مهرجان كوستاريكا
يُصدر مجموعة شعرية لمحسن الرملي
بدأ الشعر باللغة
الاسبانية لتخوفه من عمق العربية
بغداد
ـ
صفاء ذياب
وُضعت
صورة الشاعر والروائي محسن الرملي على بطاقة دعوة طُبع منها أكثر من مليون ونصف
المليون نسخة لتوزع في مدينة سان خوسيه، عاصمة كوستاريكا، كدعوات للجلسة الخاصة
التي ستقام له، ويوقع فيها أيضاً مجموعته الشعرية التي صدرت بالإسبانية بعنوان
(خسارة رابحة).
البطاقة التي اشتركت في طباعتها وزارة
التربية هناك ومهرجان كوستاريكا، كانت مفتتحاً لفعاليات عدّة بين هذه الوزارة وبيت
الشعر، ليخصص ريع الإصدارات التي ستوزع في المهرجان لصالح الشباب والطفولة والعمل
على تجنيبهم أهوال الحروب وتعزيز محبة السلام والأمل في نفوسهم.
(خسارة رابحة) مجموعة شعرية تضم مختارات
من أعمال الرملي باللغة الأسبانية، وقد قامت بإصدار هذا الكتاب جامعة كوستاريكا
ومؤسسة بيت الشعر، بمناسبة المهرجان الدولي للشعر الذي يقام هناك في هذا الشهر. إذ
سيتم تقديمه وتوزيعه بحضور المؤلف أثناء مشاركته في فعاليات المهرجان إلى جانب عدد
من الشعراء العالميين والعرب، وتضم المجموعة أكثر من أربعين قصيدة فضلاً عن نبذة
عن المؤلف.
عن كيفية اختيار النصوص وتقديمها في
مجموعة منتخبة، قال الرملي في حديث خاص لـ"الصباح" إنه تم اختيار
القصائد من مجموعاته السابقة، فضلا عن قصائد أخرى غير منشورة، و"اعتمدت في
الاختيار على ما وجدته قد حظي باستحسان واستقبال جيد سابقاً من خلال المهرجانات
وردود فعل القراء والنقاد". والأهم من هذا ان الجديد الذي يقدمه الرملي في
هذه المجموعة كونها تضم في كتاب واحد قصائد متنوعة ومنتقاة من نصوصه، متنوعة من
حيث اشتغالها الشعري، مراحل كتابتها وفي ثيماتها التي تتناول عدة مواضيع كالحرب،
الحب، المنفى، الهم الوجودي، ما هو عام وما هو فردي، ما هو تاريخي وما هو يومي..
وغيرها، فضلا عن كونها تحمل شيئاً من روحية ثقافتين مختلفتين.
الرملي قام بنفسه بترجمة هذه النصوص من
العربية إلى الإسبانية، حسب ما يقول، "أو بالأصح: كتابتها باللغتين، فبالنسبة
لي تمتزج عملية الكتابة والترجمة وتكاد تتم في آن واحد، إذ كتبت بعض النصوص بالعربية
أولاً وأخرى بالإسبانية وبعض آخر باللغتين معاً، ثم أقوم لاحقاً بالترجمة من هذه
إلى تلك دون الالتزام بترجمة حرفية للنص، وإنما أتدخل فيه وفق ما أجده أنسب ويعبر
عما أريده في سياق كل لغة".
وعن مدى التقارب بين النص الأصلي
والمترجم، يرى الرملي أن النقطة المشتركة فيهما أنهما يقولان الشيء نفسه ويرسمان
الصورة نفسها بلسانين مختلفين، وإن اختلفت الصيغ والحساسية اللغوية بينهما،
و"من المفارقات التي اكتشفتها وتعلمتها من خلال تجربتي في الترجمة والكتابة
بلغتين، هي أنه وعلى الرغم من أن الشعر في الأصل هو اشتغال لغوي، إلا أن نصوصي
أكثر ما تكون ابتعاداً عن الاهتمام أو الاعتماد على اللغة، وكأني أحاول تلمس ما
أعتقد أنه شعري بذاته دون التعكز اللغوي، كأني أبحث عن شعر بلا لغة شعرية، وما زلت
أراقب تجربتي هذه وأحاول معرفتها أكثر والتعمق فيها".
في الترجمة هناك فسح كثيرة للتأويل، وهو
ما يؤكده أغلب المترجمين والباحثين، لكن الرملي يعتقد أن لديه نوعين من النصوص،
نوع يقدم نفسه مباشرة ولا يحتاج إلى الكثير من التأويلات ويهتم بإيصال رسالة ما،
هو الغالب، والآخر، وخاصة ما يتعلق منه بالهم الوجودي، مغرق بدلالته ورموزه
وقابلياته للتأويل بل وبغموضه أحياناً، حين "أحاول التعبير فيه عن لحظات أو
أفكار أو مشاعر مستعصية، ويصعب التعبير عنها بلغة منطقية، بحيث أن لدي نصوصاً حتى
أنا نفسي لا أفهمها، وإن كنت أستشعر واتحسس أجواءها دون أن أعرف ماهيتها بالضبط،
وما فاجأني وأراحني أن ثمة من أعجبتهم هذه النصوص".
ومن المعروف أن لكل ثقافة ولغة نصوصها
الخاصة، لكن أن يقدم عربي نصوصاً باللغة الإسبانية، فربما يكون التلقي مختلفاً،
فهي كتبت لقارئ، والآن تعطى لقارئ مختلف. الرملي يرى أنه ليس هناك فارق كبير بين
المتلقي العربي والإسباني، إلا بما يعتمد على مرجعيات بعض الدلالات في سياقات كل
لغة على حدة.
-----------------------
*نشر
في صحيفة (الصباح) العراقية، العدد 2944
بتاريخ 14/10/2013م
غلاف الكتاب والصفحة الأولى الخاصة بمعلومات نشره