دراسة نقدية
النمط اللغوي الأقطاب العناصر الكمية
*نشرت في صفحة (الحزب الشيوعي العراقي)، بتاريخ: الأحد 28 أيلول/سبتمبر 2014
هيآت السرد في رواية حدائق الرئيس
إسماعيل إبراهيم عبد
لمحسن الرملي، في عمله الحيوي، غير فضاء،
أكثر من إتجاه، أرحب من كتابة..
فيه قيم وأنعام وحياة داجنة مع
الكنائيات المدونة، المستعيرة قضايا الناس، في قرى نينوى تحديداً. محسن الرملي
يواظب على لم شتات الموضوعات، وتأريخ الأقوال، وفعائل السلوك الجمعي، ليؤكد بأن
الرواية فن مغتنٍ بالحياة، متسلّماً ومصدّراً لها.
يرى الرواية حياة تقرب أن تكون حقيقة
تسع التأريخ الإجتماعي دون أن تخل به أو يخلّ بها. العمل المتسع الذي توفّرَ في
رواية «حدائق الرئيس» يميط اللثام عن مرحلة مبكرة للنبوءة العرفانية
القائلة:"كل شيء الى زوال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام". كما هي أحوال التناصات الكثيرة المؤشرة لذلك في المدونة.
قد يكون من المفيد التوقف عند بعض الأسس
التي صيّرت القص في هذه الرواية، كرواية إنتخابية تستبطن حال البشر عند حدود جنوح
السلطة.
الرواية تبدأ من الخاتمة زمنياً وحدثياً،
ولا تتبدل فيما بعد، جغرافية الأرض كثيراً.. كيف إختار الشخوص؟ ما الذي يبغي من
وراء التسميات؟ ما أبرز دلائل التهيكل السردي؟ لِمَ هذا الإتجاه في أرخنة المجتمع؟
لمَ توقف الكاتب عند بدء تحولات ما بعد 2003؟ أسئلة تجر أُخرى، ستكون هذه الأسئلة
دليل دراستنا لمرامي المدونة وخطوطها الفنية العامة.
أ: معاقد سردية
الشخوص ان الأقطاب الكمية لشخوص الرواية تحتكم في أثرها الكمي الى مقدار إسهاماتها
الفعائلية، النوعية والفكرية، لينبني على هذا معاقد لحقائق علاقات لغوية دلالية،
لننظر: "معاً أُصيبوا بمرض الحصبة ومعاً شفوا منه، معاً تعلموا المشي
والسباحة وصيد العصافير، تربية الحمام، سرقة البطيخ والرمان وألعاب الرماية
والإختباء والقفز العالي وكرة القدم. معاً دخلوا المدرسة وكانوا يدافعون عن بعضهم
أمام إعتداءات بقية التلاميذ، ويدرسون للإمتحانات وسط الحقول أو في غرفة أحدهم
ليلاً". يقوم هذا المعقد على ثلاثية تساوي جميع ظروف الشخوص، وهو ما يعطي
للهيكل صورة كمية ليس لها معقد، وهذا ليس صائباً، بل مستحيل من جميع الوجوه، إذ
كيف للهيكل أن يشيّد نفسية دون تفاوت في أقطاب الدلائل. لو كان التساوي صحيحاً
لصاروا شخصية واحدة وليس ثلاثة شخوص.
لنعد إلى الأسماء فلربما هناك ما يميز ـ
كمياً ـ بينها: عبدالله كافكا إبراهيم قسمة طارق الشيخ أولئك أقطاب الشخوص، بمعنى
أن الرواية صُيّرت لأجلهم، وهم حُمِّلوا بالقص ليقولوه بألسنتهم ويرووه عن أفعالهم،
فهم من الناحية الكمية والنوعية يهيمنون على هيكل القص الروائي بشامل عناصره
وحركته. لكن إبراهيم قسمة هو القطب الأساس بالروي والمراقبة والفعل وتحريك الأحداث،
ثم يليه عبد الله كافكا، ثم يأتي الشيخ طارق بالمرتبة الثالثة، بحسب التدوين
الروائي اللاحق. هذا الترتيب الرتبي يدفعنا للتوصل الى أن الرتب الهيكلية وضعت
الفعل والإشتغال الروائي على شكل طبقات، هي: الطبقة الأولى: يمثلها ابراهيم قسمة،
من صفاتها، الطيبة، الصمت، القناعة، الإستسلام، الفعل الفطري الكبير، الإسهام في
تنامي الوعي وكأنها نتاج حكمة الكاتب، ومضمور الفهم الإجتماعي.
الطبقة الثانية: يمثلها عبد الله كافكا،
ومن صفاتها، الحفاظ على الحِكَم التقليدية للأولين، الإعتماد على تثقيف الذات،
الإسهام الفعّال في إنماء الحوادث والتواريخ في مهمة الوصول الى مقاصد التدوين،
الوفاء، الإسهام في تنامي الوعي. الطبقة الثالثة: يمثلها الشيخ طارق، من صفاتها،
الأثِرة، الإزدواجية، النفاق الديني، الحيوية والنشاط الجسدي والتجاري، الإسهام
الضعيف في إنماء الوعي، التظاهر بالوفاء كأنه خصلة فطرية. هذه الطبقية لا تفرز
القدر الكمي المتفاوت بين الشخوص "الدلائل = الأقطاب" ما لم تكتمل
القراءة التامة لمشاهد الرواية. التمويه البدئي المضلل "التساوي" لعبة
لـ / ـ تضليل التأويل. ـ تنامي الأحداث.
ـ تنامي الوعي. ـ الإزادة في إبانة
الوضوح. ـ إظهار الطبقية الإجتماعية والروائية في تركيب القص.
ولهذه القصدية سلطتان هما، زعزعة قوانين
السرد التعاقبي، وإختزال الحركة الإجتماعية فنياً.
ب: معقد لغة الإستعلام من تأشيرات
تشومسكي القول الآتي:"إن دراسة اللغة هي أحد أهم فروع الإستعلام المنهجي...
من غير المفاجئ أن تكون اللغة قد مارست مثل هذه الفتنة على مدى سنوات. إذ تبدو
ملكة اللغة البشرية "خاصية نوعية" تختلف قليلاً فيما بين البشر وليس لها
شبيه ذو أهمية في أمكنة أُخرى.
ما الذي في اللغة يجعل فرضها معقداً
لأقطاب دلالات السرد؟، ما المفيد في هذا لنا من قول نعوم تشومسكي؟ يتقرر بموجب
تشومسكي:ـ أن اللغة إستعلام منهجي. ـ أن اللغة فتنة لسنوات عدة. ـ أنها ملكة
بشرية. ـ أن لها خاصية نوعية مختلفة بين البشر.
ـ ليس لها شبه في الأماكن اللابشرية.
هذه الخصائص تعني أن اللغة وسيلة
التبادل الإخباري الممنهج على وفق قواعد نحو متعارف عليه ومعترف به. وهو ما يقرر
بأن: حجم اللغة دلالياً يعادل 100 بالمائة من حاجات البشر البالغين مليارات
الأفراد. أي أن مليارات البشر يتبادلون دلالات لغاتهم بنفس حجمهم/ فحجم البشر 100
بالمائة = حجم التبادل الإستعلامي كلياً 100 بالمائة. أن اللغة هي وسيلة الإستعلام
الوحيدة: سواء كانت معلومات سرية أو علنية، جوهرية أو مظهرية، مباشرة أو غير
مباشرة. هذه الحقيقة تزيد من ثقل القطب الدلالي لّلغة، سواء جاء في السرد أو في
غيره، ولأن عملنا متابعة السرد فلسوف تغني اللغة جزئيات وحركات السرد وتقرر أدبيته
وغناه ومعلوماته. وكون اللغة فتنة: فهي تتوفر على جماليات الفن الأدبي بما فيها من
بلاغة وإيجاز وإستعارة... وهذا لايستثني أي خطاب حديث بين أطراف للرسالة
"الموضوع"، بين الموجِـــه والمتلقي.. المهم هو أن قوّة جوهر اللغة
الدلالي يعطيها هيمنة تستقطب إليها آليات وعناصر الجمال فيتبعها التذوق
"الإفتتان" في الصوغ، والإستعمال يُنتج معاقد "التوصيل، التواصل
التداولي، التأويل" مما يحيل ثانية الى هيكل هيئة معاقد الإستعلام. كون اللغة
مَلَكَة: هي أنها موهبة مَلَكَة نادرة من حيث التجميع والإختيار والخزن والحذف والتزامن
والتكامل في إستجلاء الموضوع والموضع الخطابي، وتتراجع بإزاء ذلك قواعد النحو
وشروط البلاغة ومادة الخبر، كونها محددات ميكانيكية وبايلوجية.. لعل أبرز مظاهر
المَلَكَة اللغوية ـ تنفيذاً ـ هو الإشتقاقات والخروقات اللغوية والتراكيب
المخترعة بالإستعمال والتنافذ والإشتغال والتواصل. أن العمل السردي سيفرّق ـ من
خلال مَلَكَة الإشتقاق ـ بين سمات البوح المُجِيدة والرديئة في بُنى القص بإحصاء
الخروقات والإضافات والإشتقاقات الدلالية في قدراتها على الإنفتاحات المتكاثرة. ان
الإرتباط الكمي في عناصر المَلَكَات ينتج مباشرة موسّعات حدثية تعمق وتبئر وتنشر
الأفكار المتخيلة والمنتقاة والتي تُسهم في تجذير الثيم المتعددة الدلالات
والمعاني. ثقل مَلَكَة الإشتقاق وتبعاته يحقق شرط وجود معقد اللغة في/"العمق
الدلالي = أقطاب أساسية"، كمحور منتج لعناصر السرد. الخصوص اللغوي: هو مهيىء
إتصال الإشارة "الكلمة" بالمحتوي "الجمل" مما يعني وجود قصدية
مميزة للنوع الجمالي والتقني.. على وفق نوعية التواصل وعلائق دلالات معاقده يتألف
قطب لهيكل أساسي يمثل تفردا تدوينيا للكاتب والمرحلة يوسّم إتجاهية وأجوائية السرد
. بدهية الإنتاج : يمكن وصفه في/
ـ ليس للغة البشر مقارب في صائتية
النظام الفونيمي للمخلوقات اللابشرية. ـ اللغات كلها ممنهجة كونها ظاهرة سكونية. ـ
اللغات تصطنع بيآتها الخاصة. لنلخص العمل السابق بالمجمل الآتي/
نمط اللغة الأقطاب العناصر الكمية
الحجم الدلالي 100 بالمائة
البشر جميعاً
الإستعمال، الادب، العلم 3
الإستعلام100% البث المباشر، البث غير المباشر حركة السرد، الإتجاهية، الأدبية 3
الفتنة 100% إشتغال، صوغ، تداول التوصيل، التواصل، التأثير 3 المَلَكَة 100%
الإشتقاق، الخرق، الإضافة البوح،
الجودة، الرداءة 3الخصوص النوعي100 بالمائة الكلمة، الموضوع، التقنية التبئير،
الإتجاه، الأجوائية 3 بدهية الإنتاج 100 بالمائة المنهجة، التعدد، التفارق
الصائتية، السكونية، البيئوية3
نموذج الجدول أعلاه يعطي صورة عن
التماثل الكمي لأقطاب الدلالات اللغوية المكونة لهيكل القص في رواية الرؤى
"حدائق الرئيس" بشكل تمهيدي. لنأخذ مشهداً ونحاوره ضمن مؤشرات تلك
الممهدات. "... إنكم نخبة ومخلصون للقائد والحزب والثورة والوطن، وسجلاتكم
نظيفة وشريفة، وتدل على ولائكم، وأغلبكم كانوا أبطالاً أيام الحرب لذا فأنتم أهل
للثقة. والمطلوب منكم أن تواصلوا هذا الإخلاص، وأن تكونوا بمستوى المسؤولية. فجأة
تغيّرت نبرته المادحة الى أُخرى حازمة، مهددة ومخيفة: ستعملون في أماكن خاصة تتطلب
السرية التامة والكتمان، لذا عليكم إتباع قاعدة " لا أرى، لا أسمع، لاأتكلم
" ومن يفوه منكم بأية كلمة عن عمله خارج مكان عمله فسوف نقطع لسانه. والطباخ
الذي يكسر صحناً سنكسر رأسه، والحدائقي الذي يقطع نبتة أو وردة سنقطع رقبته،
والمنظف الذي يقصّر في تنظيفه سنقصّر عمره.. خطبة طويلة حافلة بالأوامر والتهديد
والوعيد، مكرراً عليهم بأنهم يعرفون كل شيء، وأن هناك كاميرات في كل مكان تراقب
وترصد أية حركة، بما في ذلك حركة نملة سوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء.. وهكذا".
الحجم الدلالي: يبدأ من / أنكم.. لينتهي
عند / هكذا نخبة المخلصين الإستعمال = المظهر الكتابي. الأدب =السجلات النظيفة
الشريفة. العلم = الولاء . 3
الإستعلام: يبدأ من / المطلوب . لينتهي
عند / .. مخيفة البث المباشر = قطعة المدونة . البث غير المباشر = التهديد والوعيد
حركة السرد= الأفعال / تواصلوا، تكونوا، تغيرت. الإتجاهية = جملة الإخلاص + جملة
المسؤولية + جملة التخويف. الأدبية = الجماليات 3
الفتنة : تبدأ من / ستعملون. لتنتهي عند
/ لسانه الإشتغال= تبني إستمرار القول اللغوي للأحداث . الصوغ = علائق التراصف
للمصادر والأفعال بصيغ (فعل الأمر + فعل الكائنية + الفعل المومىء للمستقبل".
التدوال = الدعوة للإخلاص التوصيل = توصيل فكرة الأهمية الكلام . التواصل = السماع
من قِبل جموع المتلقين الحاضرين الممنوعين من الجدال . التأثير = تداول رسائل
(المدح، القدح، الخطورة" 3
المَلَكَة : تبدأ من / ستعملون . لتنتهي
عند / عمره الإشتقاق = يكسر، يشتق منه، السرية والدقة. إتباع قاعدة، يشتق منه،
الكتمان وعدم الثرثرة. القوّة، يشتق منها، تقصير العمر. الخروق
=
أولا / اللاتأدب في توجيه الخطاب.
ثانيا / خصوصية الكتمان.
ثالثا/ اللاإعتراض الإضافة = سردية
العمل والكتمان والرهاب الجودة = إستخدام المصادر بصيغة المستقبل + إستثمار صبغة
المتلقين لإظهار سطوة اللغة + إقران الإثارة بالعسكرة. الرداءة = الخطاب بلا
مجادلين + تقليدية الرسالة + وضوح الإستعارة كلياً. البوح = إستهداف تبيين قوة
الدولة وملكيتها للعمل والأرواح البشرية 3
الخصوص النوعي: يبدأ من/ الطباخ. لينتهي
عند/ هكذا الكلمات=19كلمة موضوع الأدب = الجمل المتضمنة (دقة العمل + الحفاظ على
الأدوات". تقنية الإستعارات= الإشارات التبئير = باطن الخطاب
.
الإتجاه = تعيين موضوعة الخطبة لعمل
المهنيين. الأجوائية = العمل + الرهاب + مسخ روح البُشر الإنساني 3
الإنتاج: الملفوظات كلها التفارق =
التوصيف + الإبلاغ والمراقبة + السخرية . المنهجة = "الأفكار مع جمل الخطاب +
جمل الخطاب مع الأحداث + بطائن الدلالات" التعدد = تعدد الزمن الفعائلي +
أفعال السرد الصائتية = نطق الأفعال والأسماء ومكملات القول. السكونية = مضمرات
الكلام كلها. البيئوية = بيئة الخطاب + بيئة المخاطبين + بيئة موجه الخطاب.
تلك الفرائض مُعينة على الفهم وفاتحة
للعمل النقدي على أُفق مضافة الى السائد من متجهاته .
أنها عمل تنظيري وتطبيقي على وفق مفهوم
هيكلة السرد لغريماس، لكنها تجاوزت إشتراطات غريماس ببعض التصنيفات بسبب وجود
حاجات ذوقية، لم تمسسها ولم تحتسب لها، نظرية غريماس لهيكلة أقطاب السرد.
إن إكتمال الفهم يقتضي توجيه العناية
جهة غايات أُخر. ج ـ معقد التحولات القيمية الضخمة في هذه الرواية «حدائق الرئيس»
تندرج القيم بثلاثة أشكال من الصراعات، كل جزء يوفر هيمنة خاصة بالمستوى الفعائلي
للسردية المنشئة لتك القيم.
تلك القيم «المحتويات» هي / ـ قيمة
التحول التأريخي ـ قيمة التداخل لحضارتي الريف والمدينة ـ قيمة خلق السلوك والعمل
التحول التأريخي:
تقرُّ الرواية بأن التسلسل الزمني رديف
التناسل الجيلي والتنامي السياسي الذي يتضمن القيم المتواصلة بين الريف والمدينة
والقصور الرئاسية.
من ملامح هذا التحوّل
/
1ـ التغير السلوكي والخلقي بين
الأجداد والآباء والأحفاد، في القرية.
2ـ التغير الإقتصادي بين رئيس
الدولة وأصحاب الأموال والشغيلة.
3ـ التغير المكاني بين القرية
والمدينة والقصور والمعسكرات والمقابر.
4ـ التقارب
السلطوي في المراحل كافة في الحيف والضرر وإنحدار قيم الفضيلة والجريمة، من حيث
مضائها في الطبقات الفقيرة.
5 ـ إضطراب العلائق الإجتماعية في
ميدان العائلة، الدولة، السلطة، وتحولها الى علائق دولة سلطة العائلة الحاكمة.
6ـ التغير السلبي للعلائق الدينية
في ثقافيتها السياسية الإعلامية.
7ـ تخلخل قوة التماسك الإجتماعي
بتزامنه مع تخلخل قوّة الدولة عسكرياً وإقتصادياً.
8ـ تمكن قوى التطرّف والنفاق من
السيطرة على مقاليد الإتجاهات الفكرية والعلمية وبروز أخطر الظواهر السلبية
بالتزامن مع أفضع أنواع الخراب المادي والضميري للبلاد.
9ـ تفوّق ثقافة الإستكانة والقبول
بواقع الحال على ثقافة النهوض الثوري.
10ـ توقف أحداث الرواية، بأوسع
مساحة لقوى فعائل الروي، عند أفضع حالات التخريب المادي والمعنوي، للدلالة على
الإستمرار المتوقع لذات الظروف، مستقبلاً.
التداخل البيئي لحضارتي الريف والمدينة:
يتمثل في/
ـ وجود أكواخ الطين في القرية.
ـ وجود المباني الفارهة في مدينتي بغداد
والموصل.
ـ كثرة وجود مباني الثكنات العسكرية.
ـ البناء المتنقل للسكن العام المتراوح
بين تلك البيآت بوعي ناقص للمتطلبات العلمية للعمران.
العوامل أعلاه أفرزت قيم/
ـ فقدان الحميّة عند أهل الريف.
ـ دونية عمل الناس عند رجالات الدولة.
ـ خراب المنفعة الذي برّر التسارع
للحصول على المنافع بقطع الرؤوس وتخريب كل تأسيس حضاري.
قيم خُلق السلوك والعمل:
الرواية التي تُظهر لنا القرية في غاية
الجمال والفقر هي ذاتها القرية نشرت ـ إشارياً ـ قيم الخلل بحيث صار التطرف الديني
والسياسي مظهراً للإرهاب، وجزءأّ من مكونات القرية تأريخاً ومجتمعاً، ناهيك عن
علاقات التبادل الثقافي الملتوي في البلاد بأسرها، وإني أُرشح الرواية لتكون وثيقة
إحصائية وقيمية لخراب معنى السلوك والعمل والثقافة والمنفعة الإقتصادية.
ختام الرواية عموماً هي حصر خاص للقيم
السائدة على المستوى الفني التقني، المحلي والعالمي، في الإشتغال الروائي الحديث،
مضافاً لها المجازفات الثقافية على مستوى تفنيد بنية السلطة القامعة بصنوفها
جميعاً، وبنية الأرهاب والتخلف، على وفق التمكن من الدخول في ذوات التفكير، عبوراً
الى متجهات الحلول «تقويض الخلل بفضحه.»
من جانب العمل السردي، الرواية تجربة عن
دوران قوى السرد المقارب لدوران المجتمعات في مدارج البحث عن منافذ سالكة نحو
التقدم الحضاري.
------------------------------------*نشرت في صفحة (الحزب الشيوعي العراقي)، بتاريخ: الأحد 28 أيلول/سبتمبر 2014