعض الأساتذة ويدخل ضمن مناهجهم./ المناخ السياسي العام وما قد يتوافق معه من أعمال أدبية أو له علاقة مباشرة وصريحة به./ الكتب مدعومة الترجمة من قبل مؤسسات أو جهات رسمية وثقافية./ أن يقوم الكاتب نفسه بتحمل التكاليف المادية للترجمة والطباعة والنشر./ الأنطلوجيات، وهي صيغة أكثر قابلية للرواج من حيث إمكانية بيعها سواء أكانت هذه الأنطلوجيات تتمحور حول أدب بلد معين أو حول ظاهرة أو موضوعة ما./ تحوّل العمل الأدبي إلى فلم سينمائي ينال شيئاً من النجاح والإعلان./ المؤتمرات والندوات والملتقيات والتزامها التقليدي بنشر نصوص أو مداخلات المشاركين فيها ضمن كتب محدودة العدد والتوزيع./ إعجاب المستعرب أو المترجم شخصياً بعمل معين وقيامه بترجمته ومن ثم سعيه بالبحث عن دار نشر يحاول إقناعها بأهمية نشره./ قيام الكاتب نفسه ـ ممن يعرفون اللغة ـ بالكتابة باللغة الإسبانية مباشرة أو بترجمة عمله بنفسه ومن ثم السعي لنشره.
إن الناشر الأسباني أقل مغامرة وبحثاً بنفسه عن الجديد في الآداب الأجنبية عموماً والعربية خصوصاً، لذا يعمد إلى اتباع تجارب الناشرين الآخرين بلغات وفي بلدان أخرى، مراقباً الصدى والمردود المادي الذي يحققها عمل هناك، وهنا تدخل عوامل مثل الحصول على جائزة عالمية أو ضجة أثارها كتاب معين في دفع الناشر إلى ترجمته وطرحه في السوق الأسبانية، وعلى هذا النحو فإن أسماء عربية قد أصبحت عالمية عبر لغات وجوائز أخرى ليست إسبانية ـ باستثناء الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي التي حازت على جائزة أمير استورياس الإسبانية سنة 2003 ـ ، يمكن العثور على كتبهم بيسر في المكتبات، ومن هذه الأسماء نذكر بالطبع: نجيب محفوظ، أمين معلوف، جبران خليل جبران، الطاهر بن جلون، إدوارد سعيد، ياسمينة خضرة ورفيق شامي. وبلا شك فإن هؤلاء يحظون بمساحة واسعة ومتنوعة من القراء، وتوافر كتبهم أصبح بديهياً كتوافر (ألف ليلة وليلة) وبطبعات مختلفة. أما سواهم فإنه لمن النادر، بل وحتى العسير أحياناً العثور على كتبهم التي قرأنا في الصحف العربية أنها قد ترجمت ونشرت بالإسبانية وذلك لانعدام شهرتهم ولصدور هذه الكتب عن دور نشر صغيرة أو متخصصة وعليه فإن قراءهم أيضاً هم من المتخصصين والمهتمين بالعالم العربي وثقافته ومن طلاب اللغة العربية وبعض المثقفين الباحثين عن معرفة الآداب الأخرى.
أسماء وعناوين:
ولو أننا قمنا بإلقاء نظرة شاملة على مجمل عناوين الكتب العربية التي صدرت بالإسبانية منذ منتصف القرن الماضي وحتى الآن فسوف نجدها بالمئات إلا أن هذا لا يعني بأنها قد صارت معروفة أو أنها قد تمكنت من تشكيل ظاهرة تفي بإعطاء صورة وافية عن الآداب العربية وسط هذا السوق الذي يطرح آلاف العناوين سنوياً فلا يكاد يدوم حضور عنوان فيه أكثر من فترة وجيزة يمكن حسابها بأشهر معدودة، إن لم يحقق نجاحاً، بل وأن بعضها حتى لا ينتبه أحد إلى صدوره أو غيابه. فيبقى الأمر محصور التداول بين المختصين والمهتمين وضمن اهتمام ومغامرة دور النشر الصغيرة المحدودة التوزيع، وترقد بعض نسخه في المكتبات الرسمية العامة.
ثمة العديد من الأعمال الكلاسيكية العربية التي تمت ترجمتها في قرون ماضية وفي منتصف القرن الماضي وحتى الآن، نذكر منها: ألف ليلة وليلة، طوق الحمامة، كليلة ودمنة، المعلقات، رحلة إبن بطوطة، مقامات الهمذاني وغيرها كبعض أعمال: ابن عربي، الجاحظ، أبو تمام، المعتمد بن عباد، التيفاشي، أبو نؤاس، المتنبي، إبن طفيل.. وغيرهم. إضافة إلى أنطلوجيات للحكايات الشعبية لأكثر من بلد عربي. أما فيما يتعلق بالأدب الحديث، ولإعطاء تصور عام عن هذا الذي تمت ترجمته فسوف نشير إلى بعض الأسماء من كل بلد على سبيل المثال وليس الحصر ممن ترجم لهم عمل أو أكثر سواء أكان رواية، شعر، قصص قصيرة، مسرحية أو سيرة. وهنا يمكننا القول بأن الحصة الأكبر من العناوين تحظى بها الآداب المصرية ومن أسباب ذلك كون أغلب المستعربين قد درسوا العربية هناك إضافة إلى كون مصر أكثر ثقلاً في الثقافة العربية المعاصرة ذاتها ومن ثم أنها أكثر حضوراً في المحافل الثقافية وأوسع في علاقاتها ومعرفة الناس بها كما هو الحال في الحركة السياحية الكبيرة إليها قبل غيرها من البلدان العربية الأخرى، وهذا ما يدفع السائح أيضاً لمحاولة التعرف عليها من خلال الأدب قبل سفره. ومن بين الأسماء الكثيرة التي ترجمت بعض أعمالها إلى الإسبانية نذكر: نجيب محفوظ، طه حسين، توفيق الحكيم، صلاح عبدالصبور، ميرال طحاوي، جمال الغيطاني، يوسف إدريس، نوال السعداوي، إبراهيم أصلان، رضوى عاشور، رؤف مسعد، نجيب سرور، أحمد الشهاوي، ياسر عبداللطيف، علاء الأسواني، يحيى حقي، حمدي أبو جليل، محمد ناجي، أهداف سويف.. وغيرهم.
تليها حصة الترجمة إلى الأسبانية للآداب المغاربية ومنها المغربية على وجه التحديد وذلك بحكم العلاقات الجغرافية والثقافية والسياسية القريبة وحتى المتداخلة أحياناً عبر اللغات والتعايش كما هو حاصل في مسألة الهجرة الكبيرة مثلاً. ومن بين هذه الأسماء: محمد شكري، الطاهر بن جلون، عبدالقادر شاوي، محمد زفزاف، عبدالكريم غلاب، عبدالفتاح كليطو، دريس شرابي، رشيد أوه، محمد بنيس، محمد برادة، مزوار الإدريسي، عائشة بصري، عبدالمجيد بن جلون، عبداللطيف اللعبي، العربي الحارثي، رشيد نيني، سالم بن حميش. ومن الجزائر: آسيا جبار، أمين زاوي، ياسمينة خضرة، واسيني الأعرج، عائشة لمسين، فضيلة الفاروق، أحلام مستغانمي، الطاهر وطار، مليكة مقدم. ومن تونس: أبو القاسم الشابي، محمود المسعدي، محمد اليوسفي، حسونة المصباحي، ومن ليبيا إبراهيم الكوني. أما من السودان: الطيب صالح، محمد الفيتوري، ليلى أبو العلا، عنتر حسن أحمد. ومن اليمن: أحمد العواضي. فيما تتباين حصة بلدان الشرق العربي فيما بينها فنجد حضوراً أكبر للأدب الفلسطيني: محمود درويش، غسان كنفاني، جبرا إبراهيم جبرا، أميل حبيبي، مريد البرغوثي، زياد قاسم، نبيل خوري، سميح القاسم. واللبناني: حنان الشيخ، أمين معلوف، غادة السمان، هدى بركات، أنسي الحاج، خليل حاوي، جمانة حداد، حسن داوود. ومن سوريا: أدونيس، نزار قباني، حنا مينا، محمد الماغوط، سليم بركات، سعدالله ونوس، زكريا تامر، مرام المصري، عاصم الباشا، ومن العراق: البياتي، السياب، نازك الملائكة، عبدالرحمن الربيعي، عالية ممدوح، جبار ياسين، عبدالستار البيضاني، محمد خضير، فؤاد التكرلي، سعدي يوسف، كمال سبتي، عبدالقادر الجنابي، علي الشلاه، عدنان الصائغ، باسم فرات، نجم محسن، فاتح عبدالسلام، عبدالخالق الركابي، صلاح نيازي، فائق حسين، صلاح حسن، عبدالهادي سعدون، محسن الرملي. الأردن: عيسى الناعوري. فيما تقل عنها بكثير الأعمال المترجمة لكتاب خليجيين، فمن الكويت: سعاد الصباح. البحرين: قاسم حداد وليلى السيد. ومن السعودية: أكثر من عمل لعبدالرحمن منيف، رواية (خاتم) لرجاء عالم، رواية (بنات الرياض) لرجاء الصائغ، رواية (المنبوذ) لعبدالله زايد، ديوان (سهرت إلى قدري) منتخبات من قصائد هدى الدغفق، وعشرة قصص قصيرة ضمن أنطولوجيا لمنتخبات من القصة الخليجية أعدها الدكتور عبدالله اجبيلو وضمت أيضاً 4 قصص من البحرين، 3 من الإمارات، 4 من الكويت، 3 من سلطنة عمان، 3 من قطر و4 من اليمن..
وبالطبع فإن لكل من هذه الأعمال التي ترجمت إلى الإسبانية ظروفه الخاصة به ابتداءاً من أسباب الترجمة وانتهاءً بما آل إليه من حيث التلقي، إلا أنها مجتمعة لا زالت تعد قليلة جداً بحيث يبدو الأدب العربي غائباً عن التواجد في المكتبات الناطقة بالإسبانية وتجهله تماماً المساحة الأوسع من القراء. فيما نجد أعمالاً لكتاب ليسوا عرباً وتتناول موضوعات ومناخات عربية هي أكثر انتشاراً ورواجاً على الرغم من أن أغلبها يقوم بالتناول المنسجم مع الذهنية السائدة عن صورة العربي وثقافته سواء أكان منها ما يتعلق بمواضيع المرأة الشرقية والجنس وقضايا تخص الدين والسياسة والتجسس والحروب والإرهاب أو حتى مواضيع تاريخية. كما أن ثمة اعمال يقوم بكتابتها مؤلفون من أصول عربية بلغات أخرى وتنسجم مع هذه الذهنية المسبقة أو متطلبات السوق التجارية ومن ذلك نذكر مثالاً تجربة الشاب المغربي رشيد أوه الذي يكتب بالفرنسية عن المثلية الجنسية وترجمت العديد من أعماله إلى الإسبانية. فيما توجد جهود ومحاولات أخرى لا تزال محدودة من قبل كتاب عرب لكسر هذا الحاجز عبر الكتابة مباشرة بالإسبانية أو القيام بترجمة أعمالهم بأنفسهم إليها ومن هؤلاء نذكر المغاربة مزوار الإدريسي والعربي الحارثي ونجاة الهاشمي التي حازت على جائزة رامون لول 2008 التي تعد أعلى جائزة تمنح للأدب المكتوب باللغة الكاتالانية وهي إحدى اللغات الرسمية الإسبانية، والسوريين عاصم الباشا وملك مصطفى والسوداني عنتر حسن أحمد والفلسطينيين محمود صبح وسعيد العلمي والمصريين طلعت شاهين وأحمد يماني والعراقيين عبدالهادي سعدون وخالد كاكي ومحسن الرملي وفائق حسين الذي حاز ديوانه بالإسبانية على إحدى الجوائز المحلية. هذا ويبقى مما هو جدير بالإشارة إلى أن أبرز الأسماء العربية المعروفة عموماً عند المتلقي الإسباني هي، في الشعر محمود درويش وأدونيس وفي الرواية أمين معلوف ونجيب محفوظ والطاهر بن جلون.
مؤسسات وحلول:
لاتكمن المشكلة في الأدب العربي نفسه أو بعدم توفره على أعمال كثيرة ذات قيمة وأهمية عاليتين، كما أن الأمر لا يتعلق بقلة المستعربين والمترجمين الجيدين ولا بقلة الرغبة والحاجة للاطلاع على الأدب والثقافة العربية، فما أراه هو أن ثمة قصور في الجهد العام المبذول وبالتواني عن أخذ هذه المسألة على محمل الجدية بشكل أكبر يليق بأهميتها وبمدى بعدها الاسترتيجي. علينا إذاً أن نزيد من اشتغالنا الفردي والعام على جبهتين هما الداخل والخارج، ففيما يتعلق بالداخل علينا زيادة الاهتمام والاحترام والرعاية لنتاجنا الثقافي العربي أولاً منطلقين من قناعة أن "المحلية هي الطريق إلى العالمية"، وبالطبع تقع مسؤولية ذلك على المبدعين أنفسهم والنقاد والصحافة والمؤسسات الثقافية العربية في كل قطر عربي على حدا ومن ثم كلهم مجتمعين ليتم إبراز الأدب العربي عبر النشر والتدريس والإعلام والجوائز والندوات والمؤتمرات النوعية وفسح حرية وصدق أكبر في تناول أنفسنا وقضاينا والتعريف بها لأنفسنا وبأنفسنا أولاً كي نتمكن بعدها من تعريف أنفسنا للآخرين.
أما جبهة الخارج فهي الأخرى تستوجب الدرس والتخطيط والتنسيق من قبل العرب أنفسهم لتكوين مؤسساتهم الثقافية الفاعلة والناشطة في الخارج كما هو الحال مع تجربة الأسبان في معاهد ثربانتس في كل عاصمة والألمان في معاهد غوته.. وغيرهم، وكذلك دعم مشاريع وأعمال ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى كما تفعل إسبانيا وفرنسا والنرويج وغيرها، حيث تخصص العديد من الدول مبالغ من ميزانياتها لهذا الشأن، وكذلك دعم المشاريع والجهود الفردية للمثقفين العرب في الخاج وهم كثر ومنتشرون في مختلف بقاع الأرض وهذا أمر لانجد ما يماثله الآن بالنسبة للثقافة الغربية فنادراً ما نجد هذا العدد من مبدعيهم ممن يقيم بيننا. وبدل أن نكثر من عقد المؤتمرا والندوات التي تناقش شؤون تتعلق بتقنيات وتنظيرات الترجمة علينا أن نخصص أموال ذلك للقيام بأعمال الترجمة ذاتها فالمترجمون المتمكنون سواء أكانو عرباً أو أجانب والمحبون للثقافة العربية كثر ولا ينقصهم سوى الدعم لنشر ما يترجمونه. علينا أن لانهمل الجانب والدعم والتنسيق والتعاون الثقافي الجاد من قبل دولنا مع دول العالم الأخرى وأن نضعه من بين الأولويات.
وفي هذا الإطار نشير إلى بعض التجارب المؤسساتية العربية في إسبانيا وأولها (المعهد المصري للدراسات لإسلامية) الذي تأسس بفضل الدكتور طه حسين عندما تولى وزارة المعارف في الخمسينات وما زال قائماً يضم مكتبة وصالة معارض، وينظم دورات لتعليم العربية ومواسم ثقافية كما انه يصدر مجلة رصينة باسم (مجلة المعهد المصري للدراسات الاسلامية) بعدد أو اثنين في العام وكان يقوم بالعمل في الترجمة والطباعة أيضاً وإن بكميات وتوزيع محدودين إلا أن كل ذلك قد بدأ يتراجع في الأعوام الأخيرة. بعدها جاءت التجربة الناشطة للمركز الثقافي العراقي في الثمانينات فأصدر مجلة (دجلة) والعديد من الكتب وإن كان أغلب اشتغاله تعبوياً إيديولوجياً حكومياً للنظام العراقي حينها، ثم انتهى وجوده مع انتهاء عقد الثمانينات. وافتتح قبل أعوام قليلة المركز الثقافي السوري وهو على الرغم من تواضع إمكانياته إلا أنه يقوم بعقد الكثير من الإمسيات الثقافية والمعارض الفنية وليس من انشطته الترجمة أو الطباعة والتوزيع، أما (المركز الثقافي الاسلامي) السعودي فيتميز بمبنى كبير ومتميز ومعروف في العاصمة مدريد ويحتوي على مكتبة ومدرسة ومسجد ولكنه يقيم نشاطات ثقافية قليلة جداً وليس له أي نشاط متعلق بترجمة الأدب العربي أو أية علاقة به. كما تمت محاولات أخرى سابقة بمبادرات مشتركة من الأسبان والعرب كجمعية الصداقة العربية الإسبانية التي من بين من ترأسوها الكاتب المعروف أنطونيو غالا، ومشروع آخر للعناية بترجمة الأدب العرب ترعاه مدرسة المترجمين في طليطلة باسم (ذاكرة المتوسط) وكان يدعمه الاتحاد الأوربي فتتم ترجمة العمل الواحد إلى 6 لغات أوربية واستمر لما يقارب العشر سنوات لينتهي في أواسط عقد التسعينات، ومشاريع دور نشر أسسها مستعربون وعرب وغير ذلك من المشاريع التي انتهت للأسف بسبب انعدام الدعم العربي لها وسوء التنسيق معها. والآن يبرز مجدداً المشروع الإسباني الرسمي الذي يحمل اسم (البيت العربي) بمبناه وسط العاصمة مدريد وله فرع آخر في قرطبة ويقوم بنشاط كبير ومهم وواسع فيما يتعلق بالتعريف وتقديم الثقافة العربية بشكل عام وإن كان لا يقوم بترجمة وطباعة وتوزيع الكتب الأدبية إلا أنه يساهم في الترويج لها والتعريف بكتابها.. ونأمل من الجهات العربية لو تنسق وتتعاون معه بشكل جاد كي لا يؤول إلى ما انتهت إليه سابقاته من المشاريع الثقافية.
علينا إذاً أن نعمل على العناية بآدابنا في الداخل المحلي ومن ثم السعي لإيصاله إلى الخارج.. أن نذهب إليهم بأنفسنا وكما يقول المثل الإسباني الذي يعتقد بأنه من أصل اندلسي:"إذا لم يأت الجبل إلى محمد فليذهب محمد إلى الجبل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في مجلة (قوافل) العدد 26 أبريل/نيسان 2009م السعودية.
هناك 3 تعليقات:
عزيزى الأستاذ الكريم محسن الرملي.. سعدا كثيرلً بنةضةعكم عن اؤجمة الأدب العربي إلى الإسبانية وهى رصد جيد لحركة الترجمة وأود أن أشير إلى دور المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد لذي بدأ قوياً شامخاً وصرحأً عربياً، وإن كان المعهد مر بفترات أثرت على مستواه في الأداء لظروف ربما تكون افتصادية أو عدم أهلية القائم بالعمل باعتباره موظفا...
وقد عملت مديراً للمعهد ومستشاراً ثقافياً من نهاية نوفمبر 2005 وحتى نهاية مايو 2010 وقمنا في مجال الترجمة بإصدار 27 مطبوعة من اللغى العربيى إلى اللغة الإسبانية، منها خمس مطبوعات من الإسبانية إلى العربية والفرنسية ويمكنكم الإطلاع عليها من خلال موقع قطاع الشئون الثقاية والبعثات بووزارة التعليم العالي المصرية . مع تحياتي د. عبدالفتاح عوض رءئيس قسم اللغة الإسبانية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة
dogierf
مطلوب مترجم يتكلم اللغة العربية والاسبانية
إرسال تعليق