عرض لرواية (تمر
الأصابع)...
بشار الحجامي
الحاج أو الملا مطلق، كبير القرية التي سُميت
فيما بعد بـ(القشامر) لمواجهتم نظام البعث الحاكم بالأسلحة لأن واحدا من أولاد المسؤولين
اعتدى على استبرق ابنة نوح، الولد الأكبر للملا مطلق .
"اكتب ما تشاء فلن يحدث أسوأ مما حدث.. هذا
العالم جايف"!.. هكذا أنهى نوح حلاقة رأس ابنه سليم في إسبانيا بعد أن زاره في
البار الذي يملكه في مدريد لقربه من الدبلوماسي الذي وعد الملا مطلق بأن يغرز الرصاصة
الثالثة فيه .
التمر حاضرا في أغلب صفحات العمل، منذ طفولة
سليم وذكرياته عن الملا مطلق وحبه وشغفه بالتمر وعلاقته بعالية التي كان التمر حاضرا
بين القُبل والأصابع.. وإلى حديث روسا في برشلونة بعد أن تركت السيد نوح في مدريد وذهب
سليم ليكون الوساطة بينهما .
الغاية تبرر الوسيلة، هكذا قال ميكافيلي،
وعليها اعتمد السيد نوح في ملاحقة الشاب المعتدي على استبرق بعد أن اصبح دبلوماسي في
مدريد، وأصداء صرخات الملا مطلق تعلو برأس السيد نوح "إذا نبح عليك الكلب فلا تنبح عليه، ولكن إذا
عضك فعضه".
فاطمة، عاملة البار الخاص بالسيد نوح، الفتاة
التي أحبها سليم بعقله ويصفها بأنها تختلف عن عالية، فعالية حُب النظرة الأولى، وفاطمة
تمنحك الحب بعد أن تعرفها رغم أن عينيها أكبر من عيون عالية التي تشبه ازرار القميص
أو صينية كما كانت أمها تخاطبها .
قال: كنت أظن بانك أعقل من هذا.. وألا تقع
في الحنين المرضي الذي يقع فيه جل المغتربين حين يصورون لأنفسهم بأن كل شيء جميل في
بلادهم التي غادروها.. بما في ذلك الخرائب والمزابل ..
قلت: إنه وطننا يا أبي .. إنه وطني.
حل عقدة ذراعيه ليستخدمهما بالتوضيح نافضاً
إحداهما في الهواء: لا.. إن وطننا الحقيقي هو الذي نصوغه نحن بأنفسنا كما نريد.. لا
كما صاغه غيرنا، كما فعل الطاغية.. انه على هذا النحو ليس الوطن الذي نريده .. ولهذا
هجرناه. الوطن مثل الحُب يكون اختياراً وليس فرضا.. وإذا كان لابد لك أن تضع صورا للوطن،
فضع تلك التي تريدها أنت أو حتى تلك التي تصوغها بنفسك أنت.. لا.. لا
..
عمل جدير بالاهتمام والمطالعة للدكتور محسن
الرملي صدرت باللغة الإسبانية وترشحت النسخة العربية ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية
للرواية العربية البوكر سنة ٢٠١٠ . وقد تُرجمت الرواية إلى الإنكليزية والإيطالية والبرتغالية.
تمتاز بالتشويق وجمالية السرد العالي. رواية من الحجم المتوسط ١٧٠ صفحة تقريبا
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بشار الحجامي:
كاتب من العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق