كتاب: تحفة السهران
مشاعل
مجرشي
توقفت لسنوات عن كتابة مراجعات للكتب التي أقرأها، وصرت أكتفي
باختيار عدد النجوم الذي أظنه مناسبًا فيGoodReades، لذا أردت العودة والالتزام بكتابة مراجعات
حول ما أقرأ أو أشاهد، ومع قراءتي الأخيرة، كانت الجمل تتطاير في رأسي، جمل كاملة
تختصر فكرة أو رأي وحين فتحت اللابتوب لكتابتها اختفت! لكن لابد من البدء وكتابة
ما هو متوفر إلى إشعار آخر وحتى أصل إلى شكل المراجعة التي يعجبني يفضل البدء من
الآن.
تحفة السهران، هو الكتاب الثاني الذي أقرأه لمحسن الرملي، ومنذ
انتهائي من قراءة مصافحتي الأولى لكتبه: ذئبة الحب والكتب علمت بأن لابد لي من
قراءة أعمال الرملي كاملة، وهو بذلك يشبه أغوتا كريستوف وعبدالرحمن منيف. قررت
قراءة أعمالهم كاملة، فلم يتبقى لي من أعمال أغوتا إلا آخر ثلاثة تقريبًا، أما
منيف ومحسن فما زال أمامي طريق طويلة.
حصلت على تحفظ السهران في معرض الكتاب الأخير بجدة، وحين لم تتبقى
سوى نسخة واحدة آثرت بها نفسي، جاءت أمل تسأل عما تبقى من كتب محسن الرملي؟ أخرجته
لها من الخزانة الموجودة أمام البائع -إذ يفترض أن أعطي المشتري ما يطلبه- لكن حين
لم تتبقى سوى نسخة أخيرة لم أتنازل عنها! اجتماع محسن الرملي مع الأعمال القصصية يجعل
من التنازل عن النسخة أمر غاية في الصعوبة. ومن هنا بدأت به أول كتاب من كتب
المعرض.
يعجبني أسلوب الرملي، سرده
وأفكاره، وطريقة طرحه لها، لا يمكن التنبؤ كيف ستنتهي القصة، وهنا مكمن الجمال.
بعض النصوص أفكارها مجنونة لكن كما لو أنها اختُصرت، طُرحت بوضوح لكن دون تطوير،
على الرغم من عبقريتها! تمنيت في بعضها لو أنها كتبت بإسهاب. قُسّم تحفة السهران
إلى أجزاء، أعجبني منها القصص القصيرة وهي أشبه ما تكون بالسيرة الذاتية للرملي.
كتب معظم ما أعجبني في أول التسعينات، قصص واقعية مطعمة بخيال وحبكة ذكية. شعرت
بالملل قليلًا في الأجزاء اللاحقة، وكثرة إيراد القصف والخيال مع التاريخ، لكن
الكتاب في مجمله يستحق القراءة.
رافقني بصفحاته الـ 354 متنقلًا بين
العديد من الحقائب والأماكن ما يقارب العشرين يومًا.
وهنا رحاب تمسك بالكتاب -سعيدة- بعد أن أضفت عنوانه الجديد
وذلك لأنها قرأته تحفة زهران! فكان لابد من تحقيق ما رأته.