ذئبة الحُب والكُتب
د.شاكر حسن راضي
رواية الدكتور محسن الرملي،
ذئبة الحب والكتب، 2015، تجمع بطريقة ممتعه ما بين سيرة ذاتية للروائي وشقيقه
الشهيد، حسن مطلگ، الحاضر الغائب، في كل سطر من سطور الكتاب، وقصة معاناة امرأة
عراقية، عبر عقود من حكم الاستبداد والخوف والحروب، تروي لنا من خلال رسائلها إلى
الحبيب المتخيل، الحي، قصة بحثها الدائم عن الحب، وخيبات الأمل، وتقاليد وموروثات
تسلب المرأة إنسانيتها.
لقد أبدع الرملي في كتابة
رواية يوثق فيها ضيم المرأة العراقيه، المتعلمه وغير المتعلمه، واحلامها
واحباطاتها وتمردها بحثا عن حرية في زمن مفقود... ما
بين ازقة بغداد تحت القصف والخوف والهيمنة الذكورية الفاشلة، وصحارى جنوب الصحراء
وصولا إلى البحر المتوسط.. علها تجد ما يمكن أن يكون الفردوس الذي طال السعي اليه
واستغرق عمرا، ومن خلال، الرسائل، يكتشف القاريء، قدرة الكاتب على إحياء تكنيك في
الفن الروائي أعاد من خلاله صورة البطل الذي تحبه امرأة لم تلتق به، لكنها تعرف
نبضات قلبه، بفعل، تاثير حسن، الذي وقف بوجه الطغاة ووصل به الحال انه صحح الاخطاء
اللغوية في قرار المحكمة الصادر بحقه...يتداخل حسن ومحسن وكل الذين عرفهم في رحلة
عذابه، رحلة البحث عن الكأس المقدس، إذا صح التشبيه، أو تلك الملهمة الهائمة ،
التي دخلت الى قلبه من حيث لا يدري، مثله مثل ذلك الصوفي الذي قال" ليس في
الجبة الا الله"، هو مشغول بترتيب الحياة الواقعيه وهي مشغولة بترتيب الحياة
الخياليه، فلا أدري اي الأمرين أصعب، أو أجمل أو أهم أو أجدى كما تقول في آخر
رسائلها... هذا الجمع العجيب يستحق القراءة المتأمله...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق