مائة
قصيدة كولومبية
بغداد/ أوراق
تعد كولومبيا أول بلد اميركي لاتيني يؤسس ما يعرف باكاديمية اللغة في عام 1871 وصارت عبر هذه اللغة تتلقى مؤثرات وتحولات وتيارات الثقافات الخارجية الاخرى وتستفيد منها، فبرزت اسماء ادبية شكلت مؤسسة للأدب الكولومبي. نماذج مختارة من الشعر المعاصر تضمنت كتاب (مائة قصيدة كولومبية) للباحث والمترجم الدكتور محسن الرملي والصادر عن دار (المدى) للثقافة والنشر..
تعد كولومبيا أول بلد اميركي لاتيني يؤسس ما يعرف باكاديمية اللغة في عام 1871 وصارت عبر هذه اللغة تتلقى مؤثرات وتحولات وتيارات الثقافات الخارجية الاخرى وتستفيد منها، فبرزت اسماء ادبية شكلت مؤسسة للأدب الكولومبي. نماذج مختارة من الشعر المعاصر تضمنت كتاب (مائة قصيدة كولومبية) للباحث والمترجم الدكتور محسن الرملي والصادر عن دار (المدى) للثقافة والنشر..
مشيراً الى ان تجربة الثقافة الكولومبية قطعت مسيرة ادبية طويلة تعاقبت عليها
اجيال كثيرة منذ مرحلة التأسيس وحتى الزمن الحالي. وان الثقافة الكولومبية مثل
مجمل ثقافات شعوب قارة أميركا اللاتينية هي ارث سكانها الأصليين الانديخيناس الذين
لم يتبق من آدابهم سوى بعض الملاحم والأساطير القليلة والتي من اشهرها ملحمة
يوروباري المكتوبة بالآمازونية وتعني اسم بطل معروف في كولومبيا والبرازيل. ثم
جاءت بعد ذلك الثقافة الاستعمارية الاسبانية التي راحت تؤسس اواسط القرن السادس
عشر طابعها الديني الكاثوليكي الذي عمد الى تغيير العادات والمعتقدات واللغة حتى
جاءت مرحلة الكفاح من اجل الاستقلال والتي استمرت على مدى القرن التاسع عشر باكمله
تقريباً، وفيما يخص الشعر باعتباره الجنس الابرز في هذه الثقافة، تم اختيار مجموعة
شعراء بعناية مع نبذة عن كل واحد منهم. قطعت تجربة الثقافة الكولومبية مسيرة ادبية
طويلة تعاقبت عليها اجيال كثيرة منذ مرحلة التأسيس وحتى الزمن الحالي. وفيما يخص
الشعر باعتباره الجنس الابرز في هذه الثقافة لمجموعة شعراء تم اختيارهم بعناية مع
نبذة عن كل واحد منهم. مبيناً ان الثقافة الكولومبية مثل مجمل ثقافات شعوب قارة
أميركا اللاتينية هي ارث سكانها الأصليين الانديخيناس الذين لم يتبق من آدابهم سوى
بعض الملاحم والأساطير القليلة والتي من اشهرها ملحمة يوروباري المكتوبة
بالآمازونية وتعني اسم بطل معروف في كولومبيا والبرازيل. ثم جاءت بعد ذلك الثقافة
الاستعمارية الاسبانية التي راحت تؤسس اواسط القرن السادس عشر طابعها الديني
الكاثوليكي الذي عمد الى تغيير العادات والمعتقدات واللغة حتى جاءت مرحلة الكفاح
من اجل الاستقلال والتي استمرت على مدى القرن التاسع عشر باكمله تقريباً قبل ان
تظهر في اواخره مرحلة كانت رومانسية بطبيعتها ومنها على سبيل المثال الشاعر خوسيه
خواكين اورتيث.. ثم ظهرت بعد ذلك مرحلة سميت العاداتية اهتمت بما هو واقعي من
عادات وشخصيات ومظاهر اجتماعية حرصت على الاشارة لما هو مشترك وسط هذا المزيج من
خلال نصوص ناقدة لبعض السلوكيات الاجتماعية للسلطات الحاكمة المتعاقبة، ومن ابرز
اسماء هذه المرحلة خورخه اساكيس وخوليو آربوليدا ورافائيل بومبو وسوليداد آكوستا
وكانديلا اوبيسو وغيرهم. وتمخض عن هذا التحول من الرومانسية الى الواقعية ما صار
يعرف بالحداثة من خلال نصوص سبق بعضها قصائد روبين داريو الذي يعد من اهم رواد
الحداثة بالنسبة للشعر المكتوب بالاسبانية عموماً.
وهكذا ترسخت اسماء لشعراء
كولومبيين ممن يعدون حداثيين بينهم خوسيه آسونثيون سيلبا وخوليو فلوريث وغيير
موبالنثيا وبورفيريو باربا خاكوب. ومن وسط مرحلة المجددين هذه برزت جماعة (حجر
وسماء) سنة 1939 يتزعمها ادواردو كارانثا، وجاءت هذه التسمية من عنوان لديوان
الشاعر الاسباني خوان رامون خيمينيث الحاصل على جائزة نوبل عام 1965 حيث اثر هذا
الشاعر عبر اسلوبه ورؤاه باجيال شعرية كاملة في مختلف البلدان الناطقة بالاسبانية.
وفي عقد الثلاثينات بدأت تظهر سلسلة من شعراء عبرت قصائدهم عن امور اساسية وجوهرية
في مسيرة الشعر الكولومبي المعاصر، وكانت من بين دعواتهم مسألة الاهتمام
بالموضوعات الكونية للشعر والمشاعر والقيم الوطنية الى جانب العناية الفائقة
باساليب الفن واللغة والاحتراف الأدبي تمسكاً بمفهوم انطونيو ماتشادو لما اسماه
بالامان الشعري كتعبير اصدق عن هموم الناس بعد الشعور بالخيبة من كل السياسيين
وايديولوجياتهم. ثم ظهرت مجموعة اخرى حاولت هضم تجارب الحركات السابقة لتكون اكثر
طليعة منها، وعرفت باسم المجلة التي اسسوها والتفوا حولها (ميتو) أي الاسطورة،
وابرز مؤسسيها الشعراء خورخة غايتان دوران وفرناندو تشاري وأولغا شمس الدين الحاج
وهي من ابوين لبنانيين وقد اشتهرت لاحقاً باسم ميرا ديلمار. وفي عقد الخمسينات
نشطت حركة (اللا شيئية) ذات الروح الاستعراضية والتي اسسها غونثالوا آرانغو ايام
حكم الدكتاتور غوستابو روخاس بينلا، وهي حركة تنتمي الى تيار العدمية او الوجودية
التي ظهرت عالميا في تلك الفترة، ومن ابرز شعرائها أميلكار اوسوريو وخايمه
خاراميليو وماريو ريبيرو وغيرهم. وفي السبعينات ظهر جيل جديد من الشعراء أطلقت
عليه تسمية (الجيل الساخط) لاستيائه من الاوضاع العامة في البلاد سياسيا واقتصادياً
وثقافياً في ظل استشراء العنف وتجارة المخدرات التي لوثت كولومبيا. ثم تلا هؤلاء
جيل اطلق على نفسه (بلا اسم) تعبيراً عن الافتقار الى رؤية جوهرية ثابتة تجمعهم
وسط تصاعد سيادة الهوية الفردية، ولتمييز انفسهم عن عشرات المسميات على امتداد
مراحل هذه المسيرة الطويلة. اما الآن فيشير الباحث إلى بروز ظاهرة الورش
والمهرجانات الشعرية في انحاء كولومبيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت في ملحق (أوراق) الثقافي التابع لصحيفة (المدى)،
العدد 3543 بتاريخ 10/1/2016م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق